خمسة ملفات كبرى طرحت في زيارة رئيس الحكومة الإسبانية للمغرب
عرفت زيارة العمل والصداقة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز للمملكة المغربية، منذ أمس الأربعاء مناقشة عدد من القضايا العالقة بين البلدين.
وقد استقبل الملك محمد السادس، السيد سانشيز أمس بالقصر الملكي بالرباط، وأكد على الآفاق المتفردة للتعاون المفتوحة أمام البلدين الجارين، والتي يمثل التنظيم المشترك – مع البرتغال – لكأس العالم لكرة القدم 2030 رافعة إضافية لتعزيزها.
وتندرج هذه الزيارة في إطار استمرارية الدينامية الجديدة للعلاقة بين البلدين، التي تم تدشينها منذ اللقاء بين الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية في أبريل 2022، وتوجت باعتماد البيان المشترك بين البلدين.
وركزت زيارة أمس بالتحديد على مناقشة خمسة ملفات كبرى؛ كان في طليعتها ملفي الصحراء المغربية والهجرة، كما استأثرت خارطة الطريق 2022 الإطار المرجعي لتعزيز العلاقات بين البلدين، والذي فتح الباب على مصراعيه في توسيع مجال الاستثمارات الاقتصادية، وإمكانيات التعاون والشراكة في أفق التنظيم المشترك لكأس العالم 2030 وفقا لخارطة الطريق المذكورة.
التأكيد على الموقف الداعم لمخطط الحكم الذاتي
جدد رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز تجديد موقف بلاده الداعم لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007 لتسوية الخلاف المفتعل حول الصحراء المغربية، وموقف الحكومة الإسبانية المعبر عنه في البيان المشترك المعتمد في 7 أبريل 2022، والإعلان المشترك الصادر في ختام الدورة الـ 12 للاجتماع رفيع المستوى المغرب – إسبانيا المنعقد في 2 فبراير 2023.
وأعلن سانشيز خلال ندوة صحفية بالرباط أمس الأربعاء، أن موقف بلاده حول قضية الصحراء قد تم التعبير عنه بوضوح في هذين الإعلانين، اللذين يعتبران مخطط الحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية هذا الخلاف.
إشادة بالتعاون النموذجي في مجال الهجرة
وأشاد سانشيز بالتعاون النموذجي مع المغرب في مجال تدبير تدفقات الهجرة أهمية كبرى، من خلال تدبير الرباط تدفقات الهجرة، وأعرب عن “ارتياح بلاده التام” للتعاون مع المغرب في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية.
ووصف سانشيز نتائج العمل المشترك في مجال سياسة الهجرة ب” الممتازة “،مؤكدا عزم بلاده على المضي قدما في تعزيز هذا التعاون. كما استحضر في هذا الصدد، بعض البرامج الرائدة التي تم تفعيلها بشكل مشترك في هذا المجال، لا سيما البرنامج الرامي إلى النهوض بالهجرة النظامية، معتبرا أنها تظل السبيل الأمثل لضمان شروط العيش الكريم بالنسبة للشباب الذين غالبا ما يقعون ضحايا لشبكات الاتجار بالبشر.
عزم على المضي قدما في تنفيذ خارطة الطريق 2022
وتعد خارطة الطريق 2022 أساسا لتعزيز العلاقة بين البلدين، حيث أكد رئيس الحكومة الإسبانية أن بلاده عازمة على المضي قدما في تنفيذ هذه الخارطة المعتمدة في أبريل 2022، وهو ما مكن من تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مبرزا أن العلاقات الثنائية تمر بـ “أفضل أحوالها”.حيث وصف العلاقات بين البلدين بـ “الاستثنائية والإيجابية”، وتهم عددا من المجالات، لا سيما المجال التجاري والسياحي والأمني، وسياسة الهجرة.
وأشارإلى أن زيارة العمل التي قام بها للمغرب تندرج في إطار الرغبة المشتركة لتوطيد العلاقات الثنائية، التي تعد “استراتيجية للبلدين”، مؤكدا أن الطرفين يواصلان تنفيذ المشاريع الواردة في الاجتماع رفيع المستوى لسنة 2023، لا سيما في مجالات التربية والتعاون الثقافي والضمان الاجتماعي، الذي يكتسي “أهمية كبرى بالنسبة للمغاربة المقيمين بإسبانيا”.
إسبانيا تتوقع استثمارات تناهز 45 مليار أورو في أفق 2050 بالمغرب
وفي المجال الاقتصادي، أعلن سانشيز أن إسبانيا تتوقع استثمارات تناهز 45 مليار أورو في أفق 2050 بالمغرب. منوها بـ “التطور الإيجابي” للمبادلات التجارية بين البلدين،ودعا في الآن ذاته إلى مزيد من توطيد الشراكة الاقتصادية الثنائية، خاصة في سياق التنظيم المشترك للبلدين مع البرتغال لكأس العالم لكرة القدم 2030.
و أشاد المسؤول الإسباني بـ “الجهود الكبيرة” التي يبذلها المغرب من أجل عصرنة اقتصاده، مبرزا إسهام المقاولات الإسبانية في هذه الجهود الرامية لتطوير الاقتصاد المغربي، لا سيما في مجالات النقل والطاقات المتجددة وتدبير الموارد المائية.
التنظيم المشترك لكأس العالم لكرة القدم 2030 نموذج ملموس لجودة العلاقات بين البلدين
أثنى رئيس الحكومة الإسبانية على التنظيم المشترك لكأس العالم لكرة القدم 2030 باعتباره يشكل نموذجا ملموسا لجودة العلاقات المغربية-الإسبانية، والعزم المشترك للدفع بخارطة الطريق الثنائية المعتمدة سنة 2022.
وقال سانشيز في ختام زيارته للمغرب، إن “احتضان كأس العالم لكرة القدم يشكل، دون شك، تحديا استثنائيا، ولكن بالأخص، فرصة لمواصلة توطيد أسس الصداقة بين المغرب وإسبانيا والبرتغال”.
كما سجل أن هذا الحدث الرياضي العالمي سيمكن البلدان المنظمة من ” بعث رسالة جد إيجابية، للعالم بأسره، للتعاون والتنظيم الجيد والأخوة”. مبرزا أهمية عقد منتدى يجمع المقاولات المغربية والإسبانية ” بغية استكشاف إمكانات التعاون والاستثمار في أفق تجسيد هذا المشروع الرائع”، لا سيما على مستوى البنيات التحتية. كما أن “كأس العالم لكرة القدم 2030 يأتي تتويجا لتعاون استثنائي بين البلدين”.