بولوز وبلاجي يؤطران ندوة علمية بالرباط في موضوع تحصيل الزكاة وتوزيعها
نظم المكتب الإقليمي لحركة التوحيد والإصلاح بإقليم الرباط بشراكة مع فرع يعقوب المنصور يوم الأحد 21 يوليوز 2024 ندوة تحت عنوان: “تحصيل الزكاة توزيعها: مسؤولية أفراد أم مسؤولية مجتمع ودولة”، من تأطير كل من الدكتور محمد بولوز والدكتور عبد السلام بلاجي.
وتناول الدكتور محمد بولوز عددا من مقاصد الزكاة، من بينها طاعة الله ورسوله، وتطهير نفس المزكي وتزكيتها، وإغناء الفقراء والمساكين، وتوفير فرص العمل، وتأليف القلوب وكسب الأنصار.
ومن بين المقاصد التي استعرضها المتخصص في الفقه المقاصدي في مداخلته بعنوان “مقاصد الزكاة”، حفظ الكرامة الإنسانية، وإقامة الدين وتمكين أهله، وحفظ الأموال وترويجها، بالإضافة إلى البركة في الأموال، وخدمة ضرورات الناس وحاجاتهم.
من جهته، أكد الدكتور عبد السلام بلاجي أن كل أركان الإسلام تقوم بها الدولة إلا ركن الزكاة ترك للمسلمين أنفسهم، وهذا المنهج اعتمد منذ الخليفة عثمان ابن عفان رضي الله عنه، وهو الحال في العديد من الدول الإسلامية، فيها إجبارية التحصيل، مثل السودان والخليج، والتحصيل اختياري في البعض، مثل ماليزيا.
وتطرق الدكتور بلاجي في مداخلته بعنوان “تحصيل وتوزيع الزكاة”، إلى أصناف مستحقي الزكاة، ومن أهم مستحقيها اليوم إخواننا في غزة.
كما عرج الخبير في الاقتصاد الإسلامي على نماذج من طرق جباية الزكاة، مذكرا بمبادرة الراحل الحسن الثاني رحمه الله، بإجراء مباراة لأحسن بحث في تدبير الزكاة، كما ذكر بالدستور الذي كان معدا للملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله لتوقيعه، وتم الإشارة قانون المالية الذي نص عليه، لكن بقي دون تفعيل.
وذكر مسير اللقاء الدكتور علي رادي في بداية الندوة بدواعي اختيار الموضوع انطلاقا من أن الشارع الحكيم لم يأمر بشيء من الأحكام إلا وله فيه مقاصد وغايات وعلل وأسرار، علمها من علمها وجهلها من جهلها، وتتلخص تلك المقاصد والغايات والعلل والأسرار في جلب المصالح ودفع المفاسد، في الدين والدنيا والآخرة.
وأضاف رادي أن كلمة العلماء اتفقت على أن المقصد العام للشريعة الإسلامية هو جلب المصالح ودرء المفاسد، ومن أعظم المقاصد التي ينبغي تعلمها وتعليمها، ونشرها بين الناس وتفعيلها في الحياة، تلك المقاصد المتعلقة بالعبادات، وبالأخص ما تعلقت منها بأركان الإسلام وقواعدها العظام، كمقاصد الصلاة، ومقاصد الزكاة، ومقاصد الصوم، ومقاصد الحج.
وتابع المتحدث “فكثير من الناس يجهلون مقاصد هذه العبادات، ولا يعرفون من فوائدها وعوائدها الدينية والدنيوية، لأنهم لا يرون منها إلا الجانب التعبدي فقط، وهم من منافعها وأسرارها الأخرى غافلون”.
وذهب إلى أنه من هذه الأسس التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم فريضة الزكاة، فالزكاة حق لله في ماله الذي وهبه لعباده وأغنى به نفرا من خلقه، فشرع لهم وفرض عليهم أنهم يخرجونها من هذا المال الذي وهبهم وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأخذها منهم فهي فريضة في أعناقهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم فهي حق واجب في أموال الأغنياء.