بولقجام: لا بد من تأهيل مؤسسة الأسرة وتمكينها لتقوم بدورها في رعاية الأبناء وحمايتهم
أكدت الأستاذة صالحة بولقجام أن مراكز الإرشاد الأسري تستقبل يوميا حالات اغتصاب قاصرين من الأقارب والجيران وأرقام فظيعة في تزايد نتيجة لتغيرات على مستوى القيم يعرفها المجتمع المغربي، يمكن أن نسميها “انتكاسة قيمية” تٌسائل المؤسسات عن دورها في تربية النشء على القيم على رأسها مؤسسة الأسرة ومؤسسة المدرسة ومؤسسة الإعلام ومؤسسة المسجد، كوننا مجتمع مسلم يغلب على منظومته وتشريعاته ومرجعيته مرجعية قيمية بالأساس، مليئة بالقيم المؤطرة لسلوكيات الناس.
وأضافت الباحثة في قضايا الأسرة والطفولة خلال ندوة “الطفولة بالمغرب وسؤال الحق في الحماية” التي نظمتها حركة التوحيد والإصلاح السبت 19 شتنبر 2020، أن هذا الضعف القيمي هو نتيجة للعولمة الكاسحة بمنظومتها القيمية الكونية، من خلال تحد إعلامي أصبح معه من السهل على الأطفال ولوجهم للأنترنيت ولمواقع التواصل الاجتماعي مما يستوجب رقابة من مؤسسة الأسرة أولا على اعتبار أنها المؤسسة المسؤولة على صناعة الإنسان، ولديها خصوصية أكثر من باقي المؤسسات كالقرابة والتعايش والتساكن لأفرادها مع بعضهم البعض وقدرتها على توريث وتمكين مبادئ وأخلاق وقيم وأحكام وغيرها.
وأشارت أيضا إلى أن للأسرة أولوية على مستوى التدبير والتخطيط بتوفير الرعاية للأبناء لأنهم انشغالها الأول من تربية وتكوين وتوجيه وحوار معهم، لهذا لا بد أن تُأهل لإتمام هذه المهمة، بالإضافة إلى التربية الجنسية خاصة مع التطبيع الذي أصبحنا نراه في المسلسلات التي تعرض على القنوات الوطنية مع علاقات غير شرعية وهو ما يناقض الشرع الذي هو المرجعية الأساسية لقانون الأسرة، خاصة ونحن نعيش الآن ظروف مختلفة كما في العقود السابقة، من غياب لعلاقة بين الأجيال التي كانت تورث القيم والأخلاق، مما يجعل الطفل والطفلة يعيشان في أمان وسط الجيران والعائلة والمدرسة، بالإضافة إلى القيم التي كان يقدمها الإعلام ذلك الوقت.
وبخصوص التربية الجنسية، أكدت عضو المكتب المسير لمنتدى الزهراء للمرأة المغربية، على ضرورة وجود حوار بين الأبناء وآبائهم بدل ما نراه من مظاهر الانحراف والجرأة على الفاحشة التي تنتشر في مجتمعنا، وهذا دور الأسرة بالدرجة الأولى، ثم الإجابة على أسئلتهم دون حرج، وهي مهارة يجب أن يتمكن منها الآباء شرط الأمان لكي لا يبحثوا عنها خارج البيت، مما ينتج عنه توازن داخل شخصية الطفل يسهل عليه التعامل مع كل الأمور والظروف المحيطة به، فعلينا إذن أن نربيهم على تقدير الجسد لأن له حرمة، وأن يعرفوا عورتهم وألا يدخلوا الحمام مع بعض، ويتم التفريق بينهم في المضاجع عندما يصلون للبلوغ، بالإضافة إلى منظومة اللباس المحترم حماية للإنسان عند الجنسين، وهي قضايا تربوية لا بد أن تتكون فيها الأسرة وتأهِل نفسها لتعليم أبنائها وحمايتهم.
ولأن الأبناء نعمة، شددت الدكتورة على ضرورة تمكينهم من المهارات والمعارف ليتمكنوا من حماية أنفسهم وحصانتها، بالاستماع لهم والإجابة على أسئلتهم والاهتمام بما يشغلهم، كما ينبغي أن نسلحهم معرفيا وقيميا بتقديس أنفسهم واحترام ذواتهم وهي مهمة تدخل في الواجبات الشرعية أمرنا بها الله سبحانه، خاصة قبل أن يصل للبلوغ على اعتبار أنه يعيش تحولات فيزيولوجية وهرمونية يحيث نعلمه كيف يتعامل معها بأن نمد له يد المساعدة والعون.
س.ز / الإصلاح