التوحيد والإصلاح.. أبرز المواقف والمحطات سنة 2022
تميز الموسم الدعوي لحركة التوحيد والإصلاح سنة 2022 بعدد من المواقف والمحطات التي أطرت عملها، أبرزها الجمع العام الوطني السابع، وإعداد المخطط الاستراتيجي الجديد للحركة التي أكدت على مواقفها وإسهاماتها في عدد من القضايا الوطنية والدولية أبرزها القضية الفلسطينية.
ويستعرض هذا التقرير أبرز الأنشطة ومواقف وبصمات الحركة في عدد من القضايا والمبادرات خلال سنة 2022 سواء من خلال البلاغات والبيانات التي تصدرها أو من خلال الأنشطة والحملات التي تطلقها.
القضية الفلسطينية ومناهضة التطبيع
جددت حركة التوحيد والإصلاح في بيان لها في 26 مارس 2022 استنكارها الشديد لكل الإجراءات والاتفاقيات الموقعة مع الكيان الصهيوني، واعتبرت في بيان لها أن التطبيع مع الكيان المحتل يعاكس المسار التاريخي المشرف للمغرب الداعم لفلسطين، ويشوه صورة المغرب الذي يرأس لجنة القدس.
كما أصدرت الحركة بيانا بخصوص الاعتداءات الإرهابية الصهيونية على المصلين في المسجد الأقصى المبارك في 15 أبريل 2022 دعت من خلاله المملكة المغربية التي يرأس عاهلها لجنة القدس إلى التحرك العاجل دفاعا عن الأقصى والقدس والمقدسيين.
كما أدانت الحركة في بيان لها بتاريخ 5 غشت 2022 بشدة العدوان الصهيوني بالطائرات المسيرة على قطاع غزة مترحمة على أرواح الشهداء من الرجال والنساء والاطفال، ومستنكرة للتواطؤ الغربي و الصمت الأممي والعربي الذي يوفر الغطاء السياسي والإعلامي للكيان الصهيوني.
وشدد بلاغ صادر عقب اجتماع المكتب التنفيذي للحركة بتاريخ 17 شتنبر 2022 على رفضها لمختلف مظاهر التطبيع التي من شأنها أن تضفي المشروعية على جرائم الصهاينة بأرض فلسطين والمسجد الأقصى المبارك، كما أكد البلاغ رفضها للاختراق الصهيوني للدولة والمجتمع واستنكارها لجرائم الاحتلال، مؤكدة دعمها للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة بمختلف مكوناتها.
كما رفضت الحركة الخطوات التطبيعية التي تقحم فيها بعض الجهات مختلف فضاءات التعليم المدرسي والجامعي، وكذا بعض المصالح الوزارية، دون اعتبار للمآلات السلبية لهذه الخطوات على قيم المجتمع ومستقبل الأجيال.
وجددت الحركة في بلاغ لها بتاريخ 1 أكتوبر 2022 مطالبتها للأنظمة العربية بإيقاف التطبيع مع الصهاينة وبالقيام بواجبها تجاه القدس وفلسطين، موضحة أنها تتابع بعناية تطورات القضية الفلسطينية، واستمرار الصهاينة المغتصبين في اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك بوتيرة متصاعدة تحت حماية شرطة وجنود الاحتلال.
وشاركت الحركة عبر قياداتها وأعضائها، وأعلنت انخراطها في عدد من الوقفات والمبادرات وطنيا وفي مختلف مدن المملكة، خاصة التي تدعو إليها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين والمبادرة المغربية للدعم والنصرة، لمناصرة القضية الفلسطينية ومناهضة التطبيع
قضية إصلاح التعليم ولغة التدريس
وأكد المكتب التنفيذي للحركة في بيان صادر بمناسبة الدخول المدرسي والجامعي بنفس التاريخ أن “مشروع إصلاح منظومة التربية والتكوين لا يزال مشروعا متذبذبا لم يأخذ بعد طريقا واضحا”. وقال إن الجهات الوصية تتعامل معه بشكل انتقائي غير متوازن أحيانا، وبتنزيل شكلي احتفالي بعيدا عن الجوهر أحيانا أخرى. كما انتقد البيان فرض اختبار الفرنسية بجامعات مغربية وأكد أن الموارد البشرية أساس إصلاح التعليم.
واستنكرت الحركة الهجوم على مادة التربية الإسلامية بشكل لا مسؤول في بعض وسائل الإعلام كما حدث في إحدى الإذاعات الخاصة، دون أن تحرك الحكومة ساكنا، مع العلم أن المناهج والبرامج الحالية الخاصة بالمادة وضعت بتوجيهات ملكية، وتعاون بين الوزارة الوصية والمجلس العلمي الأعلى.
قضية الوحدة الترابية والصحراء المغربية
أعطت الحركة أهمية خاصة للقضية الوطنية، وأكدت إسهامها في جهود الدفاع عن مغربية الصحراء والوحدة الوطنية. وتناول المكتب التنفيذي في البيان صادر في 17 شتنبر خلال لقائه العادي مستجدات القضية الوطنية في ظل استمرار التأييد الدولي للموقف المغربي وسحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية.
و جدد البيان استعداد الحركة الدائم لدعم جهود التعاون المغاربي القائم على قيم الأخوة والاحترام وحسن الجوار، ورفض مشاريع التجزئة والانفصال في أي بلد من هذه البلدان، فشعوبنا المغاربية تجمعها وحدة الدين والتاريخ والجغرافيا، ويجب أن تظل عصية على تدخلات القوى الساعية لتوتير الأجواء وإثارة الصراعات وإعاقة بناء المستقبل المغاربي المشترك.
وثمنت الحركة في بيانها الصادر في نفس التاريخ المبادرة إلى سحب بعض الكتب الأجنبية التي اعتمدتها بعض البعثات والمؤسسات الخاصة بسبب احتوائها على ما يمس الوحدة الترابية لبلادنا، وتدعو الجهات المعنية إلى تحمل مسؤوليتها بهذا الشأن في كل ما يتعلق بقيم مجتمعنا وثوابته، وفي مقدمتها الدين الإسلامي.
الهوية والقيم الإسلامية
سلط مجلس الشورى لحركة التوحيد والإصلاح الضوء على سؤالي الهوية والنموذج الإصلاحي في ندوته السنوية الأخيرة خلال المرحلة السابقة والتي انعقدت يومي 21 و22 ماي 2022. وناقش المشاركون محورين أساسيين عبر سؤالي “أي هوية للحركة؟” و“أي نموذج إصلاحي للحركة؟”.
وانتقدت حركة التوحيد والإصلاح في بلاغ لها الاستهتار بقيم المغاربة، وأعلنت رفضها له، و خاصة ما صرح به أحد المغنيين من مباهاة فوق منصة رسمية تابعة لوزارة الثقافة باستهلاك المخدرات المحرمة شرعا، والمجرّمة قانونا في موقف مخل بالحياء وفاقد للمسؤولية، والاستعمال المتكرر لألفاظ نابية وساقطة أثناء مشاركته في سهرة فنية.
وقال بلاغ للمكتب التنفيذي للحركة عقب اجتماع عادي بتاريخ 1 أكتوبر2022 “إن هذه المواقف المستهترة بقيم المغاربة وهويتهم تنضاف لما سبقها من هجوم على مادة التربية الإسلامية، وهي منزلقات خطيرة يتعين وضع حد لها والتصرف بالرشد المطلوب والمسؤولية الكاملة، والتفرغ لتحقيق انتظارات المغاربة في العيش الكريم بدل هذه الاستفزازات المرفوضة”.
تثمين الدعوة الملكية لمراجعة مدونة الأسرة
واعتبر الأستاذ عبد الرحيم شيخي الرئيس السابق للحركة، أن النقطة المتعلقة بالدعوة الملكية لمراجعة مدونة الأسرة جددت التأكيد أولا على ما يتضمنه الدستور من الثوابت الجامعة التي ينص عليها الفصل الأول وهو سمو المرجعية الإسلامية.
وأشار شيخي في تصريح سابق لموقع الإصلاح في 2 غشت 2022 أن هذه الدعوة جاءت لتأكيد الملك محمد السادس مرة أخرى على أن التطرق للتعديلات والاجتهادات، والانفتاح على كل ما هو جديد وأخذ بعين الاعتبار التطورات التي يعرفها المجتمع المغربي، وتعرفها عدد من المجالات ولا سيما في مجال الأسرة، مفتوح ومؤطر بمقاصد الشريعة وبالاجتهاد الجماعي الذي تسهم وتساهم فيه عدد من المؤسسات المعنية ومن بينها المجلس العلمي الأعلى. كما أكد الخطاب الملكي أنه لم ولن يكون مسٌّ بقطعيات القرآن الكريم وكل الأحكام القطعية الثبوت والدلالة، ولا سيما ما فيه نصوص قرآنية قطعية واضحة.
وتلقت حركة التوحيد والإصلاح بارتياح الدعوة الملكية إلى مراجعة مدونة الأسرة والخروج من النظرة التجزيئية للمدونة باعتبارها ليست مدونة للمرأة ولا للرجل بل هي مدونة للأسرة بمختلف مكوناتها. هذا ما كان تفاعل عبد الرحيم شيخي رئيس حركة التوحيد والإصلاح (السابق) مع الخطاب الملكي في كلمة له بالجلسة الافتتاحية للجمع العام الوطني السابع.
وثمن رئيس الحركة في كلمته تأكيد أمير المؤمنين على أن المراجعة المطلوبة تظل مؤطرة بعدم تحريم الحلال وتحليل الحرام، وتؤكد على ضرورة اعتماد منهجية تشاركية تراعي خصوصية هذا النص التشريعي، كما تؤكد جاهزيتها للمشاركة الإيجابية في هذا الورش الوطني الهام.
وبخصوص ورش مراجعة المدونة اعتبر رئيس الحركة الحالي الدكتور أوس رمّال في حوار لموقع “عربي21” نشر مؤخرا أن الحركة تفاعلت مع الدعوة الملكية للمراجعة بكل إيجابية مباشرة بعد خطاب العرش الأخير. وثمنت الإطار الذي وضعه الخطاب للمراجعة المرتقبة بأن تبنى على مقاربة للأسرة وليست للمرأة أو الرجل، وأن تكون في إطار المرجعية الإسلامية دون أن تحل حراما أو تحرّم حلالا، وأن تحقق الإنصاف”.
وذكّر أوس رمال أن المكتب التنفيذي للحركة قد أطلق نقاشا داخليا، وشكّل لجنة خاصة بالموضوع لتقييم أثر النص الحالي والنظر في الإشكالات التشريعية أو التطبيقية من أجل بلورة رأي للحركة في القضايا التي تحتاج للمراجعة، وسيعلن عن موقفه بكل تفصيل حالما يكون جاهزا وعندما تبدأ المشاورات الرسمية لمراجعة هذا النص التشريعي الهام، الذي يحظى باهتمام بالغ من المغاربة ملكا وشعبا.
الجمع العام الوطني السابع
شهدت سنة 2022 تنظيم الجمع العام الوطني السابع لحركة التوحيد والإصلاح تحت شعار شعار”بالاستقامة والتجديد تستمر رسالة الإصلاح” أيام 14.15.16 أكتوبر 2022 بمجمع مولاي رشيد للشباب والطفولة بمدينة بوزنيقة، وعرفت هذه المحطة الكبيرة نجاحا نوعيا عبر آليات الشورى والديمقراطية والنقاش الأخوي والتداول على المسؤولية، وتميزت الجلسة الافتتاحية للجمع العام في هذه المحطة بالتركيز على البعد الإفريقي في حضور الضيوف.
وانتخب الجمع العام الدكتور أوس رمال رئيسا جديدا للحركة ومكتب تنفيذي جديد لمرحلة 2022-2026 بعد ساعات من النقاش والتداول. كما صادق الجمع على تعديلات القانون الأساسي والنظام الداخلي والمخطط الاستراتيجي الجديد بعد عرض المشروع على أنظار أعضاء الجمع العام. واستغرقت مناقشة المخطط ساعات طوال قبل المصادقة عليه.
إصدارات جديدة
أصدرت حركة التوحيد والاصلاح خلال سنة 2022 عددا من الإصدارات أبرزها كتاب جديد بعنوان “الجموع العامة الوطنية لحركة التوحيد والاصلاح المغربية (1996-2022)”، بمناسبة الجمع العام الوطني السابع.
وصدر عن قسم التربية المركزي لحركة التوحيد والإصلاح، المجموعة الأولى من “رسائل تربوية”، في إطار سلسلة رسائل قاصدة لفئات معينة فاعلة في المجتمع، مثل التجار وأصحاب الصنائع والحرف ومن له مسؤولية على الشأن العام.
وتأتي هذه الرسائل التربوية بهدف الإسهام في تعزيز قيم الإصلاح والاستقامة فيه، إيمانا من الحركة بضرورة توسيع عملها التربوي ليشمل كل فئات المجتمع خصوصا النخبة الفاعلة والمؤثرة فيه.
موقع الإصلاح