حملة إعلامية دولية تدعو لحماية صحفيي غزة ومعاقبة الكيان الإسرائيلي

أطلقت مئات وسائل الإعلام من 50 دولة اليوم الاثنين حملة تندد بقتل الاحتلال الإ سرائيلي 247 صحفيا بقطاع غزة، وتطالب بمعاقبتها على جرائمها.
وانطلقت الحملة الإعلامية بمبادرة من منظمتي “مراسلون بلا حدود” و”آفاز” (غير حكوميتين)، اللتين وضعتا شريطا أسود على الصفحة الرئيسية لموقعيهما الإلكترونيين.
ومن بين وسائل الإعلام المشاركة بالحملة: صحف لومانيتيه (فرنسا)، ودي تاغس تسايتونغ (ألمانيا)، ولا ليبر (بلجيكا)، وبوبليكو (البرتغال)، وإندبندنت (بريطانيا)، ولوريان لو جور (لبنان)، وذا إنترسبت (مؤسسة إعلامية استقصائية أمريكية).
ونشرت صحف، بينها لومانيتيه وبوبليكو ولا ليبر، رسالة على خلفية سوداء على صفحاتها الأولى جاء فيها أنه “بالمعدل الذي يقتل فيه الجيش الإسرائيلي الصحافيين في غزة، لن يبقى قريبا أحد لينقل ما يحدث”.
وقالت “مراسلون بلا حدود” في بيان اليوم الاثنين: “بفضل منصة Avaaz (آفاز) للحملات ومنظمة مراسلون بلا حدود، تشارك مئات وسائل الإعلام في حملة تدعو إلى حماية الصحفيين الفلسطينيين في غزة”.
وأضافت: “تتكاتف اليوم مئات وسائل الإعلام في أكثر من 50 دولة للتضامن مع الصحفيين الفلسطينيين في غزة، وتضمّ جهودها إلى مراسلون بلا حدود ومنظمة Avaaz”.
وتشمل الحملة ” تغطية كاملة أو جزئية باللون الأسود للصفحات الأولى لوسائل الإعلام المطبوعة، ونشر لافتات على المواقع الإخبارية الإلكترونية، وبث رسائل صوتية عبر الإذاعة ومرئية عبر محطات التلفزيون”.
ثلاثة مطالب
وطالبت “مراسلون بلا حدود” وسائل الإعلام المشاركة في الحملة بـ”ثلاثة أمور: أولا، حماية الصحفيين الفلسطينيين ووضع حد لسياسة الإفلات من العقاب على الجرائم التي يقترفها الجيش الإسرائيلي بحقهم في غزة”.
وتابعت: “ثانيا، منح وسائل الإعلام الأجنبية حرية الوصول المستقل إلى غزة، وثالثا: مطالبة الحكومات حول العالم باستضافة الصحفيين الفلسطينيين الراغبين بالخروج من غزة”.
واستطردت المنظمة “وتزامنا مع افتتاح الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة خلال ثمانية أيام، نُطالب المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات قوية، وندعو مجلس الأمن إلى إيقاف جرائم الجيش الإسرائيلي بحق الصحفيين الفلسطينيين”.
إعلاميون عِبريون يدعون لوقف الحرب
وفي سياق متصل، دعا 131 صحفيا إسرائيليا اليوم الاثنين، إلى وقف فوري لاستهداف تل أبيب الصحفيين الفلسطينيين بقطاع غزة، وإجراء تحقيق مستقل في عمليات قتلتهم، وذلك ضمن حرب إبادة جماعية يؤيدها أغلب المجتمع الإسرائيلي.
ووقَّعوا عريضة بعنوان “صحفيات وصحفيون يدعون إلى وقف الحرب”. وقال الصحفيون: “نصيغ هذا البيان في ظل الكارثة الجارية في قطاع غزة عموما بحق سكان القطاع والمحتجزين (الأسرى الإسرائيليين)”.
وأضافوا: “وفي مواجهة الأزمة المروّعة التي تعصف بالصحافة في جميع أنحاء البلاد، وهي من صنع إسرائيل.. ونحن مذهولون من القتل المستمر للصحفيات والصحفيين بغزة”.
و”وفقا للجنة حماية الصحفيين (الدولية)، قُتل 168 صحفيا في هجمات إسرائيلية على غزة. وفي 2024 حازت إسرائيل على اللقب المشين بأنها الدولة المسؤولة عن مقتل أكبر عدد من الصحفيين خلال ذلك العام”، بحسب البيان. وأردفوا: “أما مَن تمكنوا من البقاء على قيد الحياة من الصحفيين، فيواصلون التغطية يوميا في ظروف مستحيلة”.
وأوضحوا: “غالبا (يعملون) تحت القصف، من دون منازل تؤويهم، ومن دون اتصال إنترنت أو إمداد كهربائي متواصل، وفي كثير من الأحيان من دون طعام لأنفسهم ولأسرهم”.
وقالوا : “ننضم إلى مطلب رابطة الصحفيين الأجانب في إسرائيل، التي تتوجه مرارا إلى المحكمة العليا مطالبة بالسماح بدخول الصحفيين إلى غزة بحرية، إلا أن هذه المطالب قوبلت حتى الآن بالرفض”. وأضافوا “فالكلفة الإنسانية للحرب على غزة تُحجب في وسائل الإعلام، والجمهور الإسرائيلي لا يحصل على الأدوات والمعرفة التي يحتاجها لتحليل الواقع”.