دراسة تبحث أسباب فشل المبعوثين الأمميين في حل قضية الصحراء المغربية

خلصت دراسة جديدة إلى أن المبعوثين الأمميين يواجهون غالبا صعوبات كبيرة في حل النزاعات المسلحة بسبب العوائق الداخلية والخارجية، واستمرار التباين في مواقف الأطراف المعنية؛ مما يتطلب إعادة تقييم للنهج الأممي في إدارة الأزمات.

واستحضرت الدراسة الموسومة بـ “متلازمة الإجهاد الدبلوماسي الأممي وقضية الصحراء”  الاتهامات بعدم الحيادية التي وجهت إلى عدد من المبعوثين؛ مثل اتهام غسان سلامة في ليبيا بالانحياز، وإشارات إلى تجاوزات ممثلي الأمم المتحدة في مهامهم، أدت إلى توترات مع الأطراف المتنازعة.

وذكرت الدراسة   أن المبعوث الحالي ستيفان دي ميستورا، يواجه صعوبات في إدارة الملف، مبرزة أن دي ميستورا لم ينجح في جمع أطراف النزاع  المفتعل حول الصحراء المغربية إلى طاولة المفاوضات، مما يعكس محدودية فهمه للملف وتعقيداته.

وسلّطت الدراسة  التي نشرها الدكتور محمد بوبوش من جامعة محمد الأول في العدد الرابع عشر من مجلة “الاستراتيجية” العلمية المحكمة والمتهمة بالقضايا الاستراتيجية والعلاقات الدولية والدراسات القانونية، الضوء على دور المبعوثين الأمميين في قضية الصحراء المغربية، وتاريخ القضية منذ إرسال أول مبعوث أممي سنة 1997.

وفسرت الدراسة أسباب فشل المبعوثين الأمميين إلى عوامل عديدة؛ منها تركيزهم على إدارة الصراع بدلا من البحث في جذوره، واصطدامهم بالتوازنات الدولية والمصالح المتباينة للدول الكبرى في مجلس الأمن”.

وبينت الدراسة دور الأمناء العامين للأمم المتحدة في الوساطة في النزاعات، وتأثيرهم الدبلوماسي المحدود بسبب تدخلات القوى العظمى وعدم وجود إجماع في مجلس الأمن.

وأشارت الدراسة إلى فشل عدد كبير من المبعوثين الأمميين في حل النزاع؛ مثل جيمس بيكر الذي صرح عند استقالته بأن حل النزاع “مستحيل”، وإيريك جينسن الذي أوضح في كتاب له “استحالة تطبيق مخطط التسوية”، ثم توجيه الانتقادات إلى مبعوثين آخرين مثل كريستوفر روس الذي اتهم بالانحياز.

وخلصت الدراسة أن بعثة الأمم المتحدة بالصحراء المغربية، منذ تأسيسها قبل أكثر من 33 عاما، “باتت مثيرة للجدل بسبب غموض مهامها وفشلها في حل النزاع”. 

وحاولت الدراسة البحث في أسباب فشل المبعوثين الأمميين في جمع الأطراف للجلوس على طاولة المفاوضات وحل النزاع المفتعل، مع التركيز على العوائق الداخلية والخارجية التي تعرقل عمل الوساطة الأممية، عبر مناهج عديدة، منها المنهج التاريخي، لتحليل التسلسل التاريخي لتعيين المبعوثين الأمميين والمقارنة مع أزمات أخرى واجهوا صعوبات في حلها. كما استخدمت منهجا تحليليا لتقييم أداء المبعوثين الحاليين والسابقين.

وهدفت الدراسة إلى تقييم مسار تدبير القضية منذ تعيين أول مبعوث شخصي عام 1997 جيمس بيكر وحتى المبعوث الحالي ستافان دي ميستورا، مع تسليط الضوء على العراقيل التي تواجه المبعوثين في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة وتوضيح العراقيل التي أدت إلى توقف المفاوضات في 2018، والتوترات بين دي ميستورا وبين الدبلوماسية المغربية بسبب أداء الأخير.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى