حاجتنا إلى التضرع اليوم قبل أي وقت مضى – ادريس أوهنا
التضرع في الدعاء هو: إظهار الحاجة والتذلل والافتقار إلى الله عز وجل، مع الإلحاح في التوسل والطلب.
وهي حالة خاصة في الدعاء يحبها الله ويرضاها، بل أمر عباده بها: “ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ”(الأعراف:55)
وإن من أعظم أسباب دفع البلاء تضرع العبد لربه عز وجل كما بيّن الله في كتابه الكريم: “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” (الأنعام:42-43)
والناس أحوج ما يكونون لهذه العبادة في أوقات المحنة والبلاء، وما ينبغي لهم الغفلة عنها، وإلا عرضوا أنفسهم لغضب الله وعقابه: “وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ* حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ”(المؤمنون: 76-77)
فلكي يرفع الله عنا ما نحن فيه من البلاء، ادعوا الله في تذلل وانكسار وحاجة وافتقار، وألحوا عليه في الطلب، في صلواتكم، وخلواتكم.
اعرضوا عليه ضعفكم وقلة حيلتكم، مستغيثين، مسترحمين، خاشعين، متذللين، تائبين.. فإن الله بعباده، الذين لم يستكبروا على الضراعة والطاعة، غفور رحيم.
اللهم نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا، وآياتك العظام، ونتوسل إليك بما تحب أن يتوسل به إليك، ونحن عبادك الضعفاء المذنبون، الواقفون ببابك، اللائذون بجنابك، وليس لنا من نلوذ به ونعوذ به سواك، ان ترفع عنا هذا البلاء، وتدفع عنا هذا الوباء، وتعفو عنا بفضلك وكرمك يا ذا الجلال والإكرام.