خطوات صهيونية حثيثة لتهويد مدينة القدس

يتعرض المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة لخطر داهم جراء سياسات الاحتلال “الإسرائيلي” الرامية إلى “تهويده” عبر استثمار تداعيات معركة “طوفان الأقصى”.

ويشهد الأقصى في الآونة الأخيرة تكالب الاحتلال الصهيوني وخاصة منظمات المعبد المتطرفة وحكومة الاحتلال وخاصة جناحها الديني المتطرف متمثلا ببن غفير المسؤول عن الشرطة، ووزير المالية الصهيوني سموتريش المسؤول عن تمويل هذه الجمعيات، هذه الأخيرة التي ترى الرد على “طوفان الأقصى” بما أسمته  “تهويد” المسجد الأقصى عبر إقامة معبدهم.

ففي ما يسمى بذكرى “خراب الهيكل” اقتحم الصهاينة وعلى رأسهم بن غفير المسجد الأقصى، وأدى الجميع أمام الشرطة وبحمايتها طقوسهم الدينية، ومنها السجود الملحمي والنشيد الصهيوني ورفع الأعلام.

وفي هذا الإطار، أكدت الهيئة المقدسية لمناهضة الهدم والتهجير أن ما يجري في المسجد الأقصى المبارك، عملية انقضاض وإرهاب لم يحدث لها مثيل، وتنذر بمستقبل قاتم، مشيرة إلى أن جرائم الاحتلال بحق “الأقصى” ما هي إلا امتداد للسياسة الهمجية والإجرامية التي يتبعها الاحتلال “الإسرائيلي” في قطاع غزة وكافة المدن الفلسطينية.

وفي هذا السياق، وثقت شبكة القدس البوصلة اقتحام 7702 مستوطن متطرف المسجد الأقصى خلال شهر غشت المنصرم، كان أخطره “ذكرى خراب المعبد”، حيث اقتحم الأقصى 2958 مستوطنا، تقدمهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي اقتحم الأقصى للمرة السادسة منذ توليه منصبه، والثالثة منذ بدء العدوان على غزة، مرددا “شعار إسرائيل حي”.

وأشرف بن غفير على أداء الطقوس التوراتية في المسجد، لا سيما “طقس الانبطاح” الذي أداه مستوطنون على مرأى منه لدى مروره في الجهة الشرقية من الأقصى، إضافة إلى أدائه في مقابل قبة الصخرة بالجهة الغربية من المسجد.

وفي سياق التبني الرسمي للعدوان على الأقصى، كشفت هيئة البث العبرية أن الحكومة ستموّل، لأول مرة، اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، عبر تخصيص مليوني شيكل (قرابة 545 ألف دولار) للمشروع من ميزانية مكتب وزير التراث عميحاي إلياهو.

وقالت وزارة التراث في حكومة الاحتلال، تعليقا على تقرير الهيئة، إنها تعتزم إطلاق جولات إرشادية في المسجد الأقصى، ستسمح لأول مرة لآلاف اليهود ومئات الآلاف من السياح الذين يقتحمون الأقصى كل عام، بالاطلاع “على التراث اليهودي”.

وردا على الحملة المسعورة التي يشنها الاحتلال على مقدسات المسلمين، حملت هيئات إسلامية بالقدس المجتمع الدولي وخاصة دول العالم الإسلامي، مسؤولية عدم وقف تجاوزات سلطات الاحتلال “الاسرائيلي” للخطوط الحمراء في تدنيس واستباحة حرمة المسجد الأقصى الشريف.

وأوضحت في بيان لها، أن شرطة الاحتلال تطلق أيادي المتطرفين اليهود لممارسة أشكال متعددة من الطقوس التلمودية والرقص والمجون والصراخ ورفع الأعلام والنفخ بالبوق، مشيرة إلى أن ذلك يُعد تحديا سافرا ومستفزا لكل مسلم، بل ولكل حر شريف في العالم.

وطالبت الهيئات الإسلامية بحكم واجبها العقدي على اتخاذ إجراءات عاجلة وفاعلة لوقف الاعتداءات التهويدية الفظيعة والمتصاعدة بشكل غير مسبوق، الذي بات يهدد سلامة ووظيفة أولى القبلتين ومسرى ومعراج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وحثت الهيئات مسلمي فلسطين والعالم المسلم كل حسب استطاعته للدفاع عن المسجد الأقصى، وشد الرحال للصلاة فيه ليبقى عامرا بالمسلمين وحدهم.

من جهته، أطلق خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، تحذيرا من أن الأحزاب اليهودية التي تقود حكومة الاحتلال تُعد لـ”لإنقضاض على المسجد المبارك”.

وقال الشيخ عكرمة إن تلك الأحزاب، تشعر بأن الوقت مناسب لتنفيذ مخططاتها التهويدية تجاه المسجد الأقصى، منبهاً إلى ، معتبرا أن تزايد اقتحامات المستوطنين الواسعة للمسجد ما هي إلا اعتداء صارخ وتحدٍ واستفزاز لمشاعر المسلمين.

والواضح أن حكومة الاحتلال تعمل على خلط الأوراق وتفجير الأوضاع من خلال استمرار الحرب على غزة، وتمكينه من السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى، حيث تستغل الأحزاب المتطرفة، هذا الواقع من أجل مزيد من التقدم باتجاه هدفها ببناء هيكلهم المزعوم مكان المسجد الأقصى.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى