بعد منعها لشهرين بسبب ارتداء النقاب.. تلميذة تعود للحجرات الدراسية

سمحت ثانوية “أركان” التأهيلية بجماعة تمنار، إقليم الصويرة أخيرا بعودة تلميذة إلى حجرات الدراسة بعد منعها من الدراسة بسبب ارتدائها النقاب وبعد مرور شهرين من الانقطاع بحجة “تعارضه مع القانون الداخلي”.
وكشفت مصادر من داخل الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب أنه بعد تنسيق طويل مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وإدارة الثانوية المعنية، وعائلة التلميذة، تم “النجاح رسميا في إعادة التلميذة إلى حجرات الدراسة بعد شهرين من الانقطاع”.
وذكر بلاغ للمديرية الإقليمية للتعليم بالصويرة، أنه على “إثر ما تداولته بعض المنابر الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي حول عدم السماح لتلميذة بمتابعة دراستها بثانوية أركان التأهيلية بجماعة تمنار”.
وزارت لجنة مختلطة التلميذة المعنية بالأمر بمقر سكناها يوم السبت الماضي لمحاولة إقناعها على متابعة دراستها، ورغم قبول والديها لمقترحات اللجنة ودعمها، تمسكت التلميذة بقرارها الرافض بعدم الالتزام ببنود النظام الداخلي للمؤسسة”.
وأوضح البلاغ أن اللجنة أكدت استعدادها الكامل لمساندة التلميذة وتشجيعها على الرجوع إلى الدراسة، مع توفير كل الظروف التربوية والنفسية والاجتماعية التي تحتاجها.
كما تعهّدت بتعبئة الأطر الإدارية والتربوية وجمعية الآباء لمساعدتها على تدارك الدروس التي فاتتها، إضافة إلى تخصيص حصص للدعم النفسي والاجتماعي والتربوي حتى تتابع دراستها في أفضل الظروف.
وأشار البلاغ إلى أنه رغم ذلك، “ورغم كل المساعي التي بذلت في هذا الاتجاه، ظلت التلميذة متمسكة بإصرار بقرارها بعدم الالتزام ببنود النظام الداخلي للمؤسسة”.
وأكدت المديرية الإقليمية بالصويرة حرصها على ضمان حق التعلم لجميع التلاميذ، والتزامها بمواصلة الجهود للتصدي للهدر المدرسي وتوفير بيئة تعليمية مناسبة للجميع.
وكانت ثانوية “أركان” التأهيلية قد حرمت التلميذة من الالتحاق بالفصول الدراسية. وحاولت التواصل مرارا مع إدارة الثانوية والنيابة الإقليمية والأكاديمية، ورغم توصلها باستدعاء مكتوب للعودة إلى الدراسة، لم يُسمح لها فعليًا باستئناف مسارها التعليمي.
وأفادت التلميذة أن إدارة المؤسسة تعاملت معها بشكل مهين ومستخف، معتبرة أن حرمانها من الالتحاق بالفصول الدراسية يُعد انتهاكًا واضحًا لحقها الدستوري في التعليم، وهو ما أثر سلبًا على وضعها النفسي والمعنوي.
وأكدت التلميذة أنها لم تقترف أي مخالفة تربوية أو سلوكية، وأن ارتداء النقاب يندرج ضمن اختياراتها الشخصية ولا يؤثر على مردوديتها الدراسية أو مشاركتها داخل القسم.
وأعطى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة محمد سعد برادة تعليماته لإعادة تلميذة إلى مقاعد الدراسة بعد ضغط من جمعيات أولياء وآباء وأمهات التلاميذ في اجتماع عقدته مع الوزارة المعنية حول عدد من الملفات.
وجاء في بيان سابق للفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب، صدر عقب اللقاء التواصلي بين برادة وممثلي جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، أن الوزير شدد على أن “معالجة مثل هذه الحالات يجب أن تتم داخل هياكل المؤسسة التعليمية وفي إطار تربوي مسؤول”.




