دروس شبابية من وحي حدث الهجرة النبوية
لقد حفل تاريخ أمتنا العظيم بالذكريات المجيدة والأحداث الخالدة والمواقع الشاهدة على النصر والظفر، ولعل حدث هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى المدينة واحد من هذه الأحداث الفاصلة والملحمية في تاريخ الإسلام وفي مسار التمكين في الأرض لدين الله ولعباده المؤمنين،باعتبارها لحظة محورية في طريق تحقيق الغاية الكبرى من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم والتي عبر عنها الصحابي الجليل ربعي بن عامر في حواره مع رستم قائد الفرس بقوله:”ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله،ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام”(البداية والنهاية ج:7).
ولا أدل على مكانة هذا الحدث عند المسلمين من أنهم جعلوه مبتدأ تأريخهم وتقويمهم، وفي هذا السياق يأتي قول الفاروق عمر رضي الله عنه: “الهجرة فرقت بين الحق والباطل، فأرخوا بها” (أخرجه أبو نعيم الفضل بن دُكين في تاريخه و من طريق الحاكم من طريق الشعبي)، إضافة إلى أنه حدث مشبع بالدروس والعبر والعظات “لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ” (ق:37)، ولعل ما يهمنا في سياق حديثنا هذا هو استلهام هذه الدروس وتلك العبر التي يستفاد منها في حياة المسلمين عامة وفي حياة شباب الأمة على وجه الخصوص.
يقصد بالهجرة في اللغة الخروج من أرض إلى أخرى، ومن معانيها اللغوية كذلك الترك والابتعاد (معجم المعاني الجامع بتصرف)، أما في الاصطلاح الشرعي فهي تقسم إلى قسمين، أولهما الهجرة الخاصة وهي هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى المدينة في السنة الثالثة عشرة بعد البعثة، وعن هذه الهجرة قال سبحانه وتعالى: “لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ”(الحشر:8)، وعنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن عباس وأخرجه الشيخان: “لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استُنفرتم فانفِروا”، أي لا هجرة من مكة إلى المدينة بعدما صارت مكة دار إسلام لا يظلم فيها أحد. وثاني أقسام معنى الهجرة، الهجرة العامة وهي الهجرة المستمرة إلى الله مصداقا لقوله تعالى على لسان نبيه إبراهيم عليه السلام: “فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ، وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي، إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”(العنكبوت: 26)، وهذه هجرة لا ترتبط بزمان ولا بمكان بل هي ممتدة في الزمان والمكان، وغايتها الخروج من ظلمات الكفر والمعاصي والمنكرات والسير على صراط الله المستقيم حتى يهتدي الإنسان في الدنيا وينجو في الآخرة.
إذا غايتنا من هذه الأسطر هو إبراز الدروس والعبر التي يمكن أن تفيد الشباب المسلم من حدث الهجرة النبوية، مع التركيز على دور الصحابة الشباب في إنجاز وإنجاح الهجرة النبوية، ويمكن إجمال هذه الدروس فيما يلي:
أولا: الصبر والتضحية
لم تكن الهجرة نزهة أو رحلة يروِّح بها الإنسان عن نفسه؛ ولكنها كانت مغادرة للأرض والأهل، ووشائج القربى وصلات الصداقة والمودة، وأسباب الرزق، ولم يكن من هدف لهذا التخلي سوى العقيدة، ولهذا احتاجت إلى جهد كبير، حتى وصل المهاجرون إلى قناعة كاملة بهذه الهجرة (السيرة النبوية لعلي الصلابي)، مع ما يحتاجه ترك الأهل والأحباب وترك الوطن وأسباب الرزق من صبر وتضحية، وإذا كان هذا الأمر قد شق على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي لم يعد له من يحميه ويؤويه في مكة فقال وهو يغادرها: “مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وأَحبَّكِ إلَيَّ، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ”(رواه التّرمذيّ وصحّحه)، فما بالك بالصحابة وخاصة الصغار منهم والذين تركوا آباءهم وأهلهم وأرضهم بل ومنهم من ترك رغد العيش واختار اقتسام الجوع والفاقة مع إخوانه المهاجرين والأنصار، وهاهو علي بن أبي طالب يختار أن يقدم أروع دروس التضحية والفداء في سبيل استمرار دعوة الإسلام ورسالة الإصلاح، فقد بات على فراش النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة انطلاق هجرة النبي وهو يعلم بمكر الظالمين الذي أجمعوا أمرهم وسنوا سيوف الغدر بالنبي عليه الصلاة والسلام، فما أشرفها من تضحية وما أقواها من عزيمة، وما أحوج الأمة اليوم إلى شباب ينجز المهام الصغيرة التي تساهم في بناء الحضارة، ومستعد للتضحية إذا اقتضى الأمر في سبيل أمته ووطنه.
ثانيا: حسن التدبير وجمال التوكل
لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون قدوة للناس وأسوة لهم لو سخرت له الخوارق والمعجزات لنصرة دعوته وإظهارها، إذ لم يكن من العسير على قدرة الله أن ينقل نبيه من مكة إلى يثرب قبل أن يرتد إلى من يكيدون له طرفهم، لكن ذلك لن يكون مفيدا للمسلمين الذين أمروا بالاقتداء بنبيهم، فالإسلام دين ينضبط لسنن الله في الكون، ولهذا كان على النبي صلى الله عليه وسلم أن يحسن التدبير حتى يصل إلى هدفه، وهذا ما كان في حدث الهجرة، فقد روى البخاري رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها في حديث طويل وفيه: ” … فبينما نحن جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة؛ قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعا؛ في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكر: فداء له أبي وأمي ! والله ما جاء به الساعة إلا أمر ! قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه: أَخرج من عندك ، فقال أبو بكر: “إنما هم أهلك، فقال: “فإني قد أذن لي في الخروج”، فقال أبو بكر: “الصحبة بأبي أنت يا رسول الله ! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نعم”، فقال أبو بكر رضي الله عنه: فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بالثمن، قالت عائشة رضي الله عنها: فجهّزناهما أحثّ الجهاز (من الحث وهو الإسراع)، وصنعنا لهم سفرة في جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قطعة من نطاقها، فربطت به على فم الجراب، فبذلك سميت ذات النطاقين، ثم بعد ذلك لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغار في جبل ثور، فكمنا فيه ثلاث ليال، يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما وهو غلام شاب ثقف لقن (فطن حَسن التلقي)، فيدلج من عندهما بسحر، فيصبح مع قريش بمكّة كبائت، فلا يسمع أمرا يكتادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام، ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر رضي الله عنه منحة من غنم، فيريحها عليهما حينما تذهب ساعة من العشاء، فيبيتان في رسْلٍ –وهو لبن منحتهما ورضيفهما- حتى ينعق بها عامر بن فهيرة بغلس (ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح)، يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث، واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رجلا من بني الدَّيْل، وهو من بني عبد عدي هاديا خرِّيتا (الماهر بالهداية)، قد غمس حلفا (أخذ بنصيب من عقدهم وحلفهم يأمن به) في آل العاص بن وائل السَّهمي، وهو على دين كفار قريش، فأمناه، فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما صبح ثلاث، وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل، فأخذ بهم طريق السواحل”. فانظر رعاك الله إلى حسن تدبير النبي وحرصه على أدق التفاصيل وأخذه بكل أسباب تحقيق الغاية، وأمام كل هذا التدبير والأخذ بالأسباب يضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم أروع نموذج في جمال التوكل على الله سبحانه، فهاهم كفار قريش يقفون على باب غار ثور ولم يعد بينه وبينهم حائل سوى عناية الله، وقد خلد القرآن الكريم هذه اللحظة الدقيقة بآية في غاية الروعة والجمال، فقال سبحانه: “إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا، فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ، وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا، وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” (التوبة:40)، وفي الحديث الذي رواه الشيخان عن أبي بكر رضي الله عنه قال: “قلت يا رسول الله لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال صلى الله عليه وسلم: “ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما”.
إن حدث الهجرة النبوية المباركة قد حمل في طياته أروع مثال عن قوة الأخذ بالأسباب المادية وقوة الإيمان برب البرية، وهذه الثنائية عليها تقوم حياة الإنسان وعليها تتأسس سعادته في الدارين. ولقد كان في موقف عبد الله بن أبي بكر وأختيه ما يثبت أثر الشباب من الرجال والنساء في نجاح الدعوات، فهم عماد كل دعوة إصلاحية،إذ بفضلهم وصلنا الإسلام الذي حررنا من الجهالة والضلالة والوثنية والكفر والفسوق. (مصطفى السباعي، السيرة النبوية دروس وعبر، بتصرف).
ثالثا: الأمن والاستقرار وأثرهما في نجاح الدعوة
لم تكن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه خوفا من الموت ولا جبنا في مواجهة الظلم الذي لحقهم، فلو كانوا خوافين أو جبناء لما صبروا على ظلم أعدائهم لهم كل تلك المدة الطويلة، إلا أن الدعوة الإسلامية حتى تستقر ويشتد عودها لم يكن ممكنا أن تستمر في تلك الأجواء المليئة بالتعذيب والحصار والقتل، فكان لزاما على قائد الدعوة أن يبحث عن مكان آمن مستقر تأمن فيه دعوته ويأمن فيه أتباعه، فكان أول مكان قصده النبي صلى الله عليه وسلم هو الطائف لكن أهله لم يجيبوا داعي الله، واستمر النبي صلى الله عليه وسلم في بحثه حتى التقى بزمرة من أهل يثرب فبايعوه على أن يجيروه ويجيروا دعوته بعدما آمنوا به وصدقوه، فكان ذلك فتحا عظيما، حيث انتقلت دعوة الإسلام من مرحلة الدعوة المضطهدة إلى مرحلة الدعوة ذات الشوكة، التي تقدر على حماية المنتسبين لها والدفاع عنهم، فانطلقت دعوة الله في الأمصار وبدأ الناس يدخلون في دين الله أفواجا، وخاصة بعد صلح الحديبية الذي زاد من أمن واستقرار دعوة الإسلام. وهذا من أهم الدروس التي ينبغي أن يعيها شباب الأمة المتحمسون لنصرة دينهم، فلا مكان لدعوة الإسلام ولا لغيرها من الدعوات في مجتمع لا يأمن أهله من خوف ولا يطعمون من جوع، وإن من أفضل ما يمكن أن يقدمه شباب الأمة اليوم لأوطانهم هو أن يحافظوا على أمنها واستقرارها ويبذلوا جهدهم ووسعهم من أجل الإسهام في إصلاحها وتقدمها.
رابعا: الهجرة لم تنته
إذا كانت الهجرة بمعناها الشرعي الخاص قد انتهت بفتح مكة، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أوردناه أعلاه: “لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا”، إلا أنه عليه الصلاة والسلام يفتح لنا في هذا الحديث أبوابا وآفاقا أخرى للهجرة بمعناها العام، فيقول: “…ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا”، نعم إنه جهاد ونفير، جهاد بمعناه العام يبتدئ من جهاد النفس وإصلاحها حتى يصل إلى إصلاح المجتمع وإماطة الأذى والفساد عنه، وهو نفير من أجل دعوة الحق وفي سبيل إصلاح الأوطان وازدهارها، فلولا نفر من كل فرقة منا طائفة تقوم كل واحدة على ثغر من ثغور المرابطة والمقاومة وفي مختلف ميادين الإصلاح تتعاون على الخير، وتتدافع في سبيل جلب المصالح ودرء المفاسد.
إن الهجرة إلى الله ورسوله مستمرة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وإذا كان الترك من معانيها فإن أول ما ينبغي أن نهجره هو الذنوب والمعاصي والكسل والتواكل والجبن والهوان، وإذا كان من معاني الهجرة كذلك الخروج فإن أول غاية ينبغي أن يخرج من أجلها شباب أمتنا اليوم ويهاجروا في طلبها هي العلم، مصداقا لقوله تعالى: “فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ” (التوبة: 122)، ولحديث نبينا صلى الله عليه وسلم والذي قال فيه: “منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ، وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ رِضًا بِما يَصْنَعُ، وَإنَّ الْعالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ منْ في السَّمَواتِ ومنْ فِي الأرْضِ حتَّى الحِيتانُ في الماءِ، وفَضْلُ الْعَالِم عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلِ الْقَمر عَلى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وإنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ وإنَّ الأنْبِياءَ لَمْ يُورِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وإنَّما ورَّثُوا الْعِلْمَ، فَمنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحظٍّ وَافِرٍ” (رواه أبو داود والتّرمذي)، وقد ضرب شباب أمتنا في عصور تقدمها ولا زال أروع الأمثلة في هذا الباب، فخاضوا البحار والأنهار وقطعوا الفيافي والقفار طلبا للعلم في مختلف المجالات، متيقنين أن العلم هو أساس بناء حضارتهم ونهضة أمتهم متخذين من “اقرأ وربك الأكرم” شعارا لحياتهم، فكانوا بحق أئمة الهدى ومصابيح الدجى، حتى صاروا مخلّدين بخلود أمتهم يقتدي بهم من شاء أن يهتدي. وأوطاننا اليوم في حاجة ماسة إلى هذا النوع من الشباب العالم العامل.
لم تكن هذه وحدها هي الدروس والعبر التي يمكن استخراجها من حدث الهجرة النبوية فغيرها كثير وكثير، لكن لكل مقام مقال، ومقام حديثنا اليوم هو عن الشباب ومع الشباب، عن شباب قضى نحبه بعدما صدق ما عاهد الله عليه، ومع شباب ينتظر، أريدُ له ولنفسي أن ألا نبدل تبديلا، ألا نبدل طريق الاهتداء بطريق الشقاء، وأن نكون مقاومين في معركة الدفاع عن الأمة وصون مقدساتها ثابتين صادقين ومجددين. “إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب”، والحمد لله رب العالمين.
عبد الغفور الصالحي