“تقليص الفجوات” مخطط صهيوني لتسريع تهويد القدس والسيطرة على الأقصى
منذ مطلع هذا العام، كثفت سلطات الاحتلال الصهيوني، وأذرعها الاستيطانية هجماتها التهويدية الشرسة في مدينة القدس المحتلة، بهدف فرض أمر واقع جديد، يغير طابع المدينة وهويتها الحضارية العربية الإسلامية، ويشوه آثارها وتاريخها العريق، ضمن مساعيها لحسم أمر القدس عاصمة موحدة لدولة الاحتلال.
وشرعت سلطات الاحتلال مؤخرا عن طريق وزارة قضائها في تهويد مساحات واسعة (تبلغ 350 دونماً) من الأراضي في مدينة القدس المحتلة، وتسجيل ملكية مناطق واسعة في المدينة المحتلة، تشمل مساحات في محيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى، باسم أشخاص يهود، باستخدام ميزانية مخصصة لـ”تقليص الفجوات وتحسين نوعية حياة الفلسطينيين في القدس”.
و كشف الباحث المقدسي، فخري أبو دياب، عن “مخطط مرعب” بدأت سلطات الاحتلال بتنفيذه، لتهويد مدينة القدس والسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى المبارك، وأوضح في تصريحات صحفية أن الاحتلال يعمل على زرع أكثر من 25 ألف مستوطن في محيط المسجد الأقصى، وفي البلدة القديمة، وخاصة سلوان، بحلول عام 2030، بهدف إزالة خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، وإحلال المستوطنين بدلا منهم؛ تمهيدا للانقضاض عليه.
وأشار الباحث إلى أن المشروع التهويدي يبدأ من الشيخ جراح شمال القدس إلى سلوان جنوب الأقصى على مساحة 17500دونم، ويعمل الاحتلال على توسيع هاته المساحة لتتجاوز 26500 دونم من أراضي البلدة القديمة ومحيطها، بعد أن أضاف جبل الزيتون والمشارف والثوري ووصولاً إلى جبل المكبر.
وتأتي هاته الخطوات الاحتلالية في إطار مشروع “الحوض المقدس”، الذي يتضمن تصفية أكثر من 35% من المعالم الإسلامية والمسيحية في القدس؛ لصياغة تاريخ جديد يتوافق مع الروايات التلمودية، والذي يعتبر من أخطر المشاريع التي تهدف لخنق المسجد الأقصى، وإبعاد المقدسيين عنه.
ويُسخر الاحتلال كل إمكاناته لتغيير الوجه التاريخي والحضاري في القدس، منذ احتلالها في 67، حيث بدأ فعليا في تنفيذ هذا المخطط، حيث رست عطاءات المشروع التهويدي على 22 مؤسسة صهيونية وأجنبية لتنفيذه.
وفي إطار تتزايد الحفريات أسفل المسجد الأقصى، وسبق أن أعلن الاحتلال عن تسوية منطقة القصور الأموية، وتسجيلها بملكية الدولة، كما يحدث في وادي الربابة والصوانة وسفوح جبل الزيتون.
ويعمل الاحتلال جاهدا لتصميم واقع جديد في القدس المحتلة، يترجم فيه مخططات التهويد التي رافقت المشروع الصهيوني من عام 1948 واحتلال المدينة عام 1967 لخطوات عملية، خاصة وأنه يضع القدس المحتلة في بؤرة الصراع.
موقع الإصلاح