خطيب جمعة يبسط تشريعات تحصين الشريعة الإسلامية للأسرة
بسط عضو المجلس العلمي الأعلى الحسن إد سعيد مقتضيات وتشريعات تحصين الشريعة الإسلامية للأسرة المسلمة، في خطبة للجمعة ألقاها بمسجد حسان بالرباط يوم الجمعة 24 شوال 1445هـ الموافق لـ3 ماي 2024.
وانطلق خطيب الجمعة من قول الله سبحانه وتعالى: “وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُم أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أفَبِالْبَاطِلِ يُومِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ”.
وحسب موقع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تطرقت الخطبة إلى موضوع تحصين الشريعة الإسلامية للأسرة المسلمة انطلاقا من أربعة محاور، وهي تحريم انتهاك الأعراض، وحفظ النسل، والزواج، آداب دخول البيوت.
وقال إد سعيد إن “الإسلام لما بنى الأسرة على الأسس المتينة، حصنها وسورّها بأسوار عالية من أحكام محكمة، وأخلاق عالية، وأعطاها من نصوص التنزيل ما يكفل صيانتها من كل ما يخدش حرمتها أو يحتل ساحتها”.
وأوضح إد سعيد أن السور الأول لتحصين الأسرة؛ هو تحريم انتهاك الأعراض، مشيرا إلى أن الشريعة الإسلامية شرعت لصون العرض تشريعات عدة منها تحريم الزنا واختلال الرجل بالمرأة الأجنبية عنه وتحريم القذف.
وأكد إد سعيد أن السور الثاني يتمثل في حفظ النسل، موضحا أن الشريعة الإسلامية جعلته من الضروريات الكبرى في الإسلام، وذلك لأن غاية الإنسان في وجوده، هي إقامة توحيد الله وعبادته، واستمرار النوع الإنساني في الأرض، ولن يكون هناك عبادة ولا خلافة في الأرض بدون صون النسل وحفظه وتربيته على التوحيد.
وأضاف المتحدث، أن مما شرعته الشريعة لحفظ النسل والنسب تحمل المسؤولية تجاه الأبناء، وتحريم نكاح المتعة لتنافيه مع هذا القصد، وتحريم الإجهاض، كما أوجبت الشريعة الإسلامية التشاور والتراضي في ما فيه مصلحة بالأولاد بين الزوجين حتى بعد الفراق من غير إضرار بأي منهما.
ورأى أن السور الثالث لتحصين الأسرة هو الزواج، وقد شرعه الله وأحاطه بمجموعة من الأركان والشروط والآداب التي تعود في النهاية إلى حفظ العرض والنسل، وحفظ الأسرة، ومن ذلك الصيغة الناصة على اسم الزوجين، والإشهاد المشهر للزواج، والولي الموافق رضا وليته على الزواج، والتوثيق بالكتابة.
وأشار إلى أن السور الرابع يتمثل في آداب دخول البيوت، موضحا أن الشريعة الإسلامية سنت آداباً لدخول بيوت الناس، حفاظا على أسرارهم، وسترا لعوراتهم، منها الاستئذان، والسلام، وتحري الأوقات المناسبة للدخول، واجتناب التطلع على العورات وغيرها من الآداب.
وختم بالقول “لقد أحكم الباري تعالى أحكام المواريث، وأعطى لكل ذي حق حقه، وتولى سبحانه وتعالى القسمة بنفسه، وسمى ذلك فريضة من الله، وأسند أحكامها لعلمه وحكمته”.
وتلا قوله تعالي “آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا”، قائلا “أي عليما خبيرا بما شرع، حكيما عدلا فيما شرع، ولم يكل ذلك لمزاج الأباء والأبناء، والأزواج والزوجات ولا لغيرهم. إذ قد يحابي الأب بعض أبنائه أو العكس، فيخلق بذلك جوا من الشحناء والبغضاء بين أفراد الأسرة الواحدة، التي يجب صونها وحياطتها من كل ما ينال من تماسكها وتوادها وتراحمها”.