خطبة العيد للدكتور حسن الموس
لله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر
الله أكبر، الله أكبر. الله أكبر خلق الخلق وأحصاهم عدداً، الله أكبر عز ربنا سلطاناً ومجداً ، وتعالى عظمة وحلماً ، عنت الوجوه لعظمته، وخضعت الخلائق لقدرته، الله أكبر ما ذكره الذاكرون، والله أكبر ما هلل المهللون ، وكبر المكبرون، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً .
الله أكبر عدد ما أحرم الحجاج من الميقات، وكلما لبى الملبون وزيد في الحسنات، الله أكبر عدد ما دخل الحجاج مكة ومنىً ومزدلفة وعرفات، الله أكبر عدد ما طاف الطائفون بالبيت الحرام وعظموا الحرمات
الحمد لله الذي سهل لعباده طرق العبادة ويسر، وتابع لهم مواسم الخيرات لتزدان أوقاتهم بالطاعات وتعمر، الحمد لله على نعمه التي لا تحصر، والشكر له على آلائه التي لا تقدر ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ملك فقهر، وتأذن بالزيادة لمن شكر، وتوعد بالعذاب من جحد وكفر، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، وأنصح من دعا إلى الله وبشر وأنذر، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا. أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله واشكروه على ما أنعم به عليكم من نعمة الدين العظيم، وما فيه من الشعائر التي تؤلف القلوب وتربطها، ومنها شعائر العيد وما فيها من تهليل وتكبير وتحميد، فهذا يوم خصه الله بفضائل، وشرفه بمآثره، يوم ابتلى الله فيه خليلَه عليه السلام، فنجح في الامتحان فصار بذلك إماما للمسلمين إلى يوم الدين. قال تعالى: “وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ “[البقرة: 124] ذكر ابن كثير في تفسيره أن هذه الآية تنويه بمكانة ابراهيم بين الأنبياء ” وأن الله تعالى جعله إماما للناس يقتدى به في التوحيد، حتى قام بما كلفه الله تعالى به من الأوامر والنواهي”، وقال بعض أهل التأويل أن الله تعالى ابتلاه بالمناسك، ومنهم من قال ابتلاه بالطهارة والنظافة، ومنهم من قال ابتلاه بالرمي في النار والصبر على مفارقة أهله، ومنهم من قال ابتلاه بذبح ولده إسماعيل الذي نحتفل اليوم بذكراه والصحيح أن الكلمات عامة فيما أمر به من الأوامر والنواهي الشرعية، وقد نقل ابن عطية عن ابن عباس 🙁 هي ثلاثون سهماً، هي الإسلام كله لم يتمه أحد كاملاً إلا إبراهيم صلوات الله عليه، عشرة منها في براءة ” التائبون العابدون ” [ التوبة : 112 ] ، عشرة في الأحزاب “إن المسلمين والمسلمات ” [ الأحزاب : 35 ] ، وعشرة في ط سأل سائل “) [ المعارج : 1 ].
عباد الله فلينظر كل فرد منا إلى ما وفى به من هذه الأوامر، وهل تتجلى فينا صفات وراثة الإمامة في الدين أو لا قدر الله سنكون ممن قال الله فيهم: ” لا ينال عهدي الظالمين”
الوصية بالصلاة: الله أكبر الله أكبر ….
أمة الإسلام من الكلمات التي أبتلي بها إبراهيم وأوصى بها بنيه شعيرة الصلاة فهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، فمن أقامها فقد أقام الدين ، ومن هدمها فقد هدم الدين ، قال تعالى : ” وأقيموا الصلاة “، وقال سبحانه : ” حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين “، فاحذروا أيها المسلمون من التهاون بأمر الصلاة ، أو التفريط فيها ، أو تأخيرها عن وقتها المشروع، فقد جاء الوعيد الشديد، والتهديد الأكيد لمن فعل ذلك، قال تعالى : ” فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون “، وقال تعالى : ” فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً “، ألا فاعلموا أنه لا يترك الصلاة إلا من سبقت شقوته، وخسر دنياه وآخرته.
إن من أجل المظاهر الدالة على صدق الاستقامة وتمام العبودية لله أداء الصلاة في أوقاتها ومع جماعتها للرجال ، وهي من أميز الدلائل علي الايمان، لا يحافظ عليها إلا مؤمن، ولا يتركها او يفرط فيها إلا منافق بيّن النفاق، جاءت بذلك نصوص الوحيين يقول سبحانه : “إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا للصلاة قاموا كسالى ..” والصلاة تتميز عن سائر العبادات أنها لا تترك لا في سفر ولا في حضر فاتقوا الله عباد الله، وصلوا خمسكم ولا تكون ممن لا يصلي إلا في الجمع والأعياد…بل تواصوا بها وأمروا بها من تكفلونهم من الأهل والأبناء واقتدوا في ذلك بالذبيح إسماعيل الذي وصفه الله تعالى بقوله:”وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا“.
الوصية بالأبناء وتربيتهم : الله أكبر الله أكبر ….
معاشر الآباء والأمهات، عليكم تقع مسؤولية التربية، والعناية بالناشئة، فإياكم والتفريط في ذلك ، فقد جاء الوعيد ، والتخويف والتهديد لمن فرط في أمانة التربية ، أخرج البخاري في صحيحه من حديث مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ أنه قال : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً ، فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ ، إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ )، وعند مسلم في صحيحه أيضاً قال صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً ، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ، وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)، وأي غش أعظم من إهمال الأبناء والبنات والزوجات، فاتقوا الله أيها الأولياء، فعذاب الله شديد واعملوا رحمكم الله على تحبيب شعائر الدين لأبنائكم ولبناتكم حتى يشبوا على ذلك. فقد كان الصحابة يعلمون أبنائهم الصلاة من سبع سنين وأقل، ويدربون من أطاق منهم على الصيام، ويصطحبونهم في شعائر الله كالعيد والنسك والذبح….ولا تفرقوا في ذلك بين البنات والأولاد، فقد خص نبيكم البنات بالوصية حين قال: فيما رواه البخاري ومسلم عن عَائِشَةَ رضي الله عنها: ( مَنْ يَلِي مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ شَيْئًا فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ ).
ووجهوا أبناءكم لحسن التعامل مع وسائل الاتصال الحديثة من هاتف وإنترنت وفضائيات، فهي سيف ذو حدين، بل إن بعضها إن أسيء استعماله يكون سببا في خراب البيوت، وهدم المنازل، وتفريق الأسر والأحباب، وتشتيت الجماعات والأصحاب. فاتقوا الله أيها الآباء والأولياء في رعاياكم، وارعوا أماناتكم ، فأنتم عنهم مسؤولون، قال تعالى : {وقفوهم إنهم مسؤولون }، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون}”.
عز الأمة في التواصي والتناصح بين الراعي والرعية:
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، ولله الحمد .
أمة الإسلام : إن من أسباب عموم العذاب ، وضعف الأمة وهوانها على الأعداء ، ترك شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتي امتدح الله أهلها وممارسيها فقال سبحانه : “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله “، فاحذروا أيها المسلمون أن تشبهوا باليهود في تركهم المعروف، وسكوتهم على المنكر، فلعنهم الله بذلك فقال تعالى :”لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون “.
إن خيرية الأمة باقية إلى يوم القيامة ما تواصت بهذه الشعيرة وأحسنت القيام بها، وصبرت على ما يلحقها من بلاء بسببها. فهذا إمام الأنبياء إبرهيم عليه السلام لم يقصر في النصح لأبيه ولقومه. فدعا أباه إلى الدين الحق وحببه له بقوله: “إذ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ” [مريم: 42 – 45]. وحين أصر أبوه على الكفر والضلال وهدده بطرده كان معه حليما رقيقا وقال له: “قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ” [مريم: 47]
واستعمل مع قومه كل أساليب الإقناع والحجة والبيان فحاور قومه وبين لهم دلائل الوحدانية.. وسار على دربه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ابن أخيه لوط عليه السلام الذي بعث في قوم أظهروا الفاحشة وأعلونها فأنكر عليهم فعلتهم : “وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ” [الأعراف: 80، 81]. والسبق كما فسره ابن عطية رحمه الله يفيد السبق إلى الإظهار والإشهار واللزوم، فلا يبعد وجودها في حالات فردية من قبل.
وإن البشرية اليوم ابتعدت عن القيم، وقادها الغرب إلى الهلاك والدمار بسب إظهار الفواحش وتقنين مزاولتها وإتيانها، وانتقلت دعوات الإباحية والحرية الفردية بدون ضوابط إلى بعض بني جلدتنا، فواجب علينا ألا نرضى بالمنكر وألا نقره بين أظهرنا، وأن نعلم أن التدافع بين الخير والشر مستمر إلى يوم القيامة، وبه تصلح الأوطان: “وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ “[البقرة: 251]…وروى الترمذي عن حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ ) ….فعلينا أن نتواصى بالحق وبالصبر، وأن نتداعى إلى كلمة سواء بينا
فيا أيها المؤمنون دينكم أغلى ما تملكون، وطاعة ربكم خير ما تدخرون، وكونوا على يقين أن أعداء الإسلام أجلبوا بعدتهم وعتادهم لإلقاء الشبهه عليكم، ولتشكيكم في مبادئكم وفي دينكم، بضاعتهم الكذب ثم الكذب، وتقديم الباطل بلبوس النصح وزخرف من القول، ليغتر به الدهماء ويسقط به في بحر الشهوات الجهلاء….
فعليكم أن تتسلحوا بالعلم، وبالصلة بكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، واحذروا من الدعاة على أبواب جهنم واسألوا الله أن يباعد بينكم وبين مكرهم، فإن من علامات الساعة ظهور الفتن التي أوصى عليه السلام فيها بالمبادرة للصالحات فقال عليه السلام فيما رواه مسلم عن أبي هريرة ( بَادِرُوا بِالأعْمَال فتناً كقطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ ، يُصْبحُ الرَّجُلُ مُؤْمِناً وَيُمْسِي كَافِراً ، وَيُمْسِي مُؤمِناً ويُصبحُ كَافِراً ، يَبيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنيا )..
الخطبة الثانية
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ،
الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً فيه والصلاة والسلام على سيد المرسلين وأصحابه الأخيار الميامين أما بعد
التواصل والتغافر والعيد:
اعملوا رحمكم الله على صلة أرحماكم في هذه الأيام المباركات، فإن ذلك سببا في بركة الرزق وطول العمر. فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ، ويُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ) [ متفق عليه ] ، فالعيد فرصة سانحة لتصحيح المسار، وتقويم الخطأ، فمن كان عاقاً لوالديه، أو قاطعاً لرحمه، فلينتهز الفرصة، فالفرص ربما لا تعود، وهذا اليوم العظيم من أيام الله المشهودة، يوم عيد الأضحى، حري أن لا يُضيعه العاق لوالديه أو القاطع لرحمه ويكون بذلك من المحسنين لا من الذين يكتفون بالعدل، فالواصل ليس بالمكافئ ولكنه الذي إن قطعت رحمه وصلها. وتذكروا ترغيب النبي عليه السلام في المسابقة للصفح والحلم حين قال فيما رواه ابن حبان عن أبي أيوب الأنصاري: (لا يحل لامرئ مسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم. فتوددوا إلى بعضكم بالهدايا والكلمات الرقيقة، التي تؤلف القلوب، وبالابتسامة التي تعتبر كلمة طيبة لكن بدون حروف، واسعوا في إصلاح ذات البين، وليصفح كل منكم عمن أساء إليه.
وقت الذبح وآدابه:
واعلموا رحمكم الله أن وقت ذبح الأضاحي بعد الانتهاء من صلاة العيد ، ويمتد إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من أيام التشريق ، ومن ذبح قبل الصلاة فهي شاة لحم وليست بأضحية ، ولم يصب سنة المسلمين ، قال صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ كَانَ ذَبَحَ أُضْحِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ أَوْ نُصَلِّيَ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى، وَمَنْ كَانَ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّهِ ) [ متفق عليه ]. وقد أمر عليه السلام بالإحسان إلى الأضاحى، وعدم تعذيبها عند الذبح. روى مسلم عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إن الله كتب الإحسان على كل شئ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته ] رواه مسلم.
ومن تمام الإحسان أن تحرصوا رحمكم الله على العناية بالبيئة، ومساعدة رجال النظافة على تطهير الأزقة والأحياء …
واعلموا رحمكم الله أن هذه الأيام الثلاثة المقبلة هي أيام التشريق ، قال عنها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ ) [ أخرجه مسلم ]، فأكثروا فيها من ذكر الله تعالى بالتكبير والتهليل والتحميد في أدبار الصلوات وفي جميع الأوقات.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وتقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كل عام وانتم بخير ومبارك عليكم عيدكم
حسن المـوس مسجد الرشاد سلا