أخبار الحركةالرئيسية-فلسطين

بونعمان: حرب المفاهيم ليست مسألة لغوية والصراع حول من يملك سلطة إنتاج المصطلح

أكد الدكتور سلمان بونعمان أن فهم الصراع الطويل مع المشروع الصهيوني يتطلب إدراك وتحليل المفاهيم التي تحكم هذا الصراع، وسماها حرب المفاهيم والسرديات والمصطلحات مع المشروع الصهيوني.

وأضاف بونعمان في كلمته بأشغال الدورة الافتتاحية لبرنامج تكوين الأطر في القضية الفلسطينية، الذي نظمته أكاديمية باب المغاربة يومي السبت والأحد 6 و 7 دجنبر 2025، أن تسويق مفهوم “وقف إطلاق النار” بعد أكثر من عامين على طوفان الأقصى  مسألة خطيرة.

وذكرأنه في اللحظة التي سمي فيها اتفاق وقف إطلاق النار بدأت حرب أخرى كانت خلال السابع من أكتوبر ثم تطورت أنواعها وأشكالها ثقافيا ومفاهيميا وقيميا وعلميا، معتبرا أن حرب المفاهيم ليست مسألة تقنية ولغوية بل نحن أمام صراع رمزي حول من يملك سلطة إنتاج المصطلح.

وشدد بونعمان على أن المفاهيم مثل الجيوش تحمل أسلحة فتاكة لتضليل الوعي وتدليس الحقائق وتزوير المفاهيم، مشيرا إلى وجود توتر يومي على مستوى الرواية، كأن نقول “الكيان الصهيوني” أو “إسرائيل” أو “دولة الاحتلال”، وهنا يتحول المفهوم إلى سلطة تمارس على العقول والإعلام.

وأوضح المحاضر أن المشروع الصهيوني يُعرّف نفسه بالمسألة الأمنية بدل الاحتلال، والاستيطان بدل التوسع، والإجراء الدفاعي وحق الدفاع عن النفس بدل الإبادة، والسلام بدل التطبيع، وهكذا تختفي الجريمة داخل اللعبة.

وأضاف أن هناك معجم الصهينة الذي يدلس ويضبب المفاهيم، فتحولت الأرض مقابل السلام إلى السلام مقابل السلام ثم السلام مقابل الفراغ من خلال الإبادة والتطهير، وهو مآل من سار على درب المفاوضات حتى وصلنا إلى سياسة التهجير ومزيد من الاستيطان، معجم ينكر وجود شعب له حقوق مقابل معجم قرآني حضاري وديني ينتج تعريفا آخر للإنسان والحرية والأرض.

وكشف بونعمان أن الصراع ليس صراعا على اللغة وإنما صراع حول من يمتلك حق تعريف الحقيقة، كيف نعرّف المقاومة؟ ومن يعرف الإبادة؟ ومن يحدد معنى الانتصار والهزيمة؟ ومن يمنح الشرعية ومن يسحبها؟ ومن يؤسس لخطاب الهيمنة؟ موضحا أن من أبرز المفاهيم التي تم تداولها أثناء حرب غزة أن المقاومة هي السبب وأن الفلسطيني الذي يعاني من الحصار والدمار والتضييق وكل أنواع العذابات هو السبب في مأساته لأنه يقاوم.

ونبه المحاضر إلى أن القصف الآخر الذي واجهناه في المفاهيم هو تحول النقاش من فلسطين إلى المغرب، من قبيل التطبيع وتازة قبل غزة، مما خلق تناقضا بين قضيتنا الوطنية وفلسطين وتم تحريف بوصلة النقاش بأننا غير معنيون بقضايا المشرق، وهكذا يغير المفهوم الإطار الذي يغلف القضية ويلبس علينا في الوعي والمعنى الذي تفهم منه القضية.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى