بلاغ اللقاء المطول للمكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح
انعقد بحمد الله وتوفيقه اللقاء السنوي المطول للمكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح بضواحي مدينة تارودانت أيام 3 و4 و5 محرم 1445هـ الموافق لـ 21 و22 و23 يوليوز 2023م، وقد عرف مناقشة قضايا تنظيمية عديدة من قبيل تقييم الأداء السنوي خلال الموسم الدعوي الجاري ومتابعة ملف تعديل مدونة الأسرة، ومناقشة استكمال المخطط الاستراتيجي وكذا إعداد برنامج الحركة للموسم المقبل، كما تم استعراض تطورات قضية الصحراء المغربية ووحدتنا الترابية ومستجدات القضية الفلسطينية، وفي هذا الصدد يعلن المكتب التنفيذي ما يلي:
1-ملف تعديل مدونة الأسرة
يجدد المكتب التنفيذي تنويهه بالدعوة الملكية لإطلاق ورش تعديل المدونة التي وردت في خطاب العرش للسنة الماضية، ويعتبر النقاش العمومي الذي تعرفه الساحة الوطنية في هذا الموضوع فرصة للوقوف على المكتسبات المهمة التي تحققت للأسرة ببلادنا والتي تتطلب تحصينها وتثمينها، ومن جهة ثانية الوقوف على عدد من الاختلالات في تنفيذ عدد من المقتضيات التي تتطلب مراجعتها بما يخدم مصلحة المجتمع واستقرار الأسرة بالدرجة الأولى بعيدا عن كل الدعوات المخالفة لمقتضيات الدستور المغربي والثوابت الوطنية. وبهذه المناسبة يثمن المكتب التنفيذي انخراط أعضائه وهيآته المركزية والمجالية والتخصصية في هذه الدينامية المجتمعية وفي تنزيل البرامج المتعلقة بالأسرة المغربية، ويعلن في سياق متابعته لمجمل النقاش في هذا الموضوع أنه سيعمل على إصدار مواقفه وتقديم مقترحاته من خلال المذكرة التي يعدها، والآليات التي سيتم إرساؤها لتلقي مقترحات الهيآت الرسمية والمجتمعية حول تعديل المدونة.
2- قضية الوحدة الترابية:
تتابع حركة التوحيد والإصلاح بالعناية اللازمة تطورات قضية وحدتنا الترابية وتؤكد على مواقفها الثابتة من مغربية الصحراء، وسيادة المغرب عليها وعلى كامل ترابه، وتندد بكل الاستهدافات والمؤامرات التي تحاك ضد وحدتنا الترابية، وتجدد رفضها لجعل قضية الصحراء المغربية موضوع ابتزاز أو مساومة أو مقايضة، لأنها قضية عادلة تتعلق بوحدة الأمة ورفض التجزئة والانفصال، وتعتبر كل المواقف والمساعي لتقويض وحدتنا استهدافا للاستقرار بالمنطقة وخدمة مجانية للمشروع الصهيوني في منطقتنا المغاربية، وترسيخا لمنطق التجزئة الاستعماري ومعاكسةً لإرادة الشعوب المغاربية.
3- دعم القضية الفلسطينية ومناهضة التطبيع
– يتوجه المكتب التنفيذي بالتحية والتقدير للمقاومة الفلسطينية وحاضنتها الشعبية في كافة الأراضي الفلسطينية، حيث تواجه الاحتلال الصهيوني بكل قواته وآلته الحربية، وتقدم التضحيات الكبيرة فداء للقدس والمسجد الأقصى نيابة عن باقي شعوب الأمة الإسلامية، ويدين جرائم العدو الصهيوني المتواصلة ضد أهلنا في فلسطين، وآخرها مجزرة مخيم جنين، وسياسته العنصرية في التهويد الشامل للقدس وتشجيع الاستيطان. ويعبر المكتب مجددا عن انخراط الحركة في إسناد ودعم معركة تحرير القدس وفلسطين، ويُهيب بكل القوى الفاعلة ببلادنا للعمل من أجل مناهضة كل أشكال التطبيع ودعم الشعب الفلسطيني في معركة الحرية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
– تجدد الحركة مواقفها الرافضة للتطبيع باعتباره مسارا قد يجعل بلادنا ساحة للصراعات الإقليمية والدولية والاختراق الصهيوني بما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، كما أن هذا المسار لا ينسجم مع دور المغرب المنخرط بقوة في دعم الحق والنضال الفلسطيني عبر التاريخ. وتدعو الحركة مجددا إلى التراجع عن مسار التطبيع وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، والانحياز لتاريخ المغرب المجيد في نصرة القدس، وتفويت الفرصة على خصومنا الذين يستغلون كل محطة لمزيد من التوتر والإساءة لصورة المغرب الذي ما فتئ يعلن أن القضية الفلسطينية هي في نفس مرتبة قضية الصحراء المغربية.
4- قضية تكرار حرق المصحف الشريف
يدين بشدة إقدام عدد من المتطرفين على حرق المصحف الشريف، ويعتبر هذا العمل جريمة نكراء تترجم مدى الحقد المتنامي ضد رموز الإسلام، والذي يسجل من حين لآخر في أكثر من دولة أوروبية، مما يشكل عدوانا صارخا، وانتهاكا جسيما للمواثيق الدولية الداعية إلى احترام المعتقدات الدينية وعدم ازدراء الأديان، ويدعو إلى احترام المقدسات وجميع الأديان.
وفي الأخير تتوجه قيادة الحركة بالشكر لله عز وجل على توفيقه، وتنوه بجهود مختلف هيئاتها المسيرة والوظيفية والمجالية وكافة أعضائها، وتؤكد استمرار حركة التوحيد والإصلاح في أداء أدوارها الدعوية والإصلاحية وانخراطها في نصرة وحدتنا الترابية وتدعو مختلف هيئاتها وأعضائها إلى مواصلة السعي وبذل الجهد من أجل استمرار رسالة الحركة باعتبارها فاعلا إصلاحيا مساهما إلى جانب باقي الفاعلين في خدمة بلادنا وأمتنا والإنسانية جمعاء.
وحرر بضواحي مدينة تارودانت بتاريخ 5 محرم 1445هـ الموافق لـ 23 يوليوز 2023م.
إمضاء: د. أوس رمّال
رئيس حركة التوحيد والإصلاح