تدبر آية: “وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”
يقول الله تعالى: ” فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ” الرعد .17.
هذا القرآن الكريم جاء لهداية الناس، كل الناس، والمسلم واحد من الناس، ومقتضى الإيمان يلزمه بالعمل بكتاب الله تعالى وجعله منهج حياة يهتدي به في ظلمات الحياة ليخرج من الظلمات إلى النور بإذن ربه، فإذا قرأ هذه الآية فهم منها أن ما كان نافعا للناس من الأفكار، والآراء، والاجتهادات، والمرجعيات فإنه لا محالة يمكث في الأرض مكوثا لا يسقطه ولا يبطله شيء قطعا، وأما ما كان زبدا فلا ريب أن مآله الذهاب جفاء.
السؤال المطروح: ما شرط هذا النافع للناس حتى يمكث في الأرض؟
هو أن يكون على وفق ما جاء به رب الناس من الوحي قرآنا وسنة، وفق منهج رصين يعلمه الذين يستنبطونه منهم. ومن هم هولاء العقول يا ترى؟ إنهم العلماء بالله – لا بأمر الله فقط- الذين يجتهدون في نفي كل أشكال الفهم الغالية فيه، أو القاصرة، هدفهم في ذلك تحقيق القول في هذا النافع حتى يُخرجوا للناس من بين فرث ودم لبنا من العلم سائغا للشاربين.
فمتى تحقق المسلمون بهذا الشرط كتب لما يحملون من أفكار البقاء إن عاجلا أو آجلا. ومتى تنكبوا عن هذا الصراط فلن يهتدوا إذا أبدا، وسيذهب أمرهم كلهم جفاء لا أثر له. فالبدار البدار إلى التحقق بما تطلبه الآية تكن لنا النجاة، والحذر الحذر من مخالفة مطلوبها حتى لا نقع في الهاوية.
بقلم عبد الحق لمهى