دراسة لمجلس الجالية تدق ناقوس الهدر المدرسي للتلاميذ المغاربة بجزر البليار

أظهرت دراسة علمية لمجلس الجالية المغربية بالخارج أن معدل الهدر المدرسي لدى الجالية المغربية المقيمة في جزر البليار ما يزال مقلقا، حيث لا يتابع سوى 7,48 بالمائة من التلاميذ المغاربة دراستهم بعد التعليم الإلزامي، مقابل 17,71 بالمائة من مجموع تلاميذ جزر البليار.
وسجلت الدراسة التي قدمها مجلس الجالية المغربية بالخارج الثلاثاء الماضي في بالما دي مايوركا، أن حضور الطلبة المغاربة في المناهج الجامعية ظل محدودا، إذ لم يتجاوز 0,42 بالمائة من مجموع المسجلين ما بين سنتي 2010 و2021.
وتهدف الدراسة العلمية التي خصصت لتمدرس تلاميذ الجالية المغربية المقيمة في جزر البليار وقدم خطوطها العريضة، رئيس المجلس، إدريس اليزمي، إلى تقييم التقدم المحرز منذ سنة 2015 وتحديد التحديات المستمرة في مجال الإدماج التعليمي للتلاميذ المغاربة في هذه المنطقة.
ولمواجهة هذه الصعوبات، قدم معدو الدراسة عدة توصيات، من أبرزها تنفيذ برامج تربوية مخصصة، وتكوين الأطر التعليمية في مجال التنوع الثقافي، وإحداث جسور بين التكوين المهني والتعليم الجامعي.
كما دعت إلى تعزيز التنسيق بين المدارس والأسر والجمعيات المغربية بما يسهم في دعم التماسك الاجتماعي وضمان المتابعة التربوية للتلاميذ. فضلا عن تعزيز تمثيلية الجالية من خلال إحداث فضاءات للحوار والتشاور.
وأشارت هذه الدراسة، التي أنجزت بدعم من مؤسسات أكاديمية إسبانية، إلى أن إسبانيا تحتضن ثاني أكبر جالية مغربية في أوروبا، من بينهم نحو 40 ألف شخص يقيمون في جزر البليار.
وأظهرت النتائج تحسنا ملحوظا في معدلات تمدرس التلاميذ المغاربة، حيث تم تسجيل ارتفاع بنسبة 165 بالمائة بين سنتي 2010 و2022. ويشمل هذا النمو بشكل خاص التحاق التلاميذ بالتعليم الابتدائي والتكوين المهني، مع زيادة كبيرة في عدد الفتيات المسجلات في الشعب الإدارية والصحية.
وبحسب مجلس الجالية المغربية بالخارج، فإن هذه المبادرة تندرج في إطار رؤية شمولية تهدف إلى دعم النجاح الدراسي والإدماج الاجتماعي للمغاربة المقيمين بالخارج، وذلك تماشيا مع التوجيهات السامية للملك محمد السادس.
 
 



