تصريحات مسؤولين صهاينة تكشف نواياهم التوسعية
صرّح وزير المالية “الإسرائيلي” اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، أمس الأحد 29 دجنبر 2024، بأن تعزيز المشاريع الزراعية في الضفة الغربية المحتلة، يمثل هدفا إستراتيجيا لمحو الخط الأخضر، والذي يرمز إلى حدود 1967.
جاء ذلك خلال زيارته إحدى البؤر الاستيطانية، مضيفا أن مزارع الضفة الغربية تعتبر هدفا إستراتيجيا للمحافظة على الأرض ومنع الاستيلاء عليها، مؤكدا أن المشاريع الزراعية تعد وسيلة لمنع الفلسطينيين من توسيع سيطرتهم غير القانونية على الأراضي.
ومنذ العام الماضي برزت بشكل خطير مجموعات “الاستيطان الزراعي والرعوي” إثر تزايد أعداد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس ومحيطها، وهو وسيلة للسطو على مساحات واسعة من أراضي المواطنين الفلسطينيين.
ويعد الاستيطان الرعوي أو الزراعي وجها جديدا لعمليات تهويد الأراضي الفلسطينية، حيث يستولي المستوطنون على أي أرض فلسطينية بقطيع من الأغنام أو الأبقار تقع عينه عليها وكأنه صاحبها أو وارثها، ثم ما يلبث أن ينصب خيمة فوقها أو يحيطها بشبك محاولا السيطرة عليها، وكل ذلك يحدث تحت حماية من جيش الاحتلال وعلى من مرأى منه.
ويعتبر المتطرف سموتريتش أن الضفة الغربية بما فيها شرقي القدس المحتلة، جزء من دولة الاحتلال ولا يُخفي معارضته الشديدة لحل الدولتين. وكان تعهد بالسيطرة الكاملة على الضفة الغربية خلال عام 2025، تحت مسمى خطة “فرض السيادة الإسرائيلية”.
وفي 12 نونبر الماضي، قالت هيئة البث “الإسرائيلية” الرسمية إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يعتزم إدراج قضية ضم الضفة ضمن جدول أعمال حكومته، بعد تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهامه في يناير المقبل.
والأسبوع الماضي، كشفت منظمة “السلام الآن” الإسرائيلية المعارضة للاستيطان بالأراضي الفلسطينية المحتلة، أن مستوطنين إسرائيليين أقاموا خلال العام الجاري 7 بؤر استيطانية في المنطقة “ب” الخاضعة للسيطرة المدنية الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة.
وفي سياق متصل، كتب وزير الاتصالات “الإسرائيلي” شلومو كرعي في تدوينة على منصة “إكس” أمس الأحد، مقتبسا مقولات دينية، إن “مستقبل أبواب القدس التي تنير دربنا هو أن تصل حتى أبواب دمشق”.
وأضاف كرعي بعد مشاركته مستوطنين متطرفين باقتحام باحات المسجد الأقصى أنه “قام بأداء الصلاة في أنفاق ساحة ما سماه حائط المبكى (في إشارة إلى حائط البراق)، وقام بالصلاة لعودة كل المحتجزين”.
من جهتها، استنكرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، تصريحات وزير الاتصالات المتطرف شلومو كرعي حول تطلعات الاحتلال للوصول إلى أبواب العاصمة السورية دمشق، معتبرة أنها تعبر عن نية كيانه العدوانية تجاه المنطقة وشعوبها، داعية الأمة العربية والإسلامية التوحّد لمواجهة مخططات الاحتلال.
وشددت الحركة في تصريح صحفي على أن اقتحام الإرهابي كرعي لباحات المسجد الأقصى المبارك مع العشرات من المستوطنين المتطرفين، تحت حماية الشرطة “الإسرائيلية”، وإطلاقه تصريحات تؤكّد تطلعات كيانه المارق للوصول إلى أبواب دمشق؛ هو تأكيد لنيّات هذا الكيان الاستعمارية ومطامعه تجاه الأراضي العربية، والتي يترجمها عدوانه المتواصل على بلدان وشعوب المنطقة.
وصباح يومه الإثنين 30 دجنبر، اقتحم مستوطنون متطرفون المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، بحماية مشددة شرطة الاحتلال “الإسرائيلي” في اليوم الخامس لما يسمى عيد “الحانوكاة- الأنوار” اليهودي، فيما تتواصل الدعوات المقدسية لتكثيف الحشد والتواجد الواسع في المسجد الأقصى والقدس، للتصدي لمخططات المستوطنين واعتداءاتهم المتواصلة على المسجد.
وكالات