تقرير أممي يتوقع ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة الأعوام المقبلة
حذرت الأمم المتحدة أمس الأربعاء من أن الأعوام الأربعة المقبلة ستكون أكثر فترة حارة تشهدها الأرض، في ظل التأثير المشترك لغازات الدفيئة، وظاهرة “إل نينيو” المناخية التي تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة.
ونبهت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن الحرارة العالمية، ستتجاوز قريبا الهدف الأكثر طموحا لاتفاق باريس حول المناخ، واحتمال بنسبة 98% أن تكون واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة التي بأكملها ستكون الأكثر دفئا على الإطلاق.
وتصل نسبة احتمال أن يتجاوز المتوسط العالمي السنوي لحرارة سطح الأرض بـ1.5 درجة مئوية -المستوى المسجل ما قبل الثورة الصناعية- خلال واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة 66% بحسب المنظمة.
وينص اتفاق باريس حول المناخ المبرم عام 2015 على عمل البلدان الموقعة لحصر الاحترار المناخي بدرجتين مئويتين كحد أقصى مقارنة بمعدلات ما قبل الثورة الصناعية في منتصف القرن التاسع عشر، وبـ1.5 درجة مئوية إذا أمكن.
وتابعت المنظمة “من المتوقع أن تتطور ظاهرة (إل نينيو) في الأشهر المقبلة إلى جانب التغير المناخي الذي يتسبب به الإنسان، وسترفع هذه الظاهرة درجات الحرارة العالمية إلى مستويات غير مسبوقة”، وشدّدت على ضرورة الاستعداد لأن تداعيات ذلك “على الصحة والأمن الغذائي وإدارة المياه والبيئة ستكون كبيرة”.
وإل نينيو ظاهرة مناخية طبيعية تترافق عمومًا مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة في الجفاف في بعض أنحاء العالم وأمطار غزيرة في مناطق أخرى، وحدثت هذه الظاهرة آخر مرة في 2018-2019 وحلت مكانها جولة طويلة من ظاهرة إل نينيا التي تسبب آثارًا عكسية، خصوصًا انخفاض درجات الحرارة. ورغم هذا التأثير المعتدل، كانت السنوات الثماني الماضية الأكثر حرًّا على الإطلاق، ومن دون ظاهرة إل نينيا، كان احترار المناخ ليكون أسوأ.
وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية قدرت في مطلع ماي الجاري أن هناك احتمالًا بنسبة 60% لتشكل ظاهرة إل نينيو بحلول نهاية يوليو وبنسبة 80% بحلول نهاية شتنبر. وتظهر آثار إل نينيو على درجات الحرارة في العام التالي لتشكل هذه الظاهرة المناخية، ومن المحتمل أن يكون تأثيرها محسوسا بشكل أكبر في عام 2024، وفق المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.