خبير تربوي: تعثر الدراسة بالتعليم العمومي أبرز أسباب ارتفاع انتقال التلاميذ للتعليم الخاص
أكد وزير التربية الوطنية شكيب بنموسى أن عدد التلاميذ المنتقلين من التعليم العمومي إلى التعليم الخاص خلال الموسم الدراسي الحالي 2023/2024، بلغ 85 ألف 724 تلميذ، بزيادة تفوق 5300 تلميذ مقارنة مع الموسم الدراسي الماضي.
وكان عدد التلاميذ المنتقلين من القطاع الخاص للعام خلال الموسم الحالي 66 ألفا و801 تلميذ، بزيادة تفوق أيضا 5300 تلميذ مقارنة مع العدد المسجل خلال الموسم الماضي، وفق أرقام وزارة التربية الوطنية.
واستبعد بنموسى في رده على سؤال تقدم به ممثل الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بمجلس المستشارين خالد السطي، التأثيرات السلبية للإضرابات الواسعة للشغيلة التعليمية هذا الموسم على حركية انتقال التلاميذ بين القطاعين العام والخاص، مؤكدا استقرار حركية التنقل وتحكم الوزارة فيها.
وأشار وزير التربية الوطنية إلى أن الظرفية الوحيدة التي غاب فيها الاستقرار والتوازن في الانتقال بين القطاعين، هي ظرفية كوفيد 19 لما انتقل عدد هائل من تلاميذ القطاع الخاص نحو العام دون أن يوازيه انتقال عكسي بنفس العدد، ما خلق ضغطا كبير على مؤسسات التعليم العمومي بمستوياته الثلاث.
لكن الأستاذ محمد سالم بايشى فسر هذا الارتفاع بما شهده القطاع العمومي من تعثرات خلال الدورة الاولى نتيجة لاضرابات الأساتذة المتوالية الناشئة عن رفضهم لمضامين النظام الاساسي.
وأفاد الخبير التربوي في حديث لموقع “الإصلاح”، أنه بشكل عام فحركية التلاميذ واختيارات أوليائهم بين التعليم العمومي والخصوصي تتجاذبها عوامل كثيرة .
وأوضح بايشى أن جاذبية القطاع الخاص رغم ما قد يوجه إليه من انتقادات لا تزال تقنع الكثير من ذوي الامكانيات المادية بل من أسر دخلها محدود او غير مستقر. وذلك للامكانيات التي يوفر و كذا ظروف التعلم فضلا على تقدم نتائجه احصائيا في الامتحانات الاشهادية.
وبيَّن المفتش التربوي السابق أن إمكانيات الأسر وتراجع القدرة الشرائية للأسر المغربية ذات الدخل المحدود أثر على اختياراتها في مجال التعليم، حيث يلاحظ ميدانيا تراجع إقبالها بعد جائحة كورونا وانتقال عدد مهم نتيجة لذلك نحو القطاع العام.
كما أشار المتخصص في قضايا التربية والتكوين في المقابل، إلى أن اهتمام الوزارة ببعض المشاريع كالتعليم الأولي وتوفير إمكانيات مهمة لهذا المشروع جعله منافسا في كثير من المناطق للقطاع الخاص الذي كان يستأثر بغالب حصة هذا النوع من التعليم.
وخلص الأستاذ محمد سالم بايشى إلى أن اختيارات الأسر لا تتعلق فقط بجودة التعليم بل أصبحت تتجاوز ذلك لأمور أخرى كالظروف والبنى التحتية والأمن وطبيعة البرامج والمواد الأنشطة المندمجة والموازية.
يذكر أن الموسم الدراسي الحالي شهد إضرابات متتالية وطويلة لجل فئات الشغيلة التعليمية لمدة فاقت 3 أشهر عرفت انخراطا واسعا غير مسبوق، ما أصاب المدرسة العمومية بالشلل التام لفترات طويلة خلال النصف الأول من الموسم الدراسي 2023 – 2024.
موقع الإصلاح