بثينة قروري تستعرض عبقرية فاطمة الفهرية خلال منح جائزتها
استعرضت بثينة قروري، رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية، جوانب من عبقرية فاطمة الفهرية في كلمة أمام فعالية الدورة الخامسة لجائزة فاطمة الفهرية بمدينة فاس، نظمها المنتدى بشراكة مع جمعية برنامج المتوسط 21، ولأول مرة بالمغرب، يوم الجمعة 20 دجنبر 2024.
وقالت قروري “لقد جاء اختيارنا الاحتفاء بالسيدة فاطمة الفهرية رفقة شركائنا من تونس الخضراء كمحاولة لإثارة الانتباه إلى ركيزتين أساسيتين لا غنى عنهما لتحقيق التقدم و النهضة التي نطمح إليها جميعا، الركيزة الأولى فهي العلم والمعرفة كشرط للنهوض الحضاري واستدراك أزمنة التقهقر والتخلف، أما الركيزة الثانية فهي إعادة الاعتبار لمكانة المرأة في مشروع البناء الثقافي والحضاري لمجتمعاتنا”.
وأوضحت ريسة المنتدى أن قرار منتدى الزهراء تكريم الفائزات بجائزة فاطمة الفهرية بهذه المدينة التاريخية العريقة كان يحمل ثلاث دلالات، تتمثل الدلالة الأولى في دلالة المكان وهي مدينة فاس العامرة، فاس التاريخ والحضارة العلم والثقافة والفن والإبداع والذوق الرفيع. ومركز من مراكز الحضارة والتمدن حيث نتنسم عبق التاريخ تاريخ الأدارسة والمرينيين والسعديين والعلويين.
وأضافت أن الدلالة الثانية تتمثل في دلالة الزمان حيث يقف العالم العربي والإسلامي في منعطف تاريخي حاسم ليحدد وجهته ومصيره وسط نظام دولي يتراجع وآخر يتشكل من جديد ويعيد ترتيب أوراق المنطقة ويفرض علينا بالضرورة أن نعيد طرح السؤال الذي طرحه أجدادنا في بداية القرن لماذا تقدم الآخرون ولماذا تراجعنا نحن؟
وتابعت أن الدلالة الثالثة تتمثل في عبقرية امرأة، قائلة “لقد اخترنا أن نحتفي بفاطمة الفهرية من داخل عاصمة العلم والعلماء وأن نخصص لها جائزة سنوية لكي نستلهم اليوم مسار هذه المرأة الرائدة التي قررت في لحظة تاريخية معينة في القرن الثالث الهجري أن تستثمر في بناء الإنسان وأن تشيد أول جامعة في العالم تستقطب طلاب العلم من كل الآفاق”.
وشددت رئيسة منتدى الزهراء (هيئة استشارية معتمدة لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة)، على أن الحقيقة أن فاطمة الفهرية حينما قررت بناء جامع القرويين فإنها قدمت الجواب المناسب وهو الاستثمار في العلم والمعرفة.
وقالت قروري “إن أمثال فاطمة الفهرية وزينب النفزاوية والسيدة الحرة وغيرهن كثير يمثلن النموذج المرجعي الحقيقي للمرأة المغربية بل للمرأة في العالم العربي والإسلامي اليوم، فجذور هويتها ضاربة في أعماق التاريخ وبارزة من خلال هذه النماذج المشعة والتي قدمت إشعاعا حقيقا في زمنها وتركت آثارا تدل عليها”.
ورأت المتحدثة أن دورنا اليوم أن نربط الحاضر بالماضي وأن نستشرف آفاق المستقبل مسلحين بأدوات العلم والمعرفة ومتيقنين بأن مكانتنا وسط الأقوياء لا يمكن أن نبلغها إلا بتوحيد الجهود فيما بيننا أولا رجالا ونساء ومؤمنين بحتمية التعاون والاندماج المتبادل بين الأقطار العربية والإسلامية، قائلة “وهذا سر ريادتنا في الماضي وسر نهضتنا في المستقبل القريب”.
وتعتبر جائزة فاطمة الفهرية جائزة خاصة بالنساء من ضفتي المتوسط اللواتي حققن نجاحات معتبرة في مجال التكوين والبحث العلمي وكذا مجالات الفن والثقافة والسياسة والهندسة والآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية.