جمعية مغربية بإسبانيا تعقد مؤتمرا لمكافحة الإسلاموفوبيا

 التقى 42 خبيرا وأكاديميا في مؤتمر وطني تنظمه الجمعية المغربية لإدماج المهاجرين بإسبانيا  لمكافحة الإسلاموفوبيا؛ يسعى إلى مقاربة متعددة التخصصات تهدف إلى تحليل جرائم الكراهية المرتبطة بالإسلاموفوبيا من زوايا قانونية، إعلامية، تربوية، واجتماعية.

ويسلط هذا المؤتمر المنعقد يومي 21 و20 أكتوبر بكلية علوم التربية بمدينة مالقة، الضوء على التشريعات الأوروبية ذات الصلة، وتعزيز دور المؤسسات الأكاديمية والمدنية في إنتاج خطاب بديل، وتحفيز الحوار المجتمعي لمواجهة التمييز.

ويأتي هذا المؤتمر في نسخته السابعة في إطار البرنامج الوطني لمحاربة الإسلاموفوبيا الذي تنفذه الجمعية المغربية بشراكة مع وزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة الإسبانية، بعد سلسلة من الأنشطة التوعوية والدورات التكوينية التي شملت أكثر من 20 مدينة وقرية في مناطق الأندلس، كتالونيا، مدريد، مورسيا، وفالينسيا، واستهدفت موظفي الإدارات العمومية وتلاميذ المؤسسات التعليمية.

ومن بين أبرز المتدخلين نور بن يوسف مقدمة الأخبار بقناة ”أنطينا طريس”، باولينو روص صحفي متخصص في الشؤون الاجتماعية، ممثل عن الحرس المدني الإسباني قسم مكافحة جرائم الكراهية، خافير فالينزولا صحفي وكاتب رأي، فيسينتي مارين محامي متخصص في قضايا الهجرة والجنسية، روسيو روكا محامية خبيرة في قضايا الهجرة والاندماج، إلى جانب أساتذة وممثلي جامعات إسبانية من مختلف التخصصات.

ويتضمن برنامج المؤتمر تسعة محاور رئيسية، من بينها الإسلاموفوبيا في المجال القانوني الخوف من الإسلام في الإعلام الإسباني، الإسلاموفوبيا في المؤسسات التربوية، التأثير الاجتماعي والنفسي للخوف من الإسلام، ودور البحث العلمي في مكافحة الإسلاموفوبيا.

ويشمل المؤتمر جلسات علمية وورشات عمل متخصصة، موائد مستديرة للنقاش المفتوح، شهادات حية من ضحايا الإسلاموفوبيا، وتبادل التجارب بين المشاركين، في إطار تعزيز التفاعل والتلاقح الفكري حول سبل التصدي لهذه الظاهرة.

وسيناقش الموضوع على مدى يومين من زوايا مختلفة حضوريا داخل الكلية وكذلك عبر تقنية ومنصة Zoom التفاعلية لمناقشة و تحليل دوافع ومظاهر الإسلاموفوبيا باستخدام مقاربات و وجهات نظر مختلفة من خلال محاور وجلسات موضوعاتية تتطرق إلى تحليل الموضوع من عدة جوانب.

ويندرج المؤتمر ضمن البرنامج الوطني بإسبانيا للحد من الإسلاموفوبيا والذي يهدف إلى توفير الوسائل و الآليات التي تمكن المجتمع من التعرف، رد الفعل، والتصدي للمواقف والسلوكيات المعادية للمسلمين خصوصا بعد تصاعد خطابات الكراهية والأحداث التي عاشتها بعض الجهات الإسبانية كطوري باتشيكو وخوميا.

وتجاوز عدد المسجلين بالمؤتمر 700 مشارك من مختلف أنحاء إسبانيا، بما يشمل جميع مناطق الحكم الذاتي و43 محافظة. وسجلت 55 إدارة عامة مشاركتها، وهو رقم غير مسبوق يعكس مدى إهتمام المؤسسات الرسمية بقضية مكافحة الإسلاموفوبيا كما انضمت 19 جامعة، و76 جمعية مدنية، إلى جانب 3 وسائل إعلام، بالإضافة إلى جهات أخرى مثل النقابات والأحزاب السياسية.

ووفقًا لتقرير وزارة الداخلية الإسبانية حول “تطور جرائم الكراهية في إسبانيا 2024″، تم تسجيل 1955 حادثة كراهية خلال العام، منها 804 حالة ذات طابع عنصري ومعادٍ للأجانب، وهي الفئة التي تشمل الإسلاموفوبيا. ولأول مرة، تم إدراج الإسلاموفوبيا كمؤشر رسمي مستقل في الإحصاءات الوطنية، مما يعكس الاعتراف بخطورة الظاهرة.

من بين هذه الحوادث، 20% منها نتج عنها إصابات جسدية، أي ما يعادل 385 حالة، بينما تم التعرف على الجناة في 71.9% من الحالات، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالسنوات السابقة.

أما على مستوى التجربة الشخصية للمسلمين، فقد كشفت دراسة أجرتها الجمعية المغربية لإدماج المهاجرين في فبراير 2025 أن 47.5% من المسلمين في إسبانيا تعرضوا لاعتداءات عنصرية، لكن 6% فقط تقدموا بشكاوى رسمية. هذه الأرقام تؤكد استمرار ظاهرة الإسلاموفوبيا بصور متعددة، من بينها التمييز في أماكن العمل، الاعتداءات اللفظية والجسدية، والطرد من الأماكن العامة.

وتشير الجمعية إلى أن هذه الاعتداءات تتوزع على عدة مناطق، أبرزها: الأندلس، مدريد، كاتالونيا، أراغون، كستيا لمانتشا وكانتابريا، مما يعكس انتشار الظاهرة على المستوى الوطني.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى