تقرير: تصاعد اقتحامات الأقصى وإقامة الطقوس العلنية للمستوطنين خلال عام 2022
قالت مؤسسة القدس الدولية، إن اقتحامات المسجد الأقصى مازالت مستمرة بشكل شبه يومي بحماية قوات الاحتلا الصهيوني، وتشهد هذه الاقتحامات صلوات يهودية علنية في ساحات الأقصى الشرقية لأول مرة خلال سنة 2022.
وأضافت المؤسسة في تقريرها الأسبوعي حول القدس، أن مصادر عبرية كشفت أن منظمة متطرفة تقوم ببيع حجارة الأقصى على هيئة مجوهرات، فيما تتابع سلطات الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم. وقبيل حلول عيد “الحانوكاه/الأنوار” اليهودي، نصبت أذرع الاحتلال شمعدانا ضخما في ساحة حائط البراق المحتل، فيما تصاعدت أعداد المقتحمين مع أداء الطقوس اليهودية العلنية.
وشهد عام 2022 عدوانا وتهويدا صهيونيا غير مسبوق لمقدسات مدينة القدس المحتلة وتعزيز للاستيطان، وفق مخطط حكومة الاحتلال ودعم وتنفيذ جمعيات يهودية متطرفة.
وأشار تقرير للمركز الفلسطيني للإعلام إلى أن مدينة القدس والمسجد الأقصى، لم تعتد هذا النوع المكثف من الاقتحامات المتكررة التي تجري تحت حماية الشرطة الصهيونية، التي تمول حكومتها أنشطة جمعيات الاستيطان والتطرّف الصهيوني، ومن المرجح أن هناك شيء رسمي من الحكومة يعزز أنشطة الاقتحامات والتهويد للجمعيات المتطرفة لأن ما يتكرر لا يتم إلا وفق إجراءات رسمية.
وذكر التقرير أن كل جمعيات المتطرفين اليهود تقدم حوافز لتشجيع الاقتحامات المتكررة للمسجد والقدس المحتلة، ويعلنون تقديم مكافآت لكل مشارك في الاقتحامات، كما أن جمعيات الاستيطان والتهويد تتلقى دعم حكومي وتقدم بدورها حوافز ودعم للمقتحمين من خلال إشراك مؤسسات “إسرائيلية” خاصة وأفراد وشخصيات متطرفة مشهورة يسهلون الاقتحامات بتعزيز الدعم اللوجستي وتأمين المواصلات.
ونبه التقرير إلى أن وزراء وضباط كبار في جيش وأمن وشرطة الاحتلال يخطبون ودّ قادة الجمعيات المتطرفة قائدة الاقتحامات والتهويد ويدعمون الاستيطان وفق خطة اليمين المتطرف التي توغلت بقوة وهيمنت على القرار في “الكنيست” وائتلاف الحكومات الصهيونية.
وأوضح التقريرذاته إلى أن الحكومة تستخدم تلك الجمعيات كغطاء وتبرر حقها في طقوس العبادة والتهويد بكل الأعياد والمناسبات اليهودية خاصة مسألة جبل الهيكل المزعوم، وتعد الجمعيات المتطرفة وجمعيات الاستيطان والتهويد جزء أساسي من منظومة سياسية وعسكرية وأمنية تتلقى دعم منظم وحماية كاملة.
وسلط التقرير الضوء على تطور في ممارسة طقوس توراتية وتلمودية دينية بشكل علني نوعت فيه ما بين الصلوات وتقديم القرابين والنفخ في البوق مؤذنّة باقتراب حلم إقامة الهيكل المزعوم، حيث نشرت وسائل محلية وعربية صورا صادمة لطقوس دينية وتلمودية يهودية تجري للمرة الأولى في الحرم القدسي علاوة على صورة شبه عارية لنساء صهيونيات تظهر خلفهن قبّة الصخرة والحرم القدسي، بالإضافة إلى أن مشهد التهويد بدأ يُظهر لباس الكهنة الأبيض الذي يرتدوه في باحات الأقصى بينما النفخ في البوق يجري للمرة الأولى منذ احتلال القدس عام 67 وهو إشارة لانتهاء حقبة وبدء حقبة جديدة في العقيدة اليهودية.
ويضيف التقرير أن المصلين اليهود يستلقون في باحات الأقصى في طقس السجود الملحمي ويمد أحدهم ذراعيه وهذا يعني أن تلك أرض وصخور من الهيكل الزعوم، كما لم يكتف الاحتلال ومتطرفوه بالحديث في عام 2022 عن تقسيم زماني ومكاني على غرار ما جرى في الحرم الإبراهيمي بالخليل، بل بدأوا يتحدثوا أن أرض الحرم القدسي جزء من الهيكل مبررين ممارسات الصلوات والسجود الملحمي فوق أرضه.
ويتعمّد الاحتلال الصهيوني تنظيم وحماية الاقتحامات الصهيونية بالدخول من باب المغاربة والخروج من باب السلسلة والرحمة لإقامة أماكن للعبادة اليهودية في قابل الأيام في تلك المنطقة تحديدا، وكانت لجنة تحقيق أممية أثبتت عام 1930م بعد ثورة البراق أن مرافق المسجد الأقصى كاملة هي مقدسات وآثار إسلامية خالصة لكن المخطط الصهيوني المتصاعد الآن يكثف سرقة الهوية والتراث الإسلامي.
وقد ساهم تصدي المرابطين في الأقصى عام 2022 في إفشال جزء مهم من مخطط التهويد وإقامة الهيكل، لكن الحالة هناك تستلزم ثورة شعبية يشارك فيها كامل أبناء فلسطين التاريخية حتى تمتد للدول العربية والإسلامية وإثارة الرأي العام الدولي ضد مخطط الاحتلال.