حملة الدين المعاملة بمدينة أصيلة
أسدل الستار مساء يوم الخميس على الأيام الرمضانية الثلاثة التي نظمتها حركة التوحيد و الإصلاح أيام 15/16/17 رمضان بمدينة أصيلة تحت شعار: ” الدين المعاملة طريق إلى الجنة ” ، حيث حاول المنظمون لهذه الأيام التركيز على فكرة أساسية تمثلت في وجوب ارتكاز التزام المسلم على ركيزتين رئيستين متلازمتين لا يمكن الاستغناء عن واحدة منهما: الشعائر التعبدية من صلاة و صيام و زكاة و حج…الخ و المعاملات المبنية على حسن الخلق بين المسلم و بقية الناس. و قد انعكس كل هذا بشكل جلي في العروض التي قدمت، حيث افتتح اليوم الأول بموضوع: ” ماذا نفقد بفقدان الأخلاق؟ ” للأستاذ محمد الحليمي الذي وضح في معرض حديثه أن المسلم يفقد جاذبيته بمجرد تخليه و تركه للأخلاق فيخسر بذلك مكانة الصدارة و الريادة بين باقي الأمم الأخرى و تنقلب في المقابل حياته سواء الأسرية و العملية ، الخاصة و العامة إلى جحيم يكتوي بناره كل إفراد المجتمع بدون استثناء.
أما اليوم الثاني و الذي أطرته الأستاذة بشرى بروق بعنوان: ” حتى لا نكون من المفلسين يوم القيامة ” فقد قدمت فيه شرحا مفصلا لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم لما سأل صحابته:” أتدرون من المفلس؟ ” قالوا : المفلس فينا من لا درهم له و لا متاع . فقال : ” إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة و صيام و زكاة و يأتي قد شتم هذا و قذف هذا و أكل مال هذا و سفك دم هذا و ضرب هذا فيعطي هذا من حسناته و هذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل إن يقضي ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار” – رواه مسلم –
كما قدمت أمثلة من معاملات المسلم اليومية غير المنتسبة للأخلاق الإسلامية و التي قد تكون طريقا لإفلاسه يوم القيامة، لتخلص في نهاية المطاف إلى ضرورة التوبة النصوح في الدنيا و تسوية كل الخلافات و تحسين العلاقات قبل أن يعصف بحسنات العبادة في الآخرة.
و قد اختتم اليوم الثالث والأخير بموضوع : ” الكلمة الطيبة في ميزان الدين المعاملة ” والذي قدمته الأستاذة كريمة الهسكوري، حيث كان مناسبة للتأكيد على خطورة الكلمة في تحديد مصير الإنسان سواء في علاقته الدنيوية و في مآله الأخروي. و قد قارنت الأستاذة بين الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة والأثر الرجعي لكل منهما على العلاقات بين الناس منطلقة بذلك من قول الله تعالى : ” ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها و يضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون . و مثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار. يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة . و يضل الله الظالمين. و يفعل الله ما يشاء ” – سورة إبراهيم –
لتنتهي في الأخير إلى أن الذي يحيى بالكلمة الطيبة كمن يحيي هذه الحياة ” فمن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا “.
و يذكر أن هذه الأيام الرمضانية جاءت في سياق التفاعل مع الحملة الدعوية : الدين المعاملة و التي نزلت بها حركة التوحيد و الإصلاح في الموسم الصيفي/ الرمضاني مساهمة منها في ترشيد التدين و تعزيز سمو المرجعية الإسلامية في تدافع الهوية و القيم .
كريمة الهسكوري