أخبار عامةالرئيسية-قضايا أسرية

خبراء: الذكاء العاطفي يتصدر العوامل الحاسمة في استمرار العلاقات الزوجية

يوجد الذكاء العاطفي على رأس العوامل الحاسمة في استمرارية  الزواج واستقراره. هذا ما كشف عنه  باحثون في علم النفس، لأن نجاح العلاقات الا يقاس بغياب الخلافات، بل بطريقة التعامل معها وإدارتها بوعي ونضج وليس على أساس التوافق الظاهري.

وكشف تقرير نشره موقع « CNBC Make It » نقلا عن خبيرة في علم النفس ومتخصصة في العلاقات، أن الأزواج الذين يتمتعون بذكاء عاطفي مرتفع يشتركون في ثلاث سلوكيات أساسية تمنح علاقتهم قدرة أكبر على الصمود أمام الضغوط اليومية.

أولى هذه السلوكيات هي الإصغاء الحقيقي بقصد الفهم، لا بهدف الانتصار في النقاش. فمحاولة استيعاب مشاعر الشريك، حتى عند الاختلاف، تقلّل من التوتر وتعزّز الشعور بالأمان داخل العلاقة، كما تؤكد دراسات منشورة في Psychology Today.

أما السلوك الثاني فيتمثل في التعبير الواضح عن المشاعر دون لوم أو تجريح، من خلال استخدام عبارات تبدأ بـ »أنا » بدل توجيه الاتهام للطرف الآخر. هذا الأسلوب يخفف من الدفاعية ويفتح المجال لحوار بنّاء.

وتبرز السمة الثالثة في التعاطف والاعتراف بمشاعر الشريك، حتى دون الاتفاق معه. فالإقرار بشرعية مشاعر الآخر يعزز الثقة والاحترام المتبادل، ويمنع تراكم الغضب، وفق ما تشير إليه دراسات متخصصة في العلاقات الإنسانية.

وتخلص الخبيرة إلى أن الذكاء العاطفي مهارة مكتسبة يمكن تطويرها بالممارسة والوعي، وأن الحب وحده لا يكفي لبناء علاقة زوجية مستقرة دون نضج عاطفي حقيقي.

وفي هذا الصدد، يشير الأخصائي النفسي مارك ترافرز إلى أن صحة العلاقة الزوجية على المدى الطويل لا تعتمد كثيرًا على مدى اختلاف الشخصين، بل على ما يجمعهما من قواسم مشتركة. فالتوافق بين الشريكين من أهم الطرق لبناء إيقاع مشترك، وهذا الإيقاع هو ما يحدد مدة استمرار العلاقة.

ويرى ترافرز أن الأشخاص الذين يعيشون أسعد العلاقات مع شركائهم يشتركون في خمسة أشياء يشترك وهي حس الفكاهة، أساليب تواصل متشابهة، احتياجات اجتماعية متوافقة، فضول بشأن الفنون والثقافة، والاهتمام المتبادل.

ويذهب الخبير في تقرير على موقع CNBC Make It إلى أن الأزواج الأصحاء عادة ما يجدون نفس أنواع الأشياء المضحكة في الحياة اليومية. وغالبًا ما يستخدمون الفكاهة لصالحهم: لتحويل اللحظات المحبطة إلى شيء يمكن التعامل معه، وبناء رصيد مشترك من النكات والإشارات الخاصة.

كما أن أساليب التواصل المتشابهة تجعل لا أحد منهما بالمفاجأة أو التجاهل، لأنهما اتفقا على توقيت وكيفية إعادة النظر في القضايا الصعبة. وهذه التوقعات المشتركة هي السبيل الوحيد الذي يضمن ثقة الطرفين ببعضهما البعض وعدم اختفائهما عند اشتداد الأمور.

في حين أن الاحتياجات الاجتماعية المتوافقة تجعل منهما نادراً ما يتجادلون حول الخروج أو البقاء في المنزل لأن لديهم حدوداً متشابهة. وغالباً ما يتفقون على مقدار الطاقة التي يرغبون في بذلها في الحفلات أو العشاء أو المناسبات العائلية.

وعن الفضول بشأن الفنون والثقافة، فإن التجارب الثقافية لا تُقابل أبدًا برفض قاطع ”لماذا تريد ذلك؟” بل هي مصدر للتواصل وحتى للنقاش الصحي.

وبخصوص الاهتمام المتبادل هذا الشعور العميق والمحب بالفضول هو ما يجعلهم يشعرون بأنهم مرئيون ومرغوبون. لا أحد يتنافس على عاطفة الآخر؛ فهم يحبون بعضهم بحرية وبشكل متكرر. قد ينجذب المتناقضان، لكن القيم المشتركة والفضول هما ما يساعدان العلاقة على الاستمرار.

أخبار / مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى