ثورة في تشخيص أمراض الكلى وحمايتها من التلف

تمكّن فريق من الباحثين من جامعة مونتريال بكندا من تحديد جزيء دقيق من الحمض النووي الريبي يعرف بـ“مايكرو آر إن إيه” (microRNA)، قادر على حماية الأوعية الدموية الصغيرة في الكلى والحفاظ على وظائفها الحيوية، لا سيما بعد الإصابات الحادة الناتجة عن انقطاع مؤقت في تدفق الدم.
وأظهرت التجارب الأولية على الفئران المصابة بإصابات كلوية حادة أن مستويات هذا المايكرو آر إن إيه تتغير بشكل ملحوظ في الدم، وهو ما دفع الفريق إلى اختبار المؤشر على 51 مريضا خضعوا لعمليات زراعة كلى، ضمن قاعدة بيانات البنك الحيوي لزراعة الأعضاء.
وبحسب الدكتور فرانسيس مينيولت، المشارك في إعداد الدراسة، فإن الأهم من ذلك هو أن حقن هذا الجزيء مباشرة في كلى الفئران ساهم في حماية الأوعية الدقيقة وتقليل الضرر الناتج عن الإصابة، ما يفتح المجال أمام استخدامه في العلاج مستقبلاً.
من جانبها، أوضحت الدكتورة ماري جوزيه هيبرت، الباحثة في الدراسة واختصاصية أمراض الكلى وزراعة الأعضاء، أن المؤشر الحيوي الجديد قد يكون له تأثير واسع يتجاوز أمراض الكلى، ليشمل حالات مثل قصور القلب والرئة، وبعض الأمراض العصبية التنكسية، حيث يرتبط فقدان الأوعية الدموية الدقيقة بالشيخوخة الطبيعية أو المتسارعة.
وأشارت إلى أن نقل هذا المؤشر إلى الكلى يمكن أن يتم مستقبلا عبر تقنيات أقل تدخلا من الحقن المباشر أثناء الزراعة، ما يعزز فرص تطبيقه سريريا على نطاق أوسع، خاصة بين الفئات المعرضة لمخاطر مرتفعة مثل المسنين والمرضى الخاضعين لعمليات جراحية كبرى.
وتتطلع الفرق الطبية إلى تطوير اختبار دم بسيط وفعال يستند إلى هذا المايكرو آر إن إيه، مما سيسمح بتقييم حالة الأوعية الدموية في مراحل مبكرة، والتدخل السريع لحماية وظائف الكلى. وتُعد هذه النقلة النوعية بمثابة خطوة حاسمة في الوقاية من الفشل الكلوي وتحسين جودة الرعاية الصحية.
مواقع إلكترونية