بعد جدل توحيد خطبة الجمعة.. المجلس العلمي الأعلى يعلنها اختيارية

بعد الجدل الذي رافق قرار توحيد خطبة الجمعة، أعلن المجلس العلمي الأعلى أمس الإثنين أنه سيقترح على الخطباء، خطبة  كل يوم أربعاء على الساعة الثانية بعد الزوال لمن أراد اعتمادها.

وأفاد المجلس العلمي الأعلى في بلاغ له، أن الخطبة المذكورة ستكون رهن اعتماد الخطباء على موقع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (www.habous.gov.ma) وعلى صفحاتها الاجتماعية وكذا على صفحات المجالس العلمية الجهوية والمحلية.

وتأتي هذه الخطوة بعدما أقدمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على تنزيل برنامج يتعلق بترشيد خطبة الجمعة تحت شعار “تسديد خطة التبليغ”، واختارت لذلك مساجد معينة وخطب نموذجية أولا لأجل التجربة والتقويم.

وخلف توحيد خطبة الجمعة جدلا كبيرا، وانتقادات واسعة، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، ووصف الدكتور رشيد بنكيران ‏أستاذ في معهد الغرب الإسلامي للتكوين والبحث العلمي‏ ‏ توحيد خطبة الجمعة أقرب ما تكون إلى توحيد الوصفة الطبية؛ معتبرا أن من جعل أمراض الناس سواء فليس لحمقه دواء، فيما خلص الدكتور عبد الله الجباري الباحث في الفقه الإسلامي من خلال تدوينة له بعنوان “توحيد خطبة الجمعة حول الهجرة”، أن توحيد الخطبة وفرضها على الخطباء مرفوض مبدئيا، لكنه مباح في حال الضرورة، ونحن في حال الضرورة.

من جهته، انتقد الخطيب والواعظ الأستاذ معاذ الصمدي الهجمة على العلماء وقرار تنزيل خطة التبليغ بما تتضمنه من توحيد لخطبة الجمعة حسب ما تقتضيه البرامج والتكوينات، معتبرا أن هذه الهجمة في غالبها انساقت وراء شعارات لا تتناسب مع الأهداف النبيلة للخطة، ظنا منهم أن توحيد الخطبة فيه إلجام وتكميم لأفواه الخطباء.

ودعا الصمدي الخطباء إلى الخروج عن صمتهم ويؤكدوا ذلك إن كان الأمر صحيحا، أو ينفونه لأنهم هم المعنيين، مؤكدا أن سكوت الخطباء لا يعني تقاعسهم، إنما هو دليل واضح على رضاهم، إذ السكوت علامة الرضا، وإلقاؤهم للخطب وتفاعلهم معها وجهودهم في ذلك خير مؤكد، ولأنهم يشتغلون بشكل منضبط تحت إشراف السادة العلماء، وهذا قد لا يعرفه المنكرون.

وعاد الخطيب والواعظ معاذ الصمدي في تدوينة أخرى على صفحته للقول أن “ليس كل ما ينشر على صفحات التواصل صائب، وليس كل ما يقال ضد توحيد خطبة الجمعة بقصد به الدفاع والغيرة عليها، هم يعلمون أن الخطباء مؤتمنون، ويحز في أنفسهم التفاف الناس حولهم، لذلك أرادوا القضاء على الخطب والخطباء، منهم من دعا لمقاطعة الخطب ومقاطعة صلاة الجمعة دون حشمة ولا حياء، ومنهم من نقص من قيمة الخطباء وجعلهم روبوتات يقرأون الرسائل على الناس لا غير”.

وصادق المجلس العلمي الأعلى في الدورة العادية 33 للمجلس بالرباط  نهاية الأسبوع الماضي على متابعة الجوانب التنظيمية والعلمية في تنزيل خطة التبليغ “للارتقاء بالخطاب الديني بالمملكة، وترشيد التدين”.

وتسعى الخطة لردم الفجوة بين صور التدين التي انحرفت عن مقصود الدين، وبين مطلوب الدين نفسه، وبلورة  “تدين يبلغ بالفرد مبلغا من الحياة الطيبة”، كما تنكب على إيصال مضمون الخطاب الشرعي من خلال النفاذ إلى المحرك الرئيسي للإنسان الذي هو قلبه، ومن ثمة بلوغ درجة الرشد في التدين عبر “إحياء روح الإيمان”.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى