حنان الإدريسي: المرأة فاعلة طيلة السنة وتحتاج لتقدير وتكريم يتوافق مع المرجعية الإسلامية
قالت الدكتورة حنان الإدريسي نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، إن المرأة فاعلة طيلة السنة وهي نصف المجتمع والنصف الآخر يتربى على يديها، فكل أيام السنة أيام عالمية للمرأة والرجل معا.
وأشارت الإدريسي في حوار مع موقع “الإصلاح” بمناسبة اليوم العالمي للمرأة إلى قوله صلى الله عليه وسلم “استوصوا بالنساء خيرا”، موصحة أن الوصية بالمرأة هنا للأفراد والمجتمعات والدول والإنسانية جمعاء في القول وفي الفعل وفي القوانين وفي المدونات وغيرها، مضيفة أن المجتمعات الإسلامية والإنسانية إذا انطلقت من هذا المنطلق ستعيش المرأة والأسرة كل خير، حيث تحتاج إلى أن نرتفع بمستوى تكريمها إلى التكريم الإلهي لقوله عز وجل (ولقد كرمنا بني آدم).
وزادت المتحدثة، إن المرأة تحتاج إلى أن يُنصت إلى شكواها إذا ظلمت ويُستمع إلى آلامها إذا أُجهدت لتعيش منسجمة مع نفسها، خاصة في ظل ما نراه من إهانة لها في فضاءات مواقع التواصل الاجتماعي.
وجوابا على سؤال المساواة في شعار الأمم المتحدة الذي اختارته لليوم العالمي للمرأة لسنة 2023 “إشراك الجميع رقميا: الابتكار والتقنية لتحقيق المساواة بين الجنسين”، قالت الإدريسي إن في هذا الشعار ما هو إيجابي وفيه ألغام، وأمور علينا أن نقف عندها لننظر أي موقف نتخذه منها، فالولوج إلى الفضاء الرقمي أصبح حاجة ضرورية باعتباره وسيلة للتواصل ولإحداث التغيير وهو تحد أمامنا جميعا.
وأضافت” أي مساواة نقصد وبأي مضمون؟” مشيرة إلى أن موقع مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ركز على حملات عبر الفضاء الرقمي من أجل إلغاء الحظر على الإجهاض، وتحدي الأعراف الذكورية من أجل الدفاع عن المثلية ومزدوجات الميل الجنسي ومغيرات الهوية الجنسانية، وكلها لا تنسجم مع فطرتنا وهويتنا وثقافتنا ومرجعيتنا.
وأكدت المتحدثة على أهمية رفع الحيف والظلم عن المرأة مع المساواة التي تنطلق من أصل تكريم الإنسان، تبعا لقول الرسول الكريم “النساء شقائق الرجال”، موضحة أن المساواة في الإسلام هي تكامل بين الرجل والمرأة وهي حقوق وواجبات، وليس لها علاقة بجرائم الشذوذ الجنسي، والزنا والفساد، والإجهاض، فبالتالي لا بد أن تكون المساواة في المضامين التي تتفق مع ديننا ودستورنا وقوانيننا.
ونوهت الإدريسي في حديثها لموقع “الإصلاح” إلى التجديد الذي قامت به حركة التوحيد والإصلاح في قضية المرأة على المستوى التصوري والتطبيقي، وهو تصور مثبت في ميثاقها جاء نتيجة التجديد على مستوى الوعي الثقافي والفكري.
وعلى المستوى التطبيقي، قالت المتحدثة إن الحركة قامت على مبدأ العمل المشترك، والتعاون بين الرجل والمرأة، مع تواجد المرأة في كل الهيئات التنظيمية للحركة، معتبرة أن الحركة أسدت معروفا كبيرا لها من خلال مرجعية القرآن الكريم والسنة النبوية، فجعلت مجموعة من النساء يعِين دورهن تجاه ذواتهن برفع مستوى الوعي والعلم والتفقه والمشاركة في شتى العلوم، ثم الارتقاء بدورها بجانب الرجل داخل الأسرة وخروجها للمجتمع والذي لا يمس بوظيفتها الأساسية داخل الأسرة بمودة ورحمة وتكامل، بالإضافة إلى دورها الإصلاحي في مجالات متعددة من خلال منهج وسطي مجدد ومعتدل.
وذكّرت الإدريسي بخصيصة مهمة تعتمدها الحركة وهي “التعاون على الخير مع الغير”، ومنها موضوع المرأة، حيث أشارت إلى أن الحركة تمد يدها وتفتح الباب لكل أشكال التعاون مع الجمعيات القريبة منها والتي لها نفس المنطلقات والمبادئ، وفي نفس الوقت مع الآخر الذي قد تختلف معه في أشياء ولكن من الممكن التعاون معه.
موقع الإصلاح