جامعات مغربية تنتفض ضد التطبيع الأكاديمي بمظاهرات وعرائض
طالب آلاف من الطلاب والأكاديميين والموظفين في احتجاجات؛ خرجت بمختلف الجامعات المغربية تضامنا مع غزة بوقف مسار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي بشكل عام والتطبيع الأكاديمي بشكل خاص.
واتخذت الاحتجاجات أشكالا عدة بما فيها تنظيم مظاهرات، ووقفات احتجاجية داخل أسوار الجامعات، أو إصدار بيانات ونداءات وعرائض وإرسالها إلى إدارات الجامعات، أو تسليط الضوء على مطلب وقف التطبيع عبر مؤتمرات ولقاءات فكرية نظمها الطلاب.
و ينظم طلاب منذ أشهر في جامعات مدن عدة مثل الدار البيضاء، وتطوان وفاس، مظاهرات ووقفات احتجاجية حاشدة دعما لغزة بمواجهة احرب الاحتلال الإسرائيلي.
وكان وقف التطبيع مع الكيان الغاصب، وخصوصا الأكاديمي المطلب الحاضر دائما في احتجاجات و مظاهرات ووقفات هؤلاء الطلاب. كما نظمت الاتحادات الطلابية بالجامعات مؤتمرات ولقاءات فكرية عدة ركزت على مطلب وقف التطبيع.
رسالة دعم وتضامن
و قال مصطفى العلوي رئيس منظمة “التجديد الطلابي”، في تصريح لوكالة الأناضول، إن “جامعات المملكة عرفت احتجاجات داعمة لغزة على غرار مختلف مناطق البلاد”.
وأضاف العلوي أن هذه الفعاليات الاحتجاجية تعتبر بمثابة “رسالة دعم وتضامن وتعاطف مع القضية الفلسطينية، وهي رسالة واجبة في الأساس”.
وزاد “دعم القضية الفلسطينية ضرورة، والدفاع عنها دعم للأمن القومي المغربي، لأن المشروع الصهيوني لا يستهدف فلسطين فقط، بل يستهدف المنطقة العربية والإسلامية برمتها في أمنها وثرواتها الطبيعية واستقرارها السياسي ونموها واستقرارها الاجتماعي”.
وأوضح العلوي أن فلسطين وخصوصا غزة، هي “جدار الدفاع الأول في وجه هذا المشروع الصهيوني”. وذكر أن الفعاليات في الجامعات، التي ترفع مطلب وقف التطبيع، لا تقتصر على الحراك الميداني، بل تتعداه إلى العرائض والنداءات والبيانات التي تقدم بها طلاب وأكاديميون وموظفون، كما حدث في جامعات بمدينتي تطوان، وابن جرير، على سبيل المثال.
عرائض ونداءات وبيانات
في يونيو الماضي، وقع مئات من طلاب وخريجي جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بمدينة ابن جرير، نداء موجها لرئاسة الجامعة، يطالبها بإلغاء اتفاقيات شراكة وقعتها مع 8 جامعات ومعاهد تابعة للاحتلال الإسرائيلي.
وحث موقعو هذا النداء الذين بلغ عددهم 1256 طالبا وخريجا رئاسة الجامعة على قطع علاقاتها مع شركائها من الاحتلال الإسرائيلي المتورطين في جرائم الحرب والإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وفقا لبيان صدر عنهم.
وقال الموقعون، إنهم “تلقوا إثر ذلك دعوة للحوار، وجرى بالفعل لقاء مع ممثل عن رئاسة الجامعة”، لكنهم قالوا إن الجامعة ترفض قطع العلاقات مع شركاء الاحتلال الإسرائيلي.
وفي ماي الماضي، قدم أكثر من 700 أستاذ بجامعة عبد المالك السعدي في مدينة تطوان، عريضة إلى إدارة الجامعة لتوقيف اتفاقية شراكة عام 2022 أبرمتها مع جامعة حيفا الواقعة بالأراضي الفلسطينية المحتلة. وبحسب بيان سابق للأكاديميين، تعهدت إدارة الجامعة بالتفاعل مع مطالبهم.
وفي فبراير المنصرم، دعا عشرات الأكاديميين والموظفين والطلبة بكلية العلوم التابعة لجامعة محمد الأول في مدينة وجدة، رؤساء الجامعات المغربية إلى قطع كل صلة بجامعات الاحتلال الإسرائيلي وإيقاف كل تعاون معها، وجاء ذلك في بيان تُلي خلال وقفة احتجاجية نظموها بمقر كليتهم آنذاك.
“لم تجد صدى كبيرا”
وأعرب العلوي عن أسفه لكون هذه العرائض والنداءات والبيانات المطالبة بوقف التطبيع “لم تجد صدى كبيرا”، إذ لم تدفع الجامعات المغربية لمراجعة علاقتها مع جامعات الاحتلال الإسرائيلية.
وقال إن “قرار الجامعات المغربية ليس بيدها”، معتبرا أن “الفاعل الأكاديمي ليس هو الذي يقرر عملية التطبيع”. وانتقد كذلك منع بعض الجامعات الطلاب من تنظيم أنشطة داعمة لغزة.
وبينما تبدي أوساط رسمية مغربية استنكارها لمجازر الكيان الغاصب المرتكبة بحق الفلسطينيين في غزة، وتطالب المجتمع الدولي بتدخل “حاسم وحازم” لوقف الحرب على القطاع، لم يصدر تعقيب منها على مطلب وقف التطبيع بعد. لكن الزيارات المتكررة التي أجراها مسؤولون من الاحتلال الإسرائيلي رفيعي المستوى إلى المملكة، توقفت منذ بدء الحرب على غزة.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يشن منذ السابع من أكتوبر 2023، حربا مدمرة بدعم أمريكي على غزة، خلفت أكثر من 127 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
عن وكالة الأناضول