ترحيب عالمي باتفاق وقف إطلاق النار في غزة ودعوات لتنفيذه كاملا

لقي اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وكيان الاحتلال “الإسرائيلي”، فجر يومه الخميس 09 أكتوبر 2025، ترحيبا دوليا من قادة بلدان أوروبية ودولية، والأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى بـ”الاتفاق التاريخي”، ودعوا إلى الالتزام الكامل والفوري بفقراته.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف المعنية على الالتزام الكامل بفقرات اتفاق وفق إطلاق النار، وقال إنه يجب إطلاق كل المحتجزين بطريقة كريمة وضمان وقف دائم لإطلاق النار وتوقف القتال نهائيا، داعيا إلى ضمان دخول الإمدادات الإنسانية والمواد التجارية الأساسية إلى قطاع غزة فورا ودون عوائق.
ورحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالاتفاق، مشيدة بالجهود الدبلوماسية التي تبذلها الولايات المتحدة، وقطر، ومصر، وتركيا، وحثت جميع الأطراف على الالتزام الكامل ببنود الاتفاق، بما في ذلك إطلاق سراح جميع المحتجزين بسلام، وصولا إلى إرساء وقف إطلاق نار دائم، وإنهاء المعاناة.
وبدورها، اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس الاتفاق بأنه “إنجاز دبلوماسي كبير”، لافتة إلى أن الاتحاد الأوروبي سيبذل قصارى جهده لدعم تنفيذه.
وأشاد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بموافقة حماس و”إسرائيل” على المرحلة الأولى من الاتفاق، وقال إن هذا الاتفاق يجب أن ينفذ كاملا دون تأخير، داعيا جميع الأطراف إلى الوفاء بالالتزامات التي قطعتها وإنهاء الحرب، طالب بالرفع الفوري لجميع القيود على المساعدات إلى قطاع غزة بالتزامن مع تنفيذ الاتفاق.
ورحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالاتفاق وبجهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب والقطريين والمصريين والأتراك، لتحقيقه، شدد على ضرورة أن يشكل نهاية للحرب وبداية لحل سياسي قائم على حل الدولتين، داعيا كل الأطراف إلى الالتزام الصارم بفقرات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن برلين لا تزال تراقب الوضع بشأن اتفاق غزة، لكنها واثقة من التوصل لحل هذا الأسبوع، معتبرا أن الاتفاق على المرحلة الأولى يمهد الطريق لإطلاق المحتجزين والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وأعرب عن استعداد برلين لدعم الخطوات اللاحقة الرامية إلى تحقيق السلام في المنطقة.
من جهته شدد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس على وجوب فعل كل شيء لتطبيق الاتفاق في غزة. وطالب حكومة نتنياهو بوضع حد للإبادة بحق الفلسطينيين واتخاذ خطوات حقيقية نحو سلام نهائي.
ورحب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز بالاتفاق، قائلا إن هذه الخطوة تمثل تقدما ضروريا نحو السلام، ودعا جميع الأطراف إلى احترام فقرات خطة ترامب.
من جانبه، هنأ رئيس الوزراء الكندي مارك كارني ترامب على قيادته، وشكر قطر ومصر وتركيا على جهودها الدؤوبة لدعم المفاوضات، داعيا جميع الأطراف إلى التنفيذ السريع لجميع الشروط المتفق عليها، والعمل من أجل سلام عادل ودائم.
وقالت رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني إن الاتفاق على تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب ومسارها الأوسع يشكلان فرصة لإنهاء الصراع، فيما وصف وزير الخارجية أنطونيو تاياني الاتفاق بأنه “أخبار سارة” قادمة من الشرق الأوسط، وعبّر عن استعداد بلاده للمشاركة في إعادة إعمار غزة وإرسال قوات إذا ما شكلت قوة حفظ سلام دولية.
ورحبت هولندا على لسان وزير خارجيتها بالاتفاق، قائلة إنه خطوة مهمة، وإن التنفيذ الكامل أمر حيوي، فيما رأى رئيس وزراء النرويج في الاتفاق أملا في إنهاء المعاناة بالرغم من “بقاء الكثير من العمل”.
وأملت الصين بدورها في تحقيق وقف إطلاق نار دائم وشامل في غزة في أسرع وقت ممكن، وأعربت عن استعدادها للعمل مع المجتمع الدولي للتوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية.
من جهته، أبدى رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي ترحيبه بالاتفاق على المرحلة الأولى من “خطة ترامب للسلام”، وعبر عن أمله أن يؤدي إطلاق سراح الأسرى وتعزيز المساعدات الإنسانية لسكان غزة إلى تمهيد الطريق لسلام دائم.
من جانبه، رحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتوصل “إسرائيل” وحركة حماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة نتيجة المحادثات التي عُقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية بمساهمة تركية.
وتقدم أردوغان ببالغ الشكر لنظيره الأمريكي دونالد ترامب، وقطر، ومصر، لإظهارهم الإرادة السياسية اللازمة لحث إسرائيل من أجل الموافقة على وقف إطلاق النار بغزة، مؤكدا أن تركيا ستراقب عن كثب التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وستواصل المساهمة في هذا المسار.
وشدد على مواصلة النضال حتى قيام دولة فلسطين مستقلة وذات سيادة ومتكاملة جغرافيا على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
عربيا، رحّب الأردن بالتوصل لاتفاقية لوقف إطلاق النار في غزة والاتفاق على آليات تنفيذ المرحلة الأولى منه، بما يؤدي لوقف الحرب وتنفيذ اتفاقية تبادل وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع وإدخال المساعدات الإنسانية، مشددا على ضرورة الالتزام وتنفيذ بنود الاتفاق كاملة وإنهاء الحرب ومعالجة ما سبّبه العدوان من تبعات كارثية.
وثمن الأردن جهود الرئيس الأميركي دونالد ترمب ودوره الحاسم في إنجاز الاتفاق، ومقترحه بإنهاء الحرب، وإعادة إعمار غزة، ومنع تهجير الشعب الفلسطيني، ودفع عجلة السلام الشامل، وإعلانه بأنه لن يسمح بضمّ الضفة الغربية.
كما رحّب رئيس البرلمان العربي محمد اليماحي، بالاتفاق واعتبره خطوة هامة نحو وقف نزيف الدم وإحلال السلام العادل والشامل.
وشدد على ضرورة أن يكون هذا الاتفاق بداية لمسار شامل لإعادة الإعمار وتحقيق العدالة، وإنهاء معاناة المدنيين، داعيا جميع الأطراف إلى الالتزام ببنوده والعمل على تنفيذها، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته للضغط على الاحتلال للالتزام ووقف جميع إجراءاته الأحادية التي تنتهك القانون الدولي، وفي مقدمتها وقف الاستيطان وإرهاب المستوطنين، والاعتداء على المقدسات، وحجز أموال الضرائب الفلسطينية.
من جهتها، رحّبت “هيئة علماء فلسطين” باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدةً أنه لم يكن منّة من الاحتلال أو الوسطاء، بل نتيجة لصمود الشعب الفلسطيني وتلاحمه السياسي والميداني، وتضحيات المقاومة التي حافظت على الثوابت الوطنية.
وشددت الهيئة، في بيان لها، على أن الاتفاق لا يعني نهاية المعركة، بل بداية مرحلة جديدة من المسؤوليات، داعية إلى استمرار الدعم الشعبي والإعلامي والحقوقي، ومواصلة الجهاد بمختلف أشكاله، من الكلمة إلى البناء والإعداد.
وفجر الخميس، أعلن الرئيس ترامب توصل إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وكتب على منصته “تروث سوشيال”: “أنا فخور جدا بأن أعلن أن إسرائيل وحماس وقّعتا المرحلة الأولى من خطة السلام الخاصة بنا”.
وفور إعلان حماس توقيع الاتفاق، خرج سكان غزة إلى الشوارع، للاحتفال بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي يمهد لإنهاء الحرب على القطاع بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام.
وأظهرت مقاطع مصورة تجمعَ أعداد من الفلسطينيين في شوارع مدينة غزة وفي وسط وجنوب القطاع.
وتجمع العشرات في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة معبّرين عن سعادتهم بالإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار.
كما شهدت مدينة خان يونس جنوبي القطاع احتفالات في الشوارع، وفق ما أظهرته مقاطع مصورة.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 8 أكتوبر2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و183 قتيلا، و169 ألفا و841 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.
وكالات