تقرير: موجات الحرارة ستؤثر على جميع أطفال العالم على امتداد العقود الثلاثة المقبلة
كشفت اليونيسف، النقاب عن أن درجات الحرارة آخذة في الارتفاع وكذلك تأثيراتها على الأطفال. ويعيش 1 من كل 3 أطفال في العالم حاليا في بلدان تواجه درجات حرارة مرتفعة بشدة، كما يتعرض زهاء 1 من كل 4 أطفال لتواتر مرتفع لموجات الحر، وتحذر الوكالة الأممية من أن الأمر سيزداد سوءا.
وفي التقرير الذي نقله موقع الأمم المتحدة الرسمي، سيتأثر المزيد من الأطفال بموجات حر أطول مدة وأعلى حرارة وأكثر تواتراً على امتداد السنوات الثلاثين المقبلة، مما يهدد صحتهم وعافيتهم. لذلك تنبّه اليونيسف إلى وجوب القيام بإجراءات عاجلة لزيادة التمويل للتكيف، من أجل حماية الأطفال والمجتمعات المحلية المستضعفة من موجات الحر المتفاقمة والصدمات المناخية الأخرى.
وفي هذه السنة التي تجاوزت فيها موجات الحر في نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي الأرقام القياسية، يعزز تقرير “السنة الأكثر برودة لبقية حياتهم: حماية الأطفال من التأثيرات المتصاعدة لموجات الحر” الأدلة حول التأثير واسع النطاق الذي تتسبب به موجات الحر حاليا على الأطفال.
فوفقا للبحث الجديد الذي أجرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، يواجه 559 مليون طفل حاليا تواترا مرتفعا لموجات الحر، وثمة 624 مليون طفل إضافيين يتعرضون لواحد من مقاييس الحرارة المرتفعة الثلاثة الأخرى — طول مدة موجات الحر، أو الشدة العالية لموجات الحر، أو درجات الحرارة المرتفعة بشدة.
ويقدّر التقرير أنه بحلول عام 2050، من المتوقع أن يتعرض جميع أطفال العالم تقريبا الذين سيبلغ عددهم 2.02 مليار طفل لتواتر مرتفع لموجات الحر، بصرف النظر عما إذا كان العالم سيتبع “سيناريو الانبعاثات المنخفضة لغازات الدفيئة” إذ يرتفع معدل درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.7 درجة مئوية بحلول عام 2050، أو يتبع “سيناريو الانبعاثات الكبيرة جدا لغازات الدفيئة” إذ يرتفع معدل درجات الحرارة العالمية بمقدار 2.4 درجة مئوية بحلول عام 2050.
وجد التقرير أن موجات الحر طويلة المدة تؤثر حاليا على 538 مليون طفل، أو 23 في المائة من أطفال العالم.
وسيواجه ملايين الأطفال الإضافيين موجات حر عالية الشدة ودرجات حرارة مرتفعة بشدة، وذلك اعتمادا على مقدار الاحترار العالمي الذي سنبلغه. وسيواجه الأطفال في المناطق الشمالية، وخصوصا أوروبا، الزيادة الأكبر في الشدة العالية لموجات الحر، وبحلول عام 2050 سيواجه حوالي نصف الأطفال في أفريقيا وآسيا تعرضا مستمرا لدرجات حرارة مرتفعة بشدة.
وفي الوقت الحالي، يندرج 23 بلدا ضمن الفئة الأعلى لتعرض الأطفال لدرجات الحرارة المرتفعة بشدة، وسيزداد هذا العدد إلى 33 بلدا بحلول عام 2050 بموجب “سيناريو الانبعاثات المنخفضة لغازات الدفيئة” وإلى 36 بلدا بموجب “سيناريو الانبعاثات الكبيرة جدا لغازات الدفيئة” – ومن بين البلدان التي يُتوقع أن تظل ضمن هذه الفئة الأعلى بموجب أي سيناريو: بوركينا فاسو، وتشاد، ومالي، والنيجر، والسودان، والعراق، والمملكة العربية السعودية، والهند، وباكستان.
أعِدّ هذا التقرير بالتعاون مع “الهيئة التعاونية للبيانات المعنية بالأطفال” وأُطلق ضمن شراكة مع سفيرة اليونيسف للنوايا الحسنة والناشطة في مجال المناخ، فانيسا ناكاتي، وحركة انهضوا (Rise Up Movement) التي تتخذ من أفريقيا مقرا لها.
وتؤكد نتائج التقرير على الحاجة الملحة لتكييف الخدمات التي يعتمد عليها الأطفال وتقدّم أيضا حجة بشأن الحاجة إلى مواصلة إجراءات الحد من تأثيرات تغير المناخ لمنع التأثيرات الأسوأ للمقاييس الأخرى لارتفاع درجات الحرارة.