جدل تعديلات مدونة الأسرة يهيمن على التواصل الاجتماعي

تباينت ردود الأفعال الخاصة بمقترحات تعديلات مدونة الأسرة التي أعلنت عنها الحكومة الثلاثاء الماضي بأكاديمية المملكة المغربية بالرباط. بناء على توصية ملكية لإطلاع الرأي العام على أبرز المراجعات وعلى 17 مسألة خضعت للرأي الشرعي للمجلس العلمي الأعلى ضمن 139 مقترح تعديل ستشمله المدونة القادمة.

وسارع عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى نشر توضيحات حول مغالطات بخصوص مقترحات التعديلات الجديدة، فيما اختار آخرون إبداء توجساتهم وتخوفاتهم خلال مرحلة الصياغة، حيث هيمن نقاش المدونة على مواقع التواصل الاجتماعي بمجرد كشف الحكومة عن معالم التعديلات.

وحذر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي من أن التعديلات الجديدة قد تساهم بشكل كبير في اتساع فجوة ظاهرة العزوف عن الزواج في ظل الأرقام المخيفة التي أصدرتها مؤسسات رسمية.

وكان تقرير للمندوبية السامية للتخطيط  تحت عنوان “المرأة المغربية في أرقام”، قد كشف أن محاكم المغرب شهدت أكثر من 60 ألف حالة من “طلاق الشقاق” في سنة واحدة، لافتا إلى أن “الانفصال للضرر شكّل نحو 99 بالمئة من تلك الحالات”.

وانتقد ناشطون تخلي المجتمع عن واجباته الدينية والاجتماعية وعدم الحفاظ عن المكتسبات الشرعية للأسرة إضافة إلى عدم الاهتمام، فيما رأي آخرون أن مدونة الأسرة هي انتصار للأم والأخت والابن، لذلك يجب أن تقوم بتصحيح مجموعة من الأخطاء الغير المنطقية والمفهومة.

وحذر مدونون من أن حقيقة نقاش المدونة يتعدى إلى جهات تسعى إلى هدم الأسرة كمؤسسة على مواثيق شرعية وأخلاقية تستمد عمقها من المرجعية الإسلامية، وأن تغيير المصطلحات هو مدخل لطمس كل ما هو ديني في هذه المدونة.

وعبر ناشطون آخرون عن عدم فهمهم لمقترحات التعديلات الجديدة، مشيرين إلى الغموض الذي يكتنفها دون توضيح ولا تفسير، رغم العرض الذي قدمته الحكومة بناء على الدعوة الملكية.

وركز آخرون على دعم أي تعديل في صالح المرأة، وانتقد البعض التركيز على المرأة دون استحضار أنها أم وبنت وجزء من كيان الأسرة التي على أساسها يجب مراعاة حفظ تماسكها وعدم تعريضها للتفكيك، وتمييز طرف عن الآخر في اختلال لهذه المؤسسة التي يقوم على أساسها المجتمع المغربي وتعبر عن هويته ومرجعيته.

في جانب آخر، يرى أحد الرواد أن هذا النقاش أغفل وأقصى واقع شباب اليوم والبعد الاستشرافي له، ومقترحات تعديل المدونة تسعى لمعالجة الإشكاليات والنقائص استنادا إلى ماضي الأحداث، بدلا من أن تكون مرجعيتها الحاضر.

ودعا في هذا السياق أن تكون المدونة الجديدة جزءا من مشروع متكامل يعالج ظواهر مثل الخوف من الزواج والعزوف عنه، والتطبيع مع الزنا وبعض السلوكيات المنحرفة في ظل التحديات الصعبة التي تواجه الشباب والأسرة المغربية.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى