تحذير من فرنسة التعليم بفعل التمويل الأجنبي
وجه عضو مجلس النواب أحمد العبادي سؤالا شفويا إلى وزير التربية الوطنية محمد سعد برادة حول أهداف التوقيع على اتفاقيتي قرض بمبلغ 130 مليون أورو وهبة بمبلغ 4.7 مليون أورو في مارس من العام المنصرم لتمويل برنامج دعم خارطة طريق إصلاح منظومة التربية الوطنية 2022.
وتساءل النائب البرلماني حول ما إن كانت تلك الاتفاقيتين وسيلة لتكريس فرض اللغة الفرنسية كأمر واقع، داعيا الوزارة إلى الكشف عن التدابير والإجراءات التي ستتخذها لتنزيل مقتضيات القانون الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي ذات الصلة بالتناوب اللغوي وتعدده.
وحذر النائب البرلماني من أن يكون الهدف من هاتين الاتفاقيتين، هو تعزيز وتكريس اللغة الفرنسية والتدريس بها في المؤسسات التعليمية المغربية، وهو الأمر الذي يدعو إلى التساؤل عما سبق لقطاع التربية الوطنية أن كشفه بخصوص التوجه نحو اعتماد اللغة الإنجليزية في تدريس المواد العلمية خلال جميع المستويات الدراسية الثانوية بحلول سنة 2030.
وفي رده على السؤال البرلماني، قال وزير التربية الوطنية أن وزراته تسعى إلى الموازنة بين تعليم اللغات سواء الوطنية أو الأجنبية، وذلك من خلال مجموعة من التدابير التي تضمنتها خارطة طريق إصلاح منظومة التربية 2022-2026 التي تسعى بدورها إلى مضاعفة نسبة التلاميذ المتحكمين في التعلمات الأساسية في نهاية القسم الابتدائي، وتقليص الهدر المدرسي بمقدار الثلث، وتكريس التفتح وقيم المواطنة.
وأوضح برادة أن توقيع اتفاقية تمويل وبروتوكول برنامج دعم خارطة الطريق 2022-2026 لإصلاح منظومة التربية الوطنية، بين الوزارة والوكالة الفرنسية للتنمية، جاءت من أجل تحقيق الأهداف السالفة الذكر، وتحسين الكفايات اللغوية للتلميذات والتلاميذ، خاصة في اللغة الفرنسية.
وأشار الوزير إلى أنه من المقرر أن يغطي دعم الوكالة الفرنسية للتنمية مدة خمس سنوات. وستتولى الوزارة تنفيذه بما يحسن مستوى التحكم اللغوي لدى أساتذة وتلاميذ السلك الإعدادي، مع استهداف إعداديات الريادة بشكل خاص، مما سيساهم في التصدي للهدر المدرسي.
ولفت الوزير إلى أنه تم الشروع في مراجعة المناهج والبرامج الدراسية الخاصة بتعليم وتعلم مادة اللغة الإنجليزية، والعمل على تعميمها في المستويات الثلاث من التعليم الإعدادي، بوصفها لغة مدرسة، مشيرا إلى إعداد وتطوير منهاج اللغة الإنجليزية بكافة مستويات سلك التعليم الإعدادي، فضلا عن تفعيل العدة البيداغوجية المواكبة للمنهاج الجديد للغة الإنجليزية بسلك التعليم الإعدادي.
أما على مستوى سلك التعليم الابتدائي، يضيف جواب الوزير، وتماشيا مع مقتضيات القانون الإطار 51.17، فقد تم الشروع خلال الدخول المدرسي الحالي تجريب تدريس اللغة الإنجليزية في السنة السادسة من التعليم الابتدائي في 26 مؤسسة ابتدائية تابعة للمديريات الإقليمية المتواجدة بتراب الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدار البيضاء سطات.
وبخصوص اللغة الأمازيغية، قال الوزير إنه تماشيا مع أهداف خارطة الطريق 2022-2026 ، لاسيما الالتزام الثاني المتعلق بتوسيع تدريس اللغة الأمازيغية بالتعليم الابتدائي، يتم التعميم التدريجي لتدريس اللغة الأمازيغية من خلال مسار يقوم على التعميم التدريجي للأمازيغية في جميع مؤسسات التعليم الابتدائي، بما في ذلك الفرعيات، ابتداء من الموسم 2024/2023 الدراسي، وتحقيق نسبة تغطية تصل إلى 50% خلال السنة الدراسية 2025-2026.
وأوضح برادة بخصوص المنصات الرقمية لدعم تعلم اللغات أنه تم اعتماد منصة Altissia بالنسبة للغتين الفرنسية والإنجليزية ومنصة Alef بالنسبة للغة العربية ومنصة رقمية أخرى في طور الإعداد خاصة بتعلم اللغة الأمازيغية.