اليونسكو تكشف خسائر التراث بعد زلزال الحوز وتبدي استعدادها للمساعدة
قالت اليونسكو أن بعثة خبراء توجهت منذ البداية إلى مراكش لكي تجري معاينة أولية للأضرار في المدينة التي أدرجت في عام 1985 في قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وكشفت اليونسكو -حسب بيان منشور على موقعها – عن معاينة هذه البعثة وجود أضرار في العديد من الأبنية، إذ انهارت مئذنة مسجد خربوش في ساحة جامع الفنا بالكامل تقريباً؛ وظهرت تصدعات كبيرة في مئذنة جامع الكتبية؛ وانهار العديد من المنازل في حي الملاح اليهودي القديم؛ وتأثرت بالزلزال أسوار المدينة القديمة أيضاً في عدة مواضع.
وتصدَّع العديد من مباني قصر آيت بن حدو في إقليم ورزازات، المدرج في قائمة التراث العالمي منذ عام 1987. وتكبّدت العلية الجماعية المطلة على القرية أضرارا جسيمة، ودُمّر مسجد تينمل في إقليم الحوز بالكامل، وهو موقع يتبوأ مكانة هامة في تاريخ المغرب ومدرج في القائمة الوطنية التمهيدية للتراث العالمي. ويُمكن أن تُسفر الكارثة عن آثار ملموسة على قطاع الاقتصاد الإبداعي، الذي تُبدي البلاد التزاماً خاصاً به، وكذلك على التقاليد والمعارف التي تُشكل التراث غير المادي.
وأبدت اليونسكو قلقها حيال قطاع التعليم، إذ ضرب الزلزال منطقة نائية يصل عدد طلاب المدارس فيها إلى ما يقرب من مليون طالب ملتحق بالمدارس، فضلا عن 42 ألف مُعلّم. ويشير تقييم أولي أجرته السلطات المغربية إلى أن الكارثة أودت بحياة سبعة معلمين على الأقل، وألحقت أضرارا بأكثر من 500 مؤسسة تعليمية، و50 مدرسة داخلية. وإنّ ما يقرب من 40 بلدية في أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت مضطرة إلى تعليق الدراسة مؤقتاً.
وأعربت اليونسكو في ظل هذه الأزمة عن ثقتها التامة بالمهنيين المغاربة للتخفيف من وطأة حالة الطوارئ واتخاذ التدابير اللازمة، إذ يمتلك المغرب خبرة واسعة وصلبة في مجال حماية التراث وإعادة تأهيله. وكان العام الماضي قد وقع اتفاقية مع اليونسكو تُتيح للبلدان الأفريقية الاستفادة من مهاراته.