جهات عربية ودولية تندد بالفيتو الأمريكي ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم متحدة
نددت جهات عربية ودولية الجمعة استخدام واشنطن حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي أمس الخميس لنقض مشروع قرار يطالب بمنح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة تقدمت به الجزائر.
واستخدمت الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي الخميس حقّ النقض (الفيتو) لمنع صدور قرار يفتح الباب أمام منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وأيّد مشروع القرار الذي قدّمته الجزائر الجمعية العامة ويوصي بقبول دولة فلسطين عضوا في الأمم المتّحدة” 12 عضوا وعارضته الولايات المتّحدة وامتنع عن التصويت عليه العضوان الباقيان.
ورأت السلطة في الفيتو الأمريكي “عدوانا صارخا” يدفع المنطقة إلى “شفا الهاوية”، وأكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مواصلة النضال” لإقامة “الدولة الفلسطينية المستقلة الكاملة السيادة وعاصمتها القدس”. فيما أكدت الجزائر أنها ستعود “أقوى وبدعم من الجمعية العامة من أجل العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة”. واعتبرت السعودية أن فشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع القرار “لا يقرب من السلام”.
من جانبه، أكد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع أن بلاده “سنعود أقوى وبدعم من الجمعية العامة من أجل العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة”.
وقال بن جامع في كلمة بعد الفيتو الأمريكي على المشروع الجزائري لقرار مجلس الأمن الذي يوصي بقبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة: “سنعود أقوى وأكثر صخبا بدعم من شرعية الجمعية العامة والدعم الأوسع من أعضاء الأمم المتحدة، فإن هذه ليست سوى خطوة أخرى في الرحلة نحو العضوية الكاملة لفلسطين”.
وأعربت السعودية الأربعاء عن أسفها لفشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة للفلسطينيين في الأمم المتحدة، معتبرة أنه “لا يقرب من السلام”. وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن المملكة “تأسف لفشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة”.
وأضافت أن “إعاقة قبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة يسهم في تكريس تعنت الاحتلال الإسرائيلي واستمرار انتهاكاته لقواعد القانون الدولي دون رادع، ولن يقرب من السلام المنشود”.
من جهته، قال السفير الصيني فو كونغ “اليوم يوم حزين”، مبديا “خيبة أمله” من الفيتو الأمريكي، ومضيفا “لقد تحطم حلم الشعب الفلسطيني”. فيما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من انزلاق الشرق الأوسط إلى “نزاع إقليمي شامل”.
وبرر نائب السفير الأمريكي روبرت وود إن “هذا التصويت لا يعكس معارضة للدولة الفلسطينية، بل هو اعتراف بأنه لا يمكن لها أن تنشأ إلا عبر مفاوضات مباشرة بين الطرفَين” المعنيين.
وكان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز قد أعلن في مؤتمر صحفي مع نظيره البرتغالي لويس مونتيغرو عقب لقائهما في مدريد أمس الإثنين، أنهم سيتخذون خطوة نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد جلسات ستعقد الأسبوع المقبل في الأمم المتحدة بشأن طلب فلسطين نيل العضوية الأممية الكاملة.
وقال رئيس الوزراء الإسباني سانشيز: “لا بد من الاعتراف بالدولة الفلسطينية. سننتظر الأسبوع المقبل ونتخذ خطوة بعد جلسات التصويت في الأمم المتحدة”، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي تأخر كثيرا حتى الآن فيما يتعلق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وتُقبَل دولة ما عضوا في الأمم المتحدة بقرار يصدر من الجمعية العامة بغالبية الثلثين، لكن فقط بعد توصية إيجابية بهذا المعنى من مجلس الأمن.
وتصدر التوصية عن مجلس الأمن بموجب قرار لا بد من أن يوافق عليه تسعة على الأقل من أعضاء المجلس الـ15 وشرط ألا تستخدم أي دولة دائمة العضوية حق النقض (الفيتو) لوأده.
ووفقا للسلطة الفلسطينية، فإن 137 من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة اعترفت حتى اليوم بدولة فلسطين. وفي شتنبر 2011، قدم رئيس السلطة محمود عباس طلبا “لانضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة”.
وعلى الرغم من أن مبادرته هذه لم تثمر، إلا أن الفلسطينيين نالوا في نونبر 2012 وضع “دولة مراقبة غير عضو” في الأمم المتحدة.
تقارير إعلامية