العمل النسائي لحركة التوحيد والإصلاح سنة 2022
انخرطت المرأة بشكل واسع ونوعي في مشروع حركة التوحيد والإصلاح منذ تأسيسها، وساهمت في تشكيل اللبنة الأولى من هذا العمل الإسلامي من خلال تفاعلها مع المستجدات الوطنية والدولية خصوصا قضايا الهوية والقيم، وتفاعلها أيضا مع القضايا الدولية خاصة القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى مختلف الأنشطة التربوية والدعوية والتكوينية ومختلف الأنشطة التي تسطرها الحركة من أجل المساهمة في إقامة الدين وإصلاح المجتمع.
وتحظى المرأة بموقع متقدم داخل الحركة، من خلال مشاركتها في العمل جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل، هذا العمل التشاركي الذي تتواجد فيه المرأة جاء نتيجة جهود المراجعة والتأصيل بذلته القيادات وطالبت به الأخوات من أجل تطوير عملها داخل الحركة.
وبفضل هذا التصور، تؤكد الدكتورة حنان الإدريسي نائب رئيس الحركة، تتواجد المرأة اليوم في الهياكل التنظيمية للحركة انطلاقا من القاعدة إلى كل مراكز اتخاد القرار بكل مستوياتها، سواء وطنية تمثلت في وجود ثلاث أخوات في المكتب التنفيذي السابق، من بينهم الأخت لطيفة أنظام التي تقلدت مسؤولية قسم التكوين على المستوى الوطني، بالإضافة لأخوات مسؤولات عن الأقسام الجهوية، وأيضا مسؤولة عن إقليم آسفي بالنيابة، مما يظهر أن وضعية المرأة داخل الحركة في مسار تصاعدي داخل الهيئات والمسؤوليات وفي مختلف المواقع.
ولا يزال التحدي أمام المرأة للتواجد في الهيئة العليا، مما يتطلب المزيد من الاجتهاد والشجاعة مصداقا لقوله تعالى “ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مومن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا” (النساء – 124)، وقوله تعالى :”المومنون والمومنات بعضهم أولياء بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويوتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله سورة” (التوبة 71)، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إنما النساء شقائق الرجال) مسند الإمام أحمد.
وتتميز المرأة داخل الحركة بروح رسالية كبيرة، تجعلها تتواجد بقوة في الوظائف الأساسية، في العمل الدعوي المفتوح، وفي المجالس التربوية وخصوصا المجالس القرآنية سواء من نساء الحركة أو من المتعاطفات معها أو نساء المجتمع، وتواجدها أيضا في التكوين حيث تحرص المرأة على التكوين المستمر للارتقاء بمستواها على مستوى الخطاب وعلى مستوى الأداء، بالإضافة إلى تواجدها في العمل الشبابي بقوة وهذا فيه تميز كبير خاصة العمل في صفوف الفتيات في كثير من الأقاليم، وشهدت هذه السنة حضور قوي للمرأة في مشروع “الأسرة مودة ورحمة.. رسالة ومسؤولية” في انخراط كبير بجانب الرجل.
وتنظم الحركة كل سنة الملتقيات النسائية، التي تركز على خصوصية المرأة والمستوى الذي تتطلع له نساء الحركة على مستوى الوعي والخطاب والحضور في الساحة المجتمعية ليكون حضورا وازنا قويا ورساليا، فهناك تحد كبير في تكوين قيادات نسائية في مختلف الوظائف الأساسية للحركة: قيادات دعوية وتربوية وشبابية وعلمية وفكرية، ولدى الحركة طموح وتحدي كبير لتحقيق الكفاية في التأطير والتواصل والاستيعاب داخل المجتمع من خلال المرأة.
وعلى مستوى الإنتاج العلمي والفكري، توجد إصدارات خاصة بالحركة وعلى رأسها كتاب “المرأة في القرآن الكريم الوظيفة الاجتماعية المنشودة” للدكتورة إيمان السلاوي، وكتاب “قيم أسرية من بيت النبوة” للدكتورة فدوى توفيق، والذي صدر تحت إشراف مركز “إشعاع للدراسات الأسرية”.
وبرز تواجد المرأة بشكل متميز في الساحة الإلكترونية من خلال أنشطتها على مختلف المنصات الرقمية، ومساهماتها بمقالات تنشر في موقع الحركة، وأيضا من خلال الدور التوجيهي الذي تقوم به اتجاه الشباب والنساء والمجتمع فيما يتعلق بالقيم والهوية، حيث شهدت هذه السنة تواجدا معتبرا للمرأة بالمقارنة مع الماضي وخاصة ما بعد مرحلة “كورونا”.
وواكب مسار انخراط المرأة في العمل الحركي برؤيته الشمولية من خلال الوظائف الأساسية، ومجالات العمل الكبرى حضور وازن للمرأة ومشاركة فعالة في المجتمع عبر مجموعة من الجمعيات التي تشتغل فيها الأخوات سواء في مجال العمل الاجتماعي الخيري أو من خلال العمل النسائي التخصصي الجمعوي، أو من خلال العمل الطفولي والسياسي والنقابي، فالمرأة الحركية شهدت تقدما في كل هاته المجالات وحضورها بارز في العمل الإصلاحي للمجتمع.
وساهمت المرأة في الحركة في الدفاع عن قضايا الأمة وخاصة القضية الفلسطينية من خلال مبادرات وأنشطة متميزة، ومن خلال موقعها ودورها في الأسرة كفاعلة في المجتمع لتمليك القضية للأطفال والشباب في مختلف المناسبات العالمية الداعمة لفلسطين.
وخلال سنة 2022، شارك وفد من حركة التوحيد والإصلاح في أشغال المؤتمر السابع لائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين الذي نظمه الإئتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين يومي 27 و 28 ماي 2022 باسطنبول.
وضم الوفد كل من عبد الرحيم شيخي رئيس الحركة، والأستاذة منى أفتاتي والأستاذة مليكة الشهيبي، والأستاذ رشيد فلولي منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة. وجاءت مشاركة نساء الحركة من أجل الإسهام في دعم القضية الفلسطينية وأداء جزء من الواجب اتجاهها، ودعم المرابطات والمرابطين في القدس والأقصى وفلسطين.
وتميزت مشاركة الأخوات المغربيات بتنظيم معرض يضم منتجات حول القضية الفلسطينية مصممة بأيادي مغربية، بالإضافة إلى تنظيم ”عرض أزياء” للباس المغربي التقليدي.
موقع الإصلاح