تقرير إسباني يكشف تصاعد خطاب الكراهية ضد المهاجرين المغاربيين

كشف تقرير صادر عن المرصد الإسباني للعنصرية وكراهية الأجانب التابع لوزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة، عن تسجيل أكثر من 54 ألف محتوى يتضمن خطاب كراهية على شبكات التواصل الاجتماعي خلال شهر يونيو 2025.
وأكد التقرير الارتفاع الحاد في نسبة الرسائل العدائية الموجهة ضد الأشخاص المنحدرين من شمال إفريقيا، والتي بلغت 81 في المائة من مجموع الخطابات المبلغ عنها في يونيو بعد أن كانت 69 في المائة في ماي، و57 في المائة فقط في مارس.
وتزامن هذا التصاعد في الكراهية الرقمية مع أحداث سياسية ورياضية شهدتها إسبانيا، من بينها أعمال شغب أعقبت نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، واعتقال شرطي في توريخون على خلفية وفاة مواطن مغربي، حيث لعبت هذه الأحداث، بحسب التقرير، دورا في تأجيج الخطابات العدائية، التي استغلتها جهات متطرفة لبث الكراهية اتجاه المهاجرين المغاربيين.
البيانات كشفت أيضا عن توجه منهجي في استهداف فئات معينة، إذ أصبح سكان شمال إفريقيا الهدف الأبرز؛ في حين تراجع استهداف فئات أخرى، مثل القاصرين غير المصحوبين بذويهم أو المسلمين.
ولا يُعد هذا التراجع مؤشرا على تحسن في مناخ النقاش الرقمي، بل يشير إلى تركيز العداء على فئة واحدة بشكل أكثر حدة.
ورغم خطورة هذه المؤشرات، لم تتجاوز نسبة المحتويات التي حذفتها منصات التواصل الاجتماعي 29% من إجمالي الرسائل المبلغ عنها، مع تفاوت كبير بين المنصات، إذ حذفت تيك توك 92% من المحتويات المبلغ عنها، مقابل 40% فيسبوك، 23% إنستغرام، و5% فقط يوتيوب، في حين لم تحذف منصة X سوى 9%.
وقد وثق التقرير تطورا مقلقا في أشكال خطاب الكراهية، من اللغة المباشرة إلى استخدام صور رمزية ومحتوى بصري مولّد بالذكاء الاصطناعي، ما يعقّد عملية الكشف عنه ويزيد من سرعة انتشاره.
وجاء التقرير في وقتٍ شهدت فيه بلدة “توري باتشيكو” بإقليم موريسيا جنوب إسبانيا موجة من الاعتداءات العنيفة، شنّتها مجموعات من اليمين المتطرف ضد المهاجرين، خصوصًا أبناء الجالية المغربية يومي السبت والأحد 12 و13 يوليوز 2025.
ولا تزال قضية مقتل الشاب المغربي عبد الرحيم أكوح البالغ من العمر 35 سنة، تثير صدى واسعا في الأوساط الحقوقية والإعلامية بإسبانيا والمغرب، وذلك بعد مصرعه يوم الثلاثاء 17 يونيو 2025 إثر تعرضه للخنق من طرف شرطي بلدي إسباني كان خارج أوقات عمله، بضاحية Torrejón de Ardoz الواقعة شرق العاصمة مدريد.
وحسب شهود عيان، قام شرطي بلدي رفقة زميله السابق المتقاعد، بمطاردة عبد الرحيم ثم طرحه أرضا مستعملا تقنية “الخنق الخلفي” المعروفة باسم La Mataleón، وهي حركة قتالية خطيرة تحظرها عدة هيئات أمنية بسبب آثارها المميتة.
ورغم صراخ المارة وتوسلاتهم للشرطي بالتوقف عن الضغط على عنق الضحية، إلا أن هذا الأخير واصل خنقه، مرددا عبارة “اتصلوا بالشرطة”، قبل أن يفقد الضحية وعيه ويسقط مغشيا عليه.
وحين وصلت سيارة الإسعاف إلى مكان الحادث، حاولت الطواقم الطبية إنعاش عبد الرحيم باستعمال التنفس الاصطناعي وجهاز الصدمات، لكنه كان قد دخل بالفعل في حالة توقف قلبي تنفسي، وتوفي بعد دقائق من وصوله إلى الرعاية الطارئة.
وسياسيا، استغل حزب “فوكس” الإسباني اليميني المتطرف هذه الإشاعة لتأجيج الكراهية، مما أدى إلى تدفق متطرفين من مدن أخرى لتنفيذ اعتداءات عنيفة على المهاجرين، وسط اتهامات بنشر التحريض والكراهية عبر شبكات التواصل.
وكالات