حنان الإدريسي تحاضر في موضوع ” التماسك الأسري في ظل التحديات الراهنة”
قالت الدكتورة حنان الادريسي نائبة رئيس حركة التوحيد والإصلاح، إن الأسرة آية من آيات الله وليست كما يصور صراع بين الرجل والمرأة لقول الله تعالى :”وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ “.
وأضافت الإدريسي في محاضرة بعنوان :” التماسك الأسري في ظل التحديات الراهنة” ألقتها بالملتقى الأسري المنظم من قبل الحركة يوم الأحد 5 يناير 2025 بفضاء رياض الأفراح بعين صداق بأولاد تايمة، أن الأسرة هي الحضن الوحيد للتدين وأن الرباط الإلهي هو رباط الزوجية والدم والقرابة، مشيرة إلى الخطر الذي يهدد الأسر في الغرب نتيجة تفشي ظاهرة الشذوذ الجنسي في مجتمعاته .
وفي حديثها عن مركزية الأسرة في القرآن وتأسيسها، أوضحت المتحدثة أن الأسرة رسالية في دورها، وهي أصل الوجود الإنساني، تؤسس لله تعالى طبقا لمفردات عدة من كتاب الله دالة على الأسرة، كما أرجعت غياب مصطلح الأسرة في القرآن إلى كونه يتكلم عن جملة من الوظائف والعناصر الدالة على الأسرة .
و استعرضت الدكتورة الإدريسي جملة من القيم والمفاهيم الأسرية من قبيل مبدأ الزوجية ومفهوم الروحية المتنصب في وجه مفهوم ” مقاربة النوع” التجزيئي/ الصراعي /الانشطاري / الفرداني والمطلق كما أنتجته الرأسمالية، وقيمتي المعروف والرحمة مع اعتبار الأسرة هي “نحن” ليس ” أنا ” وإضفاء صفة اللباس عليها .
وشددت المحاضرة على أهمية الأخلاق والتقوى كمؤثر رقم 1 في الحياة الزوجية في معالجة جملة من المشكلات الزوجية، مشيرة إلى تحديات كثيرة تواجه الأسرة كانخفاض نسبة الزواج وارتفاع مهول لعدد طلبات الطلاق بنسبة تفوق 50% .
وفي حديثها عن إشكالية النسب أوضحت الدكتورة الإدريسي، أن النسب يجب أن يكون داخل العلاقة الزوجية لأنه لحمة شرعية، محذرة من الوضعية التي تعيشها فرنسا التي أضحت فيها زيادة الأطفال خارج العلاقة الزوجية مرتفعة .
وأبرزت المتحدثة كخلاصة لما تقدم أن عقد الزواج يقوم على الإحسان وعلى المكارمة لا على المكايسة كما هو الشأن في عقد البيع، موصية بالحفاظ على الأسرة كصمام أمان أزمات وكوارث المجتمع، ونادت بتفعيل قيمة الاحتساب بين الزوجين بدل الحساب معتبرة وسائل التواصل الاجتماعي من أخطر ما يهدد تماسك الأسرة فضلا عن التآمر العالمي عليها من كل صوب .
وعرجت نائبة رئيس الحركة على سرد المشاكل الحقيقية للطلاق، هذه المشاكل التي تغاضى عليها التيار الحداثي مركزا سهامه على زواج القاصرات والتعدد الذي لا تتعدى نسبة الإذن به 0.66% .
وقبل الختام أجابت الدكتورة حنان الإدريسي على تدخلات عدة ركزت أساسا على دور التقوى الوارد في القرآن الكريم أزيد من 250 مرة، مشيرة إلى الأدوار الطلائعية المنتظر أن يقوم بها العمل التلمذي في الحفاظ على قيم الأسرة ومفاهيمها الأصيلة ببلدنا .
يذكر أن اللقاء افتتحه الأستاذ حسن سماد المسؤول الإقليمي للحركة بكلمة أجمل فيها الأهداف الأساسية لمثل هذه الملتقيات الأسرية من قبيل الاعتناء بالأسرة كمساهمة منها في إصلاح المجتمع، وذلك في ظل التحولات التكنولوجية والتأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي، موردا مثال الأسرة الغزاوية والفلسطينية عامة التي استمدت قوتها من الحفاظ على تماسكها وعيا منها أن لا حياة لمجتمع تفككت أسره وبعثرت قيمه .
عبدالله العـسري