بنزروالة: لشعيرة الأضحى مكانة مركزية في التمثل الديني والثقافي والاجتماعي للمغاربة
قال مصطفى بنزروالة، الباحث في علم الاجتماع ” ماتزال شعيرة الأضحية تحظى بمكانة مركزية في التمثل الديني والثقافي والاجتماعي للمغاربة” وأضاف ” تأويل السلوكات الفردية والجماعية ومحاولة تفسيرها أو تفهمها من الأمور التي تحتاج نوعا من التروي والحذر من السقوط في أحكام مسبقة وتأويلات ابعد ما يكون عن الواقع والواقعة”.
وزاد بنزروالة في حديث لموقع “الإصلاح” تعليقا على من يزعم أن “الوعي والثمن يدفعان هذه الطبقة للعزوف عن شعيرة الأضحى وتركها اختيارا وعدم الخضوع للأهواء الجمعية”، مؤكدا أن تمثل الأفراد لشعائرهم الدينية من أعقد الظواهر التي يمكن الاشتغال عليها معرفيا وإبستيميا، وأن الممارسات الشعائرية والطقوسية لا يتدخل فيها عامل أو عاملين بل عوامل متعددة؛ تتحكم في رسم الصور الذهنية للشعائر المعظمة في ذهنيات المغاربة هذا من جهة من جهة ثانية.
وأوضح بنزروالة، أن القول بأن الوعي دافع للعزوف عن شعيرة الأضحى، يفيد بالخلف أن السنوات الفارطة غاب فيها الوعي تماما، وهو قول يحتاج شيئا من المراجعة؛ فمن الأكيد أننا نعيش على وقع نوع من التحول في جزء من منظومتنا القيمية التي أصبحت تمتح من مرجعيات، لا تقتصر على الدين وفقط بل تتجاوزه إلى مرجعيات كونية واخلاقية وثقافية دون إلغائه ، لأن الدين أحد الأطر الثابتة والمركزية والناظمة (وهو ما أثبتته غير ما دراسة) للفعل والسلوك.
ويؤكد بنزروالة، أن الثمن والعامل المرتبط بالقدرة الشرائية قد يكون مؤثرا في عدول جزء من المغاربة عن هذه الشعيرة، مشددا على أن الفهم المتجدد لشعيرة الأضحية وإرجاعها لمكانتها المركزية ، وكونها سنة مؤكدة، لا ينبغي معه التكلف وتحمل ما فوق طاقة الأفراد قد يكون من الأسباب كذلك.
وليست هذه المرة الأولى التي يطلق فيها كلام على عواهنه بخصوص شعيرة الأضحى دون أساس من شرع أو علم ودراسة، بل سبق وأن تعرضت شعيرة الأضحى للمز وهز قبل سنوات طويلة في منبر فرنكفوني، لكن بدون تأثير ولا أثر، واستمر المغاربة متمسكين بالشعيرة المذكورة لدرجة قد تتجاوزأحيانا المطلوب والمقصود منها شرعا .