بريطانيا.. توقيف صاحبة الخبر الكاذب مفجر أعمال العنف والمسلمات خائفات

أوقفت الشرطة البريطانية أمس الخميس، امرأة تبلغ من العمر 55 عاما بتهمة أنها أول مَن نشرت خبرا كاذبا عن منفذ عملية الطعن بمدينة ساوثبورت في 29 يوليوز الماضي.

وأشار بيان الشرطة إلى أن المرأة التي تعيش في تشيستر تم إيقافها بتهمة “تحريضها على الكراهية العنصرية ونشر مواد مكتوبة لأغراض التضليل”. وصرحت رئيسة مفتشي شرطة شيشاير أليسون روس في البيان أن أعمال العنف اليميني المتطرف في البلاد منذ 29 يوليو “تغذيها معلومات خبيثة وكاذبة على الإنترنت”.

وقالت روس: “هذه الحالة مثال واضح على مدى خطورة تبادل المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي دون التحقق من دقتها، ما حدث هو تحذير بأننا مسؤولون عن أفعالنا، سواء على الإنترنت أم لا”.

وأعلنت وسائل الإعلام البريطانية أن المرأة الموقوفة سيدة أعمال تدعى برناديت سبوفورث. وفي حديثها لصحيفة “ديلي ميل”، قالت سبوفورث: “أشعر بالخجل من اتهامي بمثل هذا الشيء، لم أختلق هذا الأمر، تلقيت مثل هذه المعلومات من شخص في ساوثبورت”، مضيفة “منشوري لا علاقة له بالعنف في البلاد، لكنني أعترف أنه ربما استخدم موقع إخباري روسي منشوري مصدرا”.

وأفادت “ديلي ميل” عقب تحرياتها أن منشور سبورفورث كان أول منشور عن هوية منفذ الطعن.

ويتعرض المسلمون والمؤسسات الإسلامية في بريطانيا جراء نشر خبر كاذب لاعتداءات، وأصبحوا مستهدفين بسبب الأحداث التي أشعلها اليمينيون المتطرفون منذ 29 يوليو الماضي، وذلك في أعقاب حادثة قُتل فيها 3 أطفال وأصيب 10 آخرون بينهم 8 أطفال، نشرت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي اليمينية المتطرفة والمواقع الإخبارية أن المشتبه فيه لاجئ مسلم جاء إلى البلاد العام الماضي.

ورغم إعلان الشرطة أن المشتبه فيه شاب رواندي عمره 17 عاما ولد في عاصمة ويلز كارديف، فإن جماعات يمينية متطرفة أصرت على تنظيم مظاهرات في أنحاء البلاد ضد المسلمين والمهاجرين.​​​​​​​

مشعل الاحتجاجات العنصرية في إجازة

   تومي روبنسون، مشعل الاحتجاجات العنصرية ضد المسلمين والمهاجرين في بريطانيا

وفي سياق متصل، أفادت تقارير صحفية غربية، أن منظم الاحتجاجات العنصرية ضد المسلمين والمهاجرين في بريطانيا،تومي روبنسون، كان يثير الاحتجاجات في لندن أثناء قضائه عطلة بجزيرة قبرص.

وأوضحت وسائل إعلام بريطانية وقبرصية رومية، أن روبنسون أحد مؤسسي رابطة الدفاع الإنجليزية المعادية للإسلام، كان يثير الاحتجاجات في بريطانيا عبر منشورات عنصرية خلال عطلته بمدينة أيا نابا في قبرص الرومية.

وأضافت أن ستيفن ياكسلي لينون، الاسم الحقيقي لروبنسون، الذي لم يحضر جلسة القضية المرفوعة ضده، الاثنين الماضي، فاتهمته المحكمة بانتهاك الأمر الصادر في حقه.

وتواصلت الشرطة القبرصية مع السلطات البريطانية بشأن روبنسون، الذي تخلف عن حضور المحكمة، وأبدت استعدادها للتعاون وتلبية طلب تسليمه المحتملة، لكنه غادر قبرص بعد اكتشاف نشره رسائل استفزازية على وسائل التواصل الاجتماعي من إقامته بفندق 5 نجوم في قبرص الرومية، وكتب على منصة إكس: “لم أعد موجودا في الجزيرة بعد الآن. أنا محظوظ لأنني لست في قبرص”.

المسلمات في بريطانيا خائفات

لم تمر ساعات قليلة على أعمال الشغب التي اندلعت في مدن بريطانية عديدة ، حتى ضجت مجموعات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالنساء المسلمات العرب في بريطانيا، بنقاشات حامية عبرن فيها عن شعورهن بالخوف من الخروج إلى الشوارع وهن يرتدين الحجاب، وتساءلن خلالها عن إمكانية العمل من المنزل، بل واقترحن أيضاً تمديد فترات الإجازة الصيفية خارج بريطانيا.

وفي أكثر من مجموعة على موقع فيسبوك وتطبيق واتس آب، تضم سيدات من جاليات عربية مختلفة، تباينت التعليقات حول الأحداث، غير أن غالبيتها الساحقة شملت نصائح تتعلق بالبقاء في المنزل وعدم الخروج إلا في حالة الضرورة القصوى.

وتحدثت “بي بي سي” لبعض النساء اللواتي يشعرن بالخوف إزاء الأحداث، من بينهن ربة منزل رغبت في عدم الإفصاح عن اسمها، وقالت إن الأوضاع الراهنة دفعتها للاعتماد على سيارات الأجرة بدلا من المواصلات العامة لحضور موعد طبي مهم.

وبدا وكأن ارتداء الحجاب من أكثر العوامل التي تثير مخاوف المسلمات المقيمات في بريطانيا في خضم استمرار مظاهرات اليمين المتطرف، مما جعل نساء مسلمات كثيرات توصي بارتداء قبعات صيفية أو ربط الحجاب بطريقة مختلفة عن المعتاد، وذلك في محاولة لإبعاد الانتباه لهن كمسلمات مهاجرات.

وقد تأهبت الشرطة البريطانية للتصدي لمزيد من أعمال الشغب بعد أن رصدت نحو 100 دعوة للتظاهر مساء الأربعاء الماضي في أماكن مختلفة. وقالت الشرطة إنه تم إرسال عدد كبير من عناصر الشرطة لشمال إنجلترا للتصدي للتظاهرات، ووضعت نحو 1300 ضابط على أهبة الاستعداد لأعنف موجة تظاهرات تشهدها بريطانيا منذ سنوات.

ووصلت الاعتقالات إلى حدود الإثنين الماضي 378 شخصا على خلفية أحداث الشغب التي بدأها أنصار اليمين المتطرف، وتطورت لاحقا إلى أعمال عنف.

بي بي سي +وكالات

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى