بعد تحقيق “CNN” المحكمة العليا “الإسرائيلية”تأمر بالكشف عن أوضاع معتقلي غزة بصحراء النقب
بعدما فجَّر تحقيق لقناة “CNN” الأمريكية، فضيحة الظروف الهمجية و اللاإنسانية لاحتجاز المعتقلين من قطاع غزة في مركز”سدي تيمان” التابع لجيش الاحتلال بصحراء النقب، أمرت المحكمة العليا “الإسرائيلية” حكومة نتنياهو بتقديم تفاصيل عن ظروف الاحتجاز في المركز المذكور.
وأدانت وزارة الخارجية الألمانية الممارسات المبلغ عنها في التقرير ( تعصيب الأعين وتكبيل الأيدي بشكل مستمر…)، وقالت إنها تقوم بحملة من أجل وصول اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى المعسكر والسجون الأخرى. كما دعت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالتعذيب، أليس غيل إدواردز، الكيان الإسرائيلي إلى التحقيق في ماذكر عن التعذيب وسوء معاملة الفلسطينيين المحتجزين.
وكشف مطلعون وعاملون في مراكز الاعتقال “الإسرائيلية”، عن انتهاكات واسعة وغير إنسانية بحق الفلسطينيين هناك، أبرزها التعذيب وليس أقلها الإهمال الطبي.
وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية الأحد الماضي، إن المحكمة العليا طلبت من الدولة “معالجة قضايا مثل الوجبات (الغذائية) والعلاج الطبي والنظافة وأساليب العقاب وظروف (استخدام) الأصفاد”.
وأوضحت أن “هذا القرار اتخذه رئيس المحكمة العليا عوزي فوجلمان والقاضية دافني باراك إيريز والقاضي عوفر غروسكوبف، ردا على التماس يطالب بإغلاق سدي تيمان قدمته جمعية حقوق المواطن في إسرائيل (أهلية) ومنظمات حقوقية أخرى”.
ونقلت الصحيفة عن المحامية روني بالي من جمعية الحقوق المدنية في إسرائيل (أهلية) قولها إن “الظروف في سدي تيمان غير إنسانية، ولا تصل إلى أدنى مستوى من الحبس بموجب القانون”.
وأضافت: “لا يمكن أن يستمر هذا السجن في العمل كمركز اعتقال للحظة أطول وليس لاستقبال السجناء أو التحقيق معهم أو فرزهم أيضا، فالسجن في سدي تيمان يمكن اعتباره جريمة حرب”.
وقد أقيم مركز اعتقال سدي تيمان بعد وقت قصير من بدء العداون على غزة في أكتوبر 2023 بهدف حبس أعضاء حركة المقاومة الإسلامية حماس حتى يتم نقلهم إلى سجن.
وكشفت الصحيفة أنه “قبل أن تبدأ الدولة بنقل المعتقلين من سدي تيمان كان عددهم نحو 700، ثلاثة منهم نُقلوا إلى المستشفى في منشأة طبية مجاورة للسجن”.
وسبق للصحيفة نفسه أن كشفت في ديسمبر الماضي، أنه يتم احتجاز المعتقلين في سدي تيمان معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي داخل مجمعات مسيجة، وأن شهادات المُفرج عنهم تفيد بتعرضهم لعنف شديد من الجنود والمحققين، مشيرة إلى أن الجيش يحقق مع جنود في مقتل 48 فلسطينيا، بينهم 36 معتقلا من سدي تيمان.
كما سبق لـ “هآرتس” أن نشرت في أبريل الماضي رسالة كتبها طبيب مركز الاعتقال ووثقت ظروف السجناء، حيث يتم إجبارهم على استخدام الحفاضات، وتقييد أيديهم بالأصفاد بشكل دائم؛ ما أدى إلى حالات بتر أطراف جراء جروح سببتها الأصفاد.
ولا تتوافر إحصائية إسرائيلية أو فلسطينية لإجمالي عدد المعتقلين من غزة منذ اندلاع الحرب، وسط اتهامات لتل أبيب بممارسة الاخفاء القسري.
حماس تطالب بالتدخل المجتمع الدولي
ويؤكد معطيات “هآرتس” المشار إليها وكذلك تحقيق قناة “CNN” ما ذكرته حركة حماس في بيان لها الأسبوع الماضي من شهادات مروعة عن انتهاكات خطيرة بحق الأسرى في سجون الاحتلال، كشفها معتقلون فلسطينيون من قطاع غزة، أطلق سراحهم الخميس الماضي من بينهم الشاب بدر دحلال.
وقالت حماس في بيان: “تتوالى الشهادات المروعة حول أوضاع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الصهيونية ، وآخرها ما أدلى به عدد من المختطفين الفلسطينيين من غزة، والذين أُطلِق سراحهم الخميس من معتقل سدي تيمان “، مضيفة أن “هذا المعتقل يتكدس فيه آلاف من المختطفين الفلسطينيين، اقتادهم الاحتلال من قطاع غزة”.
وطالبت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بـ”العمل على متابعة أوضاع المعتقلين الفلسطينيين في هذه المعتقلات الفاشية، ووقف الانتهاكات الخطيرة التي يتعرضون لها”، داعية إلى “الضغط على الاحتلال لإيقاف مسلسل الانتهاكات والجرائم السادية الممارَسَة ضد الأسرى”.
وشددت الحركة على ضرورة “توثيق هذه الجرائم، باعتبارها جرائم حرب، وانتهاكا لكل المعاهدات والمواثيق الدولية، وإمعانا في حملة الإبادة والتطهير العرقي الذي يمارسه جيش الاحتلال الفاشي ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، ورفعها أمام المحاكم الدولية المختصة”.
يذكر أن المحكمة العليا بالكيان الإسرائيلي بدأت النظر مطلع يونيو الجاري في التماس من خمس جمعيات حقوقية “إسرائيلية”، يطالب بإغلاق فوري لمعتقل سدي تيمان العسكري، إثر تقارير عن تعذيب وقتل معتقلين فلسطينيين من قطاع غزة داخله.
وكالات