دروس وعبر من الجمع العام – عبد الواحد رزاقي
تحقق ما كنت آمله بحمد الله من حضور الجمع العام الوطني السابع لحركة التوحيد والإصلاح المباركة الذي تم تنظيمه بمركب الشباب والطفولة بمدينة بوزنيقة أيام 17،18و19 ربيع الأول 1444 الموافق 15،14و16 أكتوبر 2022 .
ذلك الجمع المبارك الذي كان مناسبة لصلة الرحم وتلاقي الأحبة في الله وتذكر الأيام الجميلة التي قضاها بعض من كتب الله له الانتقال من موطن إلى غيره من بلاد الله الواسعة رفقة صفوة طيبة من مشاعل الهدى ممن تركوا بصمات الخير دعوة لله ولدينه أو قدوة حسنة كمن غرس فسيلة طيبة فلما اشتد عودها آتت أكلها بإذن ربها، أما الدروس والعبر فكثيرة عدد ما في هذا المشروع المبارك من أسباب الخير واليمن والبركات.
أقطف من هذا البستان الطيب ما يلي:
- الوفاء وعرفان الجميل (تبادل الهدايا بين الرئيس وباقي أعضاء المكتب):
بعد انتهاء ولايته التي دامت مرتين يتفضل الأخ المهندس رئيس الحركة عبد الرحيم شيخي بتقديم هدايا رمزية لجميع أعضاء المكتب التنفيذي من ماله الخاص، عرفانا بالجميل وتعبيرا عن تثمين المنجزات الكبيرة التي قدمها طيلة هذه المدة، وتأكيدا لتجاوز كل تقصير أو سوء تصرف قد يكون بسبب طبيعة الاجتماع البشري. ولتبادل نفس الشعور ودون سابق اتفاق يتفضل جميع أعضاء المكتب بتقديم هدية جميلة من مالهم الخاص إلى السيد الرئيس تتمثل في القيام بعمرة هو زوجته الفاضلة أو زيارة بلد خارج الحدود حسب الاختيار.
- عدم الاعتذار عن تحمل المسؤولية (تفويض الأمر لله في الاختيار):
في إطار تقديم الأعذار وعدم التسابق للمسؤوليات تتقدم الأخت الدكتورة حنان الإدريسي النائب الثاني للرئيس إلى المنصة لتعبر عن عدم رفضها اختيار الرئيس الجديد الأخ الدكتور أوس رمال نائبا ثانيا له لسبب بسيط هو أنها طيلة المدة التي استغرقها قدومها لمكان انعقاد الجمع وهي تدعو الله عز وجل أن يختار لها المكان المناسب خادمة لدينه ودعوته.
- ثقافة الاعتذار عند الخطأ وأمام الملأ وتجنب الإحراج:
لما انتخب الرئيس الجديد اختار الأخ عبد الرحيم شيخي نائبا أولا له فأقسم هذا الأخير بأغلظ الأيمان أنه لن يقبل هذا التكليف ولو دعا الأمر لإصدار بلاغ أو تقديم استقالة ليجيبه الأخ الرئيس بأنه أبدا لم يقصد إحراجه وأن أي شيء قد يعكر صفو مزاج الأخ شيخي لن يفعله مهما كانت الظروف. ليعتذر هذا الأخير بعد برودة الأعصاب وأمام الجمع عن التصرف الذي بدر منه وأن ذلك ليس تهربا من المسؤولية وإنما يجعل تجربته الغنية رهن المكتب التنفيذي خارج دائرة الرئاسة.
- المسؤول يرشح من قبل الجمع العام ولا يرشح نفسه:
مما جرت به العادة وبات مضربا للأمثال في الداخل والخارج، أن المسؤول داخل الحركة المباركة لا يرشح نفسه وإنما يتم ترشيحه من قبل الجمع العام الذي اختار خمسة إخوة في الدور الأول ليتربع الأخ أوس رمال على قائمة المرشحين.
- مسطرة الجرح والتعديل ودورها في التعريف بالشخص ومؤهلاته وكفاءته:
قد تغيب بعض الأمور عن الجمع العام رغم المعرفة بالشخص المختار، لكن هذه المسطرة تلقي المزيد من الأضواء عليه بسطا للكفاءات والمهارات وربما النقائص الظاهرة والمرتبطة بالتكليف المراد شغله، فتسهل عملية الترجيح والتصويب.
- الشورى والديمقراطية الداخلية في أسمى معانيها:
تتم عملية اختيار المسؤولين داخل الحركة بالانتخاب الحر وبالشفافية المطلوبة عبر إتاحة الفرصة لمن رغب في الاطلاع على فرز الأصوات، وليس بالتعيين أو ما يسمى ب “الكولسة” الترتيب القبلي وعبر لوبيات أو أقطاب كما يفعل عدد من الهيئات التي تدعي تبني الآليات الديمقراطية.
- مركزية القضية الفلسطينية إلى جانب الوحدة الترابية الوطنية:
بقدر تشبث الحركة بثوابتنا الوطنية اعتقادا وشرعا وليس ادعاء بقدر تشبثها بالقضية الفلسطينية وتبنيها لاستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف ورفضها الحاسم للتطبيع مع العدو الصهيوني.