توقعات بحرب استنزاف طويلة بغزة بعد إعادة المقاومة تنظيم صفوفها

عادت المقاومة الفلسطينية الإثنين الماضي لإطلاق إحدى أكبر رشقات الصواريخ باتجاه كيان الاحتلال الإسرائيلي، بينما عاود جيش الاحتلال الاشتباك مع مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في حي الشجاعية بغزة، الذي سبق اجتياحه، مما يدل على عدم تحقيق الاحتلال الهدف المعلن من الحرب والعدوان على غزة، وأن الصراع قد يتحول إلى حرب استنزاف مطولة بعدما أعادت المقاومة تنظيم صفوفها.

واعتبرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن إطلاق سلسلة صواريخ على كيان الاحتلال” عزز التحدي الذي تواجههه إسرائيل في سعيها لشن حملة ضد تمرد المسلحين الذين يحتفظون بقدرات إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون بعد حوالي تسعة أشهر من بدء الحملة الإسرائيلية لتدميرهم”.

وقال مسؤول عسكري بارز للصحيفة إن العملية العسكرية في الشجاعية كانت تهدف إلى منع “حماس” من إعادة تجميع صفوفها هناك. وأضاف “سنناور مراًا وتكراًا كلما رأينا أن هناك محاولة لإعادة التجمع أو محاولة إعادة الحكم أو محاولة جلب أي نوع من الأسلحة”، موضحا في الوقت نفسه أن حماس تحاول مهاجمة “إسرائيل” من هناك بإطلاق قذائف الهاون والصواريخ من فوق الأرض وأيضا من تحت الأرض عبر أنفاق الهجوم.

وقال محللون عسكريون إن “حماس” قامت بنقل قواتها المسلحة من مكان إلى آخر، متجنبة في كثير من الأحيان الاشتباك المباشر مع جيش الاحتلال من أجل البقاء وشن حملة حرب عصابات. وفي هذا السياق قال الجنرال المتقاعد عساف أوريون: “لا أعتقد أن حماس تتطلع إلى معركة واسعة وضارية تكون فيها جميع قواتها في الميدان بانتظار أن ننهيها. إنهم يتحركون ويتجنبون الاتصال بالمعنى الواسع لأنهم يعملون على الحفاظ على القوة”.

ويُظهر اجتياح جيش الاحتلال من جديد لحي الشجاعية – الذي بدأ الأسبوع الماضي وأدى إلى نزوح العائلات الفلسطينية للنجاة بحياتها- مدى صعوبة تحقيق كيان الاحتلال لهدف الحرب المعلن من قبل حكومة نتياهو وهو استئصال حركة “حماس” من القطاع.

وتعد العملية في الشجاعية؛ الأحدث في سلسلة من المداهمات التي اضطر فيها جيش الاحتلال للعودة إلى منطقة كان انسحب منها، لأن “حماس” أعادت تنظيمها واستعادت بعض السيطرة، ونشرت الأحد الماضي شريط فيديو قالت إنه يُظهر قواتها تطلق قذائف هاون على قوات الاحتلال في المنطقة.

وقد عاد جيش الاحتلال إلى عدد من المناطق التي اجتاحها سابقا في غزة، بما في ذلك جباليا في شمال القطاع وأكبر مستشفى في القطاع، الشفاء، الذي زعم الجيش بأنه مركز قيادة وتحكم لحماس. ويقول محللون أمنيون إن “إسرائيل” معرضة لخطر الوقوع في صراع طويل الأمد مع حماس التي أظهرت قدرتها على البقاء كجماعة متمردة، معتمدة على بعض الدعم من جمهور أوسع في غزة.

وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، جوست هيلتيرمان، : “إنه مأزق. وسيكون صراعًا منخفض الحدة لفترة طويلة”، مضيفا “يمكنك استخدام العمليات العسكرية لدفع حماس إلى جيوب مختلفة في غزة، لكن في النهاية سيعودون عبر نظام الأنفاق أو برًّا. إنهم يكتسبون مجندين جددا كل يوم؛ حيث سيلتحق بهم الشباب الذين فقدوا عائلاتهم”.

ورغم تراجع القدرات العسكرية لحركة “حماس” بفعل قوة العدوان على غزة إلا أن الحركة أظهرت قدرتها المستمرة على مواجهة جيش الاحتلال بمجموعات صغيرة من المقاتلين، وباستخدام تكتيكات الكر والفر لجماعة متمردة. وأكد تقييم استخباراتي أمريكي نقلته “وول ستريت جورنال” أن الجناح العسكري للحركة يمتلك مخزونات كبيرة من الأسلحة.

وسبق لتقييم آخر منفصل أعلنه مكتب مدير المخابرات الوطنية الأمريكية في فبراير الماضي ، أن رجَّح أن تواجه “إسرائيل” مقاومة مسلحة مستمرة من حماس لسنوات قادمة.

يذكر أن الاحتلال يشن حرب إبادة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر2023، استشهد فيها
أكثر من 37 ألف فلسطيني، وفقا لأرقام السلطات الفلسطينية وأصيب فيها أكثر من 80 الف، فضلا عن الدمار شبه الكامل في مباني القطاع وبنيته التحتية.

وكالات

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى