بعد استهداف مهاجرين مغاربة.. داخلية إسبانية تتهم “بوكس اليميني” بالتورط في أحداث مورسيا

نشرت صحيفة “إلباييس” الإسبانية تقريرا ميدانيا، يقول إن أفرادا من الجالية المغربية في بلدة تورّي باتشيكو بمقاطعة مورسيا يتعرضون منذ أيام لحملة عنف متصاعدةp تقودها مجموعات منظمة من خارج المنطقة، وسط اتهامات مباشرة لجهات في اليمين الإسباني المتطرف بتأجيج الأوضاع والتحريض ضد أبناء المهاجرين.
وحسب الصحيفة الإسبانية المذكورة، فإن بلدة تورّي باتشيكو،P التي يبلغ عدد سكانها نحو 40 ألف نسمة، تقع في جنوب شرق إسبانيا، وتحتضن واحدة من أكبر الجاليات المغربية في المنطقة، مضيفة في هذا السياق، أن حي سان أنطونيو يُعتبر القلب النابض للجالية، قد تحول في الأيام الأخيرة إلى مسرح لاشتباكات وأعمال عنف بعد دعوات على شبكات التواصل الاجتماعي لتنفيذ ما وُصف بـ”مطاردة المهاجرين”.
وأضافت “إلباييس”، أن العنف اندلع بعد انتشار مقطع فيديو لرجل إسباني مسنّ تعرض لاعتداء من طرف شاب يُزعم أنه من أصول مغربية، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن التحقيقات لا تزال جارية، فقد أُطلقت أحكام شعبية مُسبقة، واتُهم شباب مغاربة بالوقوف وراء الحادث، ما أدى إلى توترات بلغت ذروتها يوم السبت الماضي.
مارلاسكا يتهم “بوكس اليميني” بالعنف ضد المهاجرين المغاربة
اتهم وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا، حزب بوكس اليميني، بالتورط في أعمال العنف التي وقعت في الأيام الأخيرة في بلدة توري باتشيكو، بمنطقة مورسيا، حيث استهدفت الانتقام من المهاجرين، خاصة المغاربة.
وتحدث المسؤول الاسباني عن وقوف حزب بوكس وراء أعمال العنف ضد المغاربة، موضحا أن مجموعات مُنظَّمة حُشِّدت عقب حادثة تورط فيها مهاجر، واتهم حزب سانتياغو أباسكال بتأجيج الكراهية العنصرية من خلال خطاب كاذب ومغلوط.
سانشيز يدين استهداف مغاربة جنوب إسبانيا
من جانبه، أدان رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بشدة الاعتداءات التي طالت أفرادا من الجالية المغربية في بلدة توري باتشيكو جنوب شرق إسبانيا، معبّرا عن رفضه القاطع لأي سلوك عنصري يتنافى مع قيم الديمقراطية.
وفي تغريدة له، أكد سانشيز أن “العنصرية تتعارض مع الديمقراطية”، مشيرا إلى أن ما يجري في توري باتشيكو يمثل “تحديا جماعيا” يتطلب تضافر الجهود لمواجهته، داعيا إلى التمسك بالقيم التي توحد المجتمع الإسباني وتعزز تماسكه.
وأضاف سانشيز أن إسبانيا هي “بلد الحقوق، لا الكراهية”، في رسالة واضحة تؤكد موقف الحكومة ضد كل أشكال التطرف والتمييز، خاصة في ظل التوترات التي رافقت هذه الاعتداءات.
ويأتي موقف رئيس الحكومة في وقت تتابع فيه السلطات الإسبانية عن كثب تطورات الوضع، وسط دعوات متزايدة لحماية أفراد الجاليات المهاجرة وضمان أمنهم وكرامتهم.
القنصلية المغربية بمورسيا تُدين أحداث “توري باتشيكو”
وكانت القنصلية العامة للمملكة المغربية بمدينة مورسيا الإسبانية قد أعربت عن قلقها العميق إزاء ما تعرّض له عدد من أفراد الجالية المغربية من اعتداءات وأعمال عنف ذات طابع عنصري، وذلك خلال الأيام الأربعة الماضية في بلدة “توري باتشيكو” (Torre Pacheco) الواقعة بجنوب شرق إسبانيا.
وفي بلاغ رسمي، دعت القنصلية أفراد الجالية المغربية إلى التحلي بضبط النفس، والتزام تعليمات السلطات المحلية الإسبانية، مع اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر في ظل الظروف الحالية.
ووصفت القنصلية هذه الأحداث بأنها “مؤسفة”، معبرة عن إدانتها الشديدة لأعمال العنف والتحريض والكراهية التي استهدفت المواطنين المغاربة المقيمين في جهة مورسيا، ومؤكدة تضامنها الكامل مع الضحايا.
وأكدت القنصلية أنها على تواصل مباشر ومستمر مع السلطات الإسبانية المختصة من أجل ضمان توفير الحماية اللازمة للمواطنين المغاربة المتضررين، والذين يعيشون، بحسب ما جاء في البلاغ، لحظات من الخوف والقلق الحقيقيين.