تظاهرة حاشدة بباريس تندد بتزايد الإسلاموفوبيا في فرنسا

احتشد آلاف المتظاهرين أمس الأحد 11 ماي 2025 في ساحة الباستيل الشهيرة بالعاصمة الفرنسية باريس. ولى المحتجون  لدعوة وجّهتها منظمات وشخصيات عدة، للتنديد بـ”تزايد الإسلاموفوبيا في فرنسا”، ولتكريم أبي بكر سيسيه، الشاب المالي الذي قُتل بوحشية داخل مسجد في جنوب فرنسا.

وأكد المتظاهرون على الضرورة الملحة لجعل محاربة الإسلاموفوبيا جزءا لا يتجزأ من أي سياسة مناهضة للعنصرية تنتهجها الدولة، ومركزا لأي جهد يهدف إلى التصدي لما وصفوه بـ”المد الفاشي” الذي يجتاح فرنسا ودولا أوروبية أخرى.

وتأتي هاته التظاهرة على خلفية حادثة الطعن المروعة التي تعرض لها أبو بكر سيسيه الشهر الماضي في مسجد في جنوب فرنسا، حيث أقدم مهاجم على طعنه عشرات المرات وتصويره وهو يردد شتائم ضد الإسلام.

ورفعت خلال التظاهرة أعلام فرنسية وفلسطينية، وهتف مشاركون فيها: “لا لا للإسلاموفوبيا”، كما رفعوا شعارات ولافتات منددة بوزير الداخلية، كتب على إحداها: “نحن هنا حتى وإن لم يشأ (برونو) ريتايو”.

وأعرب المتظاهرون عن قلقهم العميق مما اعتبروه فشلا من قبل السلطات الفرنسية في التصدي الفعال لظاهرة معاداة الإسلام والمسلمين، محذرين من أن هذا التقاعس من شأنه أن يوفر أرضية خصبة لارتكاب المزيد من الجرائم التي تستهدف المسلمين وأماكن عبادتهم.

وطالب المحتجون بإلغاء ما وصفوها بـ”قوانين تغذي العداء للإسلام والمسلمين في فرنسا”، وعلى رأسها قانون “مناهضة النزعة الانفصالية”. واعتبر المتظاهرون أن الجرائم المرتكبة بحق المسلمين في فرنسا لم تكن لتحدث لولا وجود تشريعات تستهدفهم بالإقصاء منذ عقدين من الزمن، ناجمة عن انحرافات في تطبيق النظام العلماني للبلاد.

كما استنكر المتظاهرون بشدة حل الجمعيات المناهضة للإسلاموفوبيا في البلاد، ونددوا باستمرار بعض وسائل الإعلام في تشويه صورة الإسلام والمسلمين لتحقيق غايات سياسية وأيديولوجية.

وتأتي هذه التظاهرة في ظل أرقام رسمية مقلقة، حيث شهدت الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري تزايدا بنسبة 72% في الأعمال العدائية تجاه المسلمين مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، مع تسجيل 79 حالة وفقا لإحصاءات وزارة الداخلية الفرنسية.

وكالات

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى