تنديد دولي وعربي بعدوان الاحتلال الإسرائيلي على سوريا

أثار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على سوريا وطال مقر هيئة الأركان في دمشق، ومحيط القصر الرئاسي موجة استنكار دولي.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي شن أمس الأربعاء عدوانا جديدا على سوريا شمل غارات على أكثر من 160 هدفا في 4 محافظات هي السويداء ودرعا المتجاورتين، ودمشق وريف دمشق، أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 34 جراء الغارات على وسط العاصمة دمشق.
وأدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات استمرار العدوان “الإسرائيلي” على الأراضي السورية والتدخل السافر في الشؤون الداخلية للجمهورية العربية السورية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ولسيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وجددت الأمانة العامة التأكيد على تضامن منظمة التعاون الإسلامي التام ووقوفها مع الجمهورية العربية السورية وشعبها، في هذه المرحلة الدقيقة. وشددت الأمانة العامة على ضرورة احترام سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها. ودعت المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن الدولي، إلى وضع حدّ للاعتداءات الاسرائيلية المتكررة التي تُهدد السلم والأمن الإقليميين.
من جهتها؛ أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بأشد العبارات الغارات التي يشنها الاحتلال “الإسرائيلي” على سوريا، بما في ذلك تلك التي طالت مقر هيئة الأركان في دمشق، ومحيط القصر الرئاسي. واعتبر ت أن هذه الغارات تُمثل اعتداء صارخاً على سيادة دولة عربية عضو في الجامعة وفي منظمة الأمم المتحدة، بما يُمثل انتهاكاً للقانون الدولي واستهانة بقواعد النظام الدولي.
وشددت الأمانة العامة على أن الهجمات “الإسرائيلية” تمثل “بلطجة” لا يُمكن للمجتمع الاقليمي او الدولي القبول بها أو تمريرها، ويتعين وقفها فوراً، مضيفة أن غارات الاحتلال تستهدف زرع الفوضى في سورياً مستغلةً في ذلك بعض الأحداث التي وقعت مؤخراً في محافظة السويداء، والتي أدانتها السلطات السورية نفسها ووصفتها في بيان لها بـ “الأعمال المُشينة” وتعهدت بالتحقيق فيها وتوقيع الجزاء علي من يثبت ارتكابه لأية انتهاكات او مخالفات.
أما روسيا، فقد أدانت خارجيتها الهجمات “الإسرائيلية” على سوريا واعتبرتها انتهاكا للسيادة السورية والقانون الدولي، منددة بشدة بالعنف الذي شهدته محافظة السويداء جنوب غربي سوريا مؤخرا.
وقالت الخارجية الروسية في بيانها: “أعرب الجانب الروسي مرارا عن موقفه الواضح إزاء الأعمال العسكرية التعسفية الإسرائيلية في سوريا. هذه الهجمات تمثل انتهاكا صارخا لسيادة الدولة السورية والقانون الدولي، وتستحق الإدانة القاطعة.. تؤكد موسكو مجددا على موقفها الثابت الداعي إلى احترام سيادة سوريا ووحدتها وسلامتها الإقليمية”.
وعبرت الخارجية الصينية عن رفضها الهجمات الإسرائيلية، ودعت إلى احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وأكدت وزارة الدفاع التركية أن الغارات الجوية التي نفذتها إسرائيل على وسط العاصمة السورية دمشق بعد هجماتها على جنوبي البلاد، تشكل استفزازا واضحا يستهدف آمال السلام والاستقرار في المنطقة. جاء ذلك في إفادة صحفية قدمها متحدث الوزارة العقيد بحري زكي أق تورك، بالعاصمة التركية أنقرة، الخميس.
وقال أق تورك إن “الهجمات الجوية التي نفذتها إسرائيل على مركز العاصمة دمشق بعد هجماتها على جنوب سوريا، تمثل استفزازا صريحا يستهدف آمال السلام والاستقرار في المنطقة”.
وأدانت قطر الهجمات الإسرائيلية، واعتبرتها “تعديا سافرا على سيادة سوريا وانتهاكا خطيرا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وعبثا بأمن واستقرار المنطقة”.
وأدانت الخارجية السعودية “استمرار الاعتداءات الإسرائيلية السافرة على الأراضي السورية والتدخل في شؤونها الداخلية”، وجددت دعوتها المجتمع الدولي إلى “الوقوف إلى جانب سوريا ومساندتها في هذه المرحلة، والوقوف أمام هذه الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة على سوريا”.
واستنكرت الخارجية الإماراتية “بشدة التصعيد الخطير في جنوب سوريا، والغارات الإسرائيلية على المنطقة، ورفضها التام لانتهاك سيادة سوريا وتهديد أمنها واستقرارها”.
ورحبت الإمارات “بإعلان وقف إطلاق النار في محافظة السويداء”، وشددت على “أهمية التهدئة وحماية المدنيين”.
بدورها، حذرت مصر من أن الهجمات الإسرائيلية “من شأنها تعميق حدة التوتر، وتعد عنصرا أساسيا لعدم الاستقرار في المنطقة”.
وقال الرئيس السوري أحمد الشرع في كلمة فجر اليوم الخميس تلت الإعلان عن اتفاق التهدئة في السويداء إن إسرائيل سعت لتقويض وقف إطلاق النار لولا وساطة أميركية وعربية وتركية.
وأضاف الشرع في كلمته أن “الكيان الإسرائيلي يسعى منذ سقوط النظام البائد لتحويل أرضنا لأرض نزاع وتفكيك شعبنا”، مؤكدا أنه “لا مكان لتنفيذ أطماع الآخرين في أرضنا وسنعيد لسوريا هيبتها وعلينا تغليب المصلحة الوطنية”.
ووجه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الخميس، انتقادات لاستهداف الجيش الإسرائيلي العاصمة السورية دمشق والقصر الرئاسي، معتبرا ذلك “سلوكا متهورا”.
وقال لابيد في حديث لهيئة البث العبرية: “نحن ملتزمون تجاه الدروز في السويداء، مهاجمة القصر الرئاسي في دمشق تقويضٌ للنظام (في سوريا)، ولا يخدم الأهداف الاستراتيجية، وهو سلوكٌ متهور”.
وفي سوريا، خرجت مظاهرات في مدن سورية عدة مساء أمس الأربعاء، تنديدا بالاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت البلاد، وتعبيرا عن دعم الدولة السورية ورفض التدخل الأجنبي في شؤونها.
واستنكر المتظاهرون التدخل الإسرائيلي في الشؤون الداخلية السورية، ورفعوا لافتات تطالب بالوحدة الوطنية في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على الدولة السورية.
وأكد الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، يوم الأربعاء، أن “إسرائيل” لا تحمي أبناء الطائفة فيمحافظة السويداء جنوبي سوريا، وحذر ممن سماهم “ضعفاء النفوس”، في تصريحات أدلى بها في اتصال هاتفي مع التلفزيون السوري الرسمي، حيث قال إن “إسرائيل لا تحمي الدروز في السويداء، بل تستخدم بعضا من ضعاف العقول للقول إنها تحميهم”.