تراب وحجر (شعر) – محمد بالدوان
بلادي وإن حجرت علي رحيمة
وأرضي رحم يصدر عنها الكرام
تراب الخصوبة أمازيغ ترشده
فيؤتي زرعا ونخلا تعلوه أكمام
وزهره الفياض يرسم ألوانا كأن
ليس بينك وبين الجنة أحلام
وشعبي يحمي النضال بفطرته
يوقد شمعا ولا يأسره الظلام
لله ذره من شريف يقظ عظيم
للثغر حَرّاس ما دارت الأعوام
والقوارير لهن في الصروح أفضال
ينضحن بالرغد فلا شؤم ولا زؤام
رحيقهن للكريم واللئيم حياة
يفسحن كي لا تكسرهن السهام
فنون بلادي العجيبة بلا نظير
كل ثقافة تطربك منها أنغام
ففي الصحراء “كيفان” ترفع
سليقة دون أن تخطها أقلام
والعيطة في الغرب بأشجانها
ثائرة لا يسكتها حكام أو ظُلاّم
وطقاطيق الجبال فيها أناشيد
الجمال والحب العذري أفلام
وفي فاس وتطوان طراب أندلس
وملحون لهم في الرثاء سبق والهام
والجماهير فن الراي يلهبهم من
وجدة إلى وهران ما تعبوا ولا ناموا
لا يلام المحبون إذا جاوزوا الحد
وإذا كانت لهم في الأوطان أرحام.
د. محمد بالدوان