تصاعد التضامن الدولي مع سفينة الحرية “مادلين”

بعد احتجاز الاحتلال الإسرائيلي لسفينة “مادلين” الإنسانية أمس الإثنين 09 يونيو 2025 واقتيادها إلى ميناء أسدود “الإسرائيلي” لمنع بلوغها غزة. تصاعدت موجات التضامن في العالم خاصة من قبل عدد من المنظمات الدولية، وقيام مظاهرات في عدد من الدول الأوربية.

وكانت سفينة مادلين  أبحرت من صقلية الأحد الماضي متجهة إلى القطاع المحاصر. ورافقت زوارق تابعة للبحرية كيان الاحتلال نحو 18 ساعة خلال اقتيادها السفينة التي كانت تقل مساعدات لسكان قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار “الإسرائيلي” المفروض عليها

ودعت منظمات حقوقية إلى دعم ومساندة سفينة الحرية “مادلين” وإرسال مزيد منها، ودعم المسيرة الراجلة إلى رفح لإنجاح مهمتهم في كسر الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة.

جاء ذلك في بيان عاجل حمل توقيع عدد من المنظمات الحقوقية العربية والدولية من بينهم الحركة الدولية لحقوق الإنسان والشعوب ومركز عمان لدراسات حقوق الإنسان ومركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية شمس/فلسطين.

كما دعت الهيئات الحقوقية إلى دعم وتشجيع إرسال مزيد من القوافل البحرية والبرية لكسر الحصار المفروض على القطاع، وإلى تصعيد حملات الضغط الشعبي والدبلوماسي في العواصم العالمية وفي المؤسسات الأممية من أجل إنهاء الحصار فورًا ووقف العدوان، وتحقيق العدالة لضحايا الإبادة الجماعية في غزة.

وجددت المنظمات الموقعة على البيان إدانتها الشديدة لاستمرار العجز والتقاعس الدولي عن وقف جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطينيين في قطاع غزة، والذي تجلى قبل أيام معدودة في عجز مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ قرار بوقف الحرب العدوانية على غزة جراء الفيتو الأمريكي الثامن والخمسين الذي استخدم ضد حقوق الشعب الفلسطيني وحماية لدولة الاحتلال والفصل العنصري منذ عام 1947،

كما أعادت التأكيد على مسؤولية المجتمع الدولي والمنظمات الدولية على التدخل الجبري والإنساني لحماية قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولية لحقوق الإنسان، وإنفاذ تدابير محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية،

ودعت المنظمات الحقوقية زعماء الدول الحرة وشعوب العالم والمنظمات الدولية والإقليمية لتصعيد التحركات الرسمية والشعبية لوقف العدوان الإسرائيلي وجرائم الحرب والإبادة الجماعية والتهجير والحصار والتجويع وضمان فتح ممرات آمنة لتدفق المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية، وتفعيل مسارات المحاسبة والمقاطعة وفرض العقوبات على دولة الاحتلال والفصل العنصري.

وشددت المنظمات الموقعة على أن استمرار الحصار الإجرامي المفروض على قطاع غزة، ومنع تدفق المساعدات الإنسانية، يشكّل جريمة تعذيب جماعي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين، ويندرج ضمن انتهاكات صارخة للمادة (33) من اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر العقاب الجماعي. كما أن عرقلة وصول الغذاء والدواء تعد انتهاكاً واضحاً لقرار مجلس الأمن رقم (2417)، الذي يُدين تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب.

وطالبت المنظمات بضرورة التحرك العاجل من قبل مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء، ومقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الصحة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، لممارسة كافة الضغوط القانونية والدبلوماسية لضمان رفع الحصار فوراً، وإيصال المساعدات إلى مستحقيها، ومساءلة سلطات الاحتلال أمام المحافل الدولية المختصة. مشيرة إلى أن كل يوم يمر تحت هذا الحصار القاتل يعني المزيد من الأرواح التي تُزهق، والمزيد من المعاناة الإنسانية التي لا يمكن السكوت عنها.

مظاهرات تضامنية مع “مادلين”

شهدت عدة مدن فرنسية أمس الاثنين وقفات احتجاجية ومظاهرات تنديدا باحتجاز قوات الاحتلال الإسرائيلية نشطاء كانوا على متن سفينة “مادلين” التي كانت في طريقها لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.

وبدعوة من حزب “فرنسا الأبية” اليساري، تجمع مناصرو القضية الفلسطينية مساء أمس في ساحة الجمهورية استجابة لدعوات التضامن والدعم التي تم إطلاقها عبر منصات التواصل الاجتماعي.

كما شهدت هذه الساحة تجمعا مماثلا الأحد الماضي، شارك فيه المئات بعد ساعات قليلة من احتجاز النشطاء على متن السفينة “مادلين”.

وندد متظاهرون في العاصمة الألمانية برلين بإقدام الاحتلال الإسرائيلي على اختطاف سفينة “مادلين” أثناء محاولتها كسر الحصار عن قطاع غزة وإيصال المساعدات إلى أهلها.

وحمل المتظاهرون صور كاريكاتيرية تعبيرية للسفينة “مادلين” وعدد من النشطاء الأوربيين واللاتينيين المشاركين فيها، رافعين في نفس الوقت الأعلام الفلسطينية تضامنا مع الشعب الفلسطيني ضد حرب الإبادة الجماعية خاصة في قطاع غزة.

كما شهدت العاصمة الإيطالية روما ومدينة ميلانو أمس الإثنين، وقفات احتجاجية غاضبة تنديدا باختطاف الجيش الإسرائيلي لسفينة “مادلين”، التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة لإيصال مساعدات إنسانية.

وفي ساحة “البانثيون” التاريخية وسط روما، تجمّع مئات المتظاهرين رافعين أعلام فلسطين ولافتات تُندد بالهجوم على السفينة، مطالبين بالإفراج الفوري عن 12 ناشطا تم احتجازهم من على متنها.

ورفع المحتجون لافتات كتب عليها “أوقفوا الإبادة”، “لا لإرسال السلاح إلى إسرائيل”، “ارفعوا أيديكم عن أسطول الحرية”، و”إسرائيل دولة إرهابية”، وسط شعارات تدعوا لوقف الإبادة الجماعية في غزة وتطالب بالحرية لفلسطين.

ويشاهد العالم إبادة جماعية غير مسبوقة في تاريخ الإنسانية تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة لليوم 607 للعدوان، من قتل الأطفال والنساء واستهداف المدنيين وارتكاب المجازر الجماعية بحق العائلات الفلسطينية وتدمير مراكز الإيواء والمنازل فوق رؤوسهم.

ووصلت حصيلة الشهداء أكثر 53 ألف شهيدا، وقرابة ال 100ألف جريحا، وتدمير أكثر من 80% من المباني وتهجير وإعادة تهجير مئات الآلاف وبشكل قسري داخل مختلف مناطق قطاع غزة، فيما تواصل قوات الاحتلال فرض الحصار الخانق والتجويع والتعطيش على سكان القطاع وتمنع دخول المساعدات الإنسانية، وعمل المنظمات الدولية، وكل ما من شأنه تطبيق خطة الجنرالات لإبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتهجيره من أرضه.

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى