إبراهيم تلِوى: الأبناء يعيشون اليوم في زمن القناعات فيه متغيّرة و القيم متضاربة والآباء محتاجون للشجاعة
أكد الخبير التربوي إبراهيم تلوى أن دراسة التاريخ مهمة في موضوع التربية، وأن مسألة التربية بين الماضي والحاضر متعلقة بالرؤية الذهنية للزمن، حيث يعيش الأبناء اليوم في زمن فيه قناعات متغيرة وقيم متضاربة.
وأضاف تلِوى في محاضرة ألقاها مساء أمس الخميس 15 يونيو 2023، نظمها قسم الدعوة والعمل الثقافي لحركة التوحيد والإصلاح، أن هناك تقسيمات خاصة للأجيال، فجيل الطفرة جاء بعد الحرب العالمية الثانية، حيث عرفت تلك الفترة طفرة في الولادات واستقرار للعالم ووقع انفجار سكاني، تلاه جيل (X) من الخمسينات إلى السبعينات كان جيل النضال وحضور للمجتمع المدني، وعرفت تلك الفترة ظهور حركات راديكالية إسلامية ويسارية، وكانت الأسرة في هذه المرحلة مقدسة تميزت بالأسرة الممتدة، وخلالها بدأت الهجرة من البادية للمدينة، ثم جيل الألفية وهم مواليد الثمانينات وأواخر التسعينات، هذا الجيل تزامن مع ظهور الانترنيت والذي قلب العالم رأس على عقب إيجابيا وسلبيا.
أما الجيل الحالي من التسعينات إلى منتصف الألفية الثانية، أو ما يسمى جيل (Z)، فهو أول جيل يستخدم الأنترنيت منذ الطفولة، جيل يحترف التكنولوجيا، ولا يتصور يومه بدون هاتف ولا لوحة الكترونية، وبالتالي لا بد له من اتقان هذه الوسائل التكنولوجية.
جيل تُبنى الهوية عنده بشكل اختياري، خلاف الأجيال السابقة حيث كانت مسائل الهوية مقدسة، وهو جيل أقل عنصرية تجاه العرق أو الجنس أو الدين أو الشكل، جيل ليس لديه قدوات كثيرة، فقد يكون لمؤثر تافه متابعين وآخر يقدم محتوى جيد وليس له متابعون، كما أن لديه رغبة أقل في التواصل المباشر، ويتجنب كل ما هو جمهرة، لديه ضعف الشعور للانتماء بالعائلة فلديه آلاف من الأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي والمتابعين لصفحاته. منبها إلى التراجع في الصحة النفسية والجسدية عند أبنائنا خاصة بعد كورونا، وضرورة العناية بها وخاصة الابتعاد عن الأكل المصنع.
واعتبر رئيس مؤسسة السلام للإنماء الاجتماعي أن المسؤولية قناعة وممارسة ونمط حياة، ثم فصل في مكونات الذات التربوية التي يجب أن تكون عند الآباء وهي خمسة :
- المكون الأول القدرة على إدارة الذات والجسد
- المكون الثاني أرشيفك الحياتي ومهاراتك
- المكون الثالث قدراتك التواصلية والتفاعلية
- المكون الرابع طريقة إدارتك لانفعالاتك
- المكون الخامس والذي يجمع ما سبق هو صلاحُك.
وأشار المتحدث إلى أن الآباء اليوم يحتاجون للشجاعة لمنع التدخل للإنقاذ حتى يتم إنضاج أفعال الأبناء، وإعطاء مساحة من الحرية والاستقلالية ليتدربوا على المسؤولية، ثم الشجاعة للتركيز على الإيجابيات والغض عن السلبيات، مضيفا أن على الآباء الاقتراب من أبنائهم أكثر فأكثر دون الذوبان فيهم، فمن يعيشون من أجلهم يستغرقون وقتا سلبيا معهم ويعيشون غير مستمتعين بسبب الضغوط، قلقين متوترين، أبناؤهم لا يعرفون حقيقة مشاعرهم ويعطون إشارات ورسائل تدل على ضعف الثقة بهم، ثم يتدخلون بالحماية أو التسلط تجاه أبنائهم.
وختم تلِوى محاضرته بـ 10 علامات تدل على حب الأبناء للأب والأم وهي: أن يكون مَثلك الأعلى وصديقك الحميم، مهتم برأيك في أعماله وسلوكه، يفرح لقدومك ويحزن لغيابك، يسيئه ما يسيئك، يحرص أن يكون دوما بقربك، يشعر أنك تحبه أكثر، يحب اللعب معك، يحرص على أن يكلمك ويعطيك رأيه، ويفرح بعنايتك واهتمامك به.
موقع الإصلاح