خالد العثماني يحقق في نازلة ءيفرياضن السوسية ضمن كتاب جديد
أصدر خالد العثماني كتابا بعنوان “حيازة العقار في النوازل السوسية: نازلة ءيفرياضن للفقيه محمد بن علي اليعقوبي الإيلالني (1218هـ – 1296هـ) (1804م – 1879م) دراسة وتحقيق”.
وقال خريج دار الحديث الحسنية “هذا الكتاب عبارة عن دراسة وتحقيق مخطوط يتناول نازلة وقعت خلال القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي، بدوار يسمى “تيمجاض” بجماعة تاسكدلت إقليم اشتوكة ايت باها”.
وتعد “نازلة يفرياضن” من مخلفات وباء عام 1214هـ / 1799م، الذي توفي فيه أغلب السكان وهاجر الباقون دام الوباء تقريبا أربع سنوات وبقيت المنطقة خلاء عدة سنين قبل رجوع السكان إليها، وتتعلق النازلة بالنزاع حول استحقاق عقار بين المالكين والمشهود لهم بالحيازة.
رُفعت في شأن القضية دعوى إلى القاضي الرسمي آنذاك فأصدر فيها حكمه في ربيع الثاني عام 1284هـ/1867م، وقد ذكر محمد بن علي اليعقوبي: أن الدعوى “بقيت تحت يده (أي القاضي) عانسا نحو ثلاثة أعوام أي أن تاريخ تقديم الدعوى هو عام 1281هـ / 1864م”.
أُنجز اللفيف العدلي حول الحيازة أول المحرم عام 1283ھ / 1866م، وشهد بعض الشهود فيه أن الحيازة ابتدأت قبل تاريخ اللفيف بثلاثين سنة أي تقريبا سنة 1253هـ / 1837م، ويمكن أن تكون مدة الحيازة أكثر من ذلك، لكن الشهود لا يمكن أن يشهدوا إلا بما تحملوه ابتداء من تاريخ بلوغهم سن التمييز.
استند الحكم الوارد في “نازلة ءيفرياضن” إلى بينة لفيفية أنجزت سنة 1283 هجرية كما سبقت الإشارة، ولما عُرض الحكم على الفقيه محمد بن علي بن سعيد اليعقوبي الإيلالني فنقضه واعتبره جائرا، وقد علق على النقاش بينهما مجموعة من العلماء أورده الكاتب ضمن مؤلفه.
وجاء في فتوى اليعقوبي لـ”ءيفرياضن” “لما ثبت بشهادة جم غفير من جيران بلدة “ءيمجاض”: “ءيدوسكا”، و”أيت مُزدكُن”، وغيرهم، كما هو مرسوم في عقد ملكيتهم، أنَّ البلدة لهم وأنَّ و”أيت وفرا”، بينهم وبين أيت “وارحمان” كذا وكذا، فلا معنى لحيازة “أيت أخراز” المدعين للأصل فيما ثبت أنه لغيرهم، ولم يُثبتوه ولا أثبتوا ما عمَّروا به ذلك المكان المسمى عندهم فم الخنك”.
وتناول رئيس المركز المغربي للوثائق والمخطوطات مجموعة من المحاور لها ارتباط بالموضوع منها على الخصوص: النوازل المحاورات العلمية، حيازة العقار، ناهيك عن التعريف بصاحب المخطوط وإبراز مختلف جوانب حياته.
وسعى الأستاذ المتعاون بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بأكادير، من خلال مؤلفه إلى إعادة الاعتبار للمناظرة وذلك بتوظيفها ضمن الأساليب التدريسية في المناهج والمقررات الدراسية في مختلف المجالات والتخصصات، وذلك بهدف تعزيز ثقافة الحوار وتمكين الطلبة والمتعلمين من المهارات الفكرية والاجتماعية واللغوية والعلمية والمنهجية وغيرها.
وذكر خالد العثماني الحاصل على جائزة الثقافة الأمازيغية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أن الذكاء الاصطناعي أضاف إلى مؤهلاته القدرة على قراءة النصوص المخطوطة، التي تطورت فيه التجارب وأثمرت تطبيقات متعددة يلزم استثمارها في هذا المجال بقوة.
يذكر أن المؤلف الجديد لرئيس المجلس الجهوي لعدول دائرة محكمة الاستئناف بأكادير ( 2010 – 2020) في إطار سلسلة وثائق سوسية رقم 1، عن المركز المغربي للوثائق والمخطوطات – المغرب.